الحياة الثانية: كعبة افتراضية وحضور عربي لافت.. اختر "الآفاتار" الذي يُمثلك!

الحياة الثانية: كعبة افتراضية وحضور عربي لافت.. اختر "الآفاتار" الذي يُمثلك!

منذ 7 سنوات

الحياة الثانية: كعبة افتراضية وحضور عربي لافت.. اختر "الآفاتار" الذي يُمثلك!

هذا ليس موضوعا دينياً، أو محاولة للبحث في عوالم الغيب، بل أقرب إلى مفرّ من الواقع الذي نعيشه الآن إلى واقع آخر، فيه حرية دون أي قيود، كانت الأحلام سواء أثناء النوم أو اليقظة هي السبيل الوحيد للوصول لهذا العالم الافتراضي، لكن عام 2003، قامت مختبرات ليندين في ولاية سان فرانسيسكو الأميركية بتطوير أول عالم افتراضي قائم على تفاعل المشتركين فيه لتخيل شكل الحياة الثانية.\nوقد وصل عدد المشتركين بالتجربة عام 2007 إلى 5 ملايين، ثم تناقص عام 2013 إلى المليون، هذا الرقم يختلف الآن، إذ لا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المستخدمين، إذ يفترض أحد Second Life المدونين المهتمين بالتجربة وصول العدد إلى قرابة النصف مليون عام 2015، فشعبية "الحياة الثانية" تناقصت وكأن ذلك العالم الافتراضي المتخيل قد اختفت هالته، لكن ما الذي كان يحدث؟\nفي اللعبة.. تستطيع أن تكون من تريد وكيفما تريد\nلا ربح ولا خسارة في "الحياة الثانية"، فقط تفاعل بين الأفاتار Avatars، أو الشخصيات الوهمية التي يختارها اللاعبون لأنفسهم، فالحياة الثانية تحوي عوالمها الخاصة المتنوعة بما فيها من حفلات التعارف، والتواصل كتابة وصوتاً.\nففي الحياة الثانية تستطيع أن تكون ما تريد، وكيفما تريد، سواء كنت رجلا أو امرأة، أو مصاص دماء، أو ثعلبا، أو حتى كائنا خرافيا، كما بإمكانك أن تصنع العالم من حولك وتجعله متوافرا في العالم الثاني سواء كان أثاثا أو لباساً أو أي شيء.\nالمؤسسات الدولية افتتحت فروعاً لها بالحياة الثانية\nالحياة الثانية أصبحت شركة متكاملة، بل حتى إن الشركات الكبرى تَحضر ضمن هذه "الحياة"، إذ طورت شركة IBM عددا من المنصات لبيع منتجاتها في الحياة الثانية، كذلك افتتحت رويترز مكتباً لها في الحياة الثانية لنقل الأخبار التي تحصل، لكنها ما لبثت أن أغلقته بعد مدة قصيرة عام 2008، كما سحبت مراسلها آدم رويترز.\nأما العملة الافتراضية في الحياة الثانية "ليندين دولار" فيمكن أن تتحول لعملة حقيقية لها مقابل في العالم الحقيقي (كل ألف ليندين دولار حوالي 5 دولارات)، وهناك عدد من المواقع التي توفر إحصاءات عن كميات التبادل المالي بين اللاعبين وبعضهم.\nالأمر لم يقتصر على ذلك وحسب، بل أنشأ عدد من المؤسسات التعليمية منصات تعليمية داخل الحياة الثانيّة، فعام 2008 افتتحت جامعة سان مارتن دي بوريس في البيرو فرعاً لها، إلى جانب مؤسسات أخرى كـ"ناسا"، بل حتى افتتحت بعض الدول سفارات لها كجزر المالديف وإستونيا والسويد.\nحضور واضح للعرب في الحياة الثانية\nحضر العرب بصورة كبيرة في الحياة الثانية، إذ تم تأسيس مملكة العرب التي تحوي عمارة وأشكالاً ترتبط بالثقافة العربية مستمدة من ألف ليلة وليلة، بوصفها محاكاة لما هو واقعي أو ما هو متخيل من التراث العربي.\nإلا أن الأمر لم يقتصر على ذلك، فعام 2007 قام موقع إسلام أونلاين الذي كان يرأس مجلس إدارته وقتها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي -الذي يترأس حاليا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بتشكيل منصة افتراضية للحج.\nإذ تأسست الكعبة الافتراضية، كما تم تصميم محاكاة رقمية للأراضي المقدسة، حيث يتم استقبال الوافد من قبل عدد من القائمين على تلك الأماكن، وهناك تضع النساء الحجاب ويغطين رؤوسهن.\nوبإمكانك أن تدخل إلى "مكة" للقيام بمناسك الحج، حول "كعبة" افتراضية و"مسجد حرام" افتراضي، من حوله جوامع وأبنية مصممة على الطراز الإسلامي، مع اقتباسات من القرآن والسنة مكتوبة بخطوط عربية، بالإضافة إلى وجود الحجر الأسود وإمكانية "تقبيله"، مع شروحات عن مناسك الحج بعدد من اللغات وذلك بهدف تعليم رواد هذا العالم الافتراضي عن الدين الإسلامي ومناسكه.\nلا تحوي الحياة الثانية المقدسات فقط، إذ شهد عام 2009 تأسيس أول جزيرة للشرق الأوسط من قبل عدد من السعوديين، وهي تلتزم بـ"الآداب العامة" وقوانين المجتمع العربي، ليكون بذلك حضور واضح للعرب ضمن العالم الثاني، وقد شهدت الجزيرة هجرة حوالي 25 ألف "عربي" من "الأفاتارات"، فيما تعد الأشهر بين 36 جزيرة عربية.\nكان هناك حضور للإمارات العربية المتحدة في الحياة الثانية، حيث تم تأسيس نُسخ افتراضية عن برج العرب ومدينة الجميرة، إذ يمكن للشخص زيارتها والاطلاع عليها كنوع من التسويق للمرجعية الحقيقية للاثنين.\nأحداث أكثر اجتماعية تحدث في الحياة الثانية، فحفلات الزفاف تحدث بل ويحتفل بها بوجود مدعوين من باقي الأفاتارات، أشهرها حفل زفاف "عمر" و"ياسمين"، الذي عرض ضمن فيلم قصير يشمل كل مراسم الزفاف بين الزوجين، وكانت التسجيلات أقرب للتي نراها في الأعراس الحقيقية، بل حتى تحوي راقصة شرقيّة.\nأما عن التساؤل عما بعد الزفاف، فنعم، هناك جنس في الحياة الثانية، إذ بالإمكان ممارسة الجنس الافتراضي بين أي شخصين باستخدام الأفاتارات والصوت والكتابة بين الاثنين، فالحياة الثانية تقدم خيارات واسعة للتفاعل الجنسي، التي يحقق عبرها المستخدم كافة فانتازياته أو ببساطة الحصول على "جنس تقليدي".\nالحياة الثانية كانت أيضاً أسلوباً تعليمياً، ففي مدونة إحدى الأفاتارت العربيات، نراها تتحدث عن تجربة تعليم اللغة في الحياة الثانية والجهد التي تبذله في سبيل جعل التعليم أكثر تفاعلاً وحيوية، لتغدو الحياة الثانية منصة جديدة للتعليم والتفاعل بين الثقافات والعلوم المختلفة.\nالإرهاب حضر أيضاً في الحياة الثانية، حيث كَشفت تحقيقات عن تدريبات قام بها إرهابيون ضمن الحياة الثانية، قبل أن ينفذوا أعمالهم على أرض الواقع، كتلك المرتبطة بـ11 سبتمبر/ أيلول، أو أحداث ميترو لندن، بوصفها تؤمن عالماً خالياً من القواعد والرقابة ووسيلة لتناقل المعلومات والخبرات المرتبطة بالأماكن الواقعية، لتكون وسيلة لنقل المعلومات دون أي قيود من أي نوع.

الخبر من المصدر