وحدة إسلاميي الجزائر.. تحالف إستراتيجي أم انتخابي؟

وحدة إسلاميي الجزائر.. تحالف إستراتيجي أم انتخابي؟

منذ 7 سنوات

وحدة إسلاميي الجزائر.. تحالف إستراتيجي أم انتخابي؟

أعلنت حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري وجبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة قرار الوحدة الاندماجية بين الحزبين الإسلاميين ضمن مسار لا يتجاوز سنة في أقصى تقدير، ووفق خريطة طريق.\nوقد تزامن ذلك مع إعلان ثلاثة أحزاب إسلامية أخرى، هي حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني تشكيل تحالف للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في الربيع المقبل.\nوكانت حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية قد وقعتا قبل أيام على وثيقة الوحدة الاندماجية في حزب واحد.\nوبقدر ما أثلج هذا الحراك الوحدوي صفوف التيار الإسلامي الذي عانى في العقدين الأخيرين الانقسامات والتشرذم، فإنه طرح تساؤلات عما إذا كان هذا التحرك توجها تكتيكيا فقط أملته الضرورات الانتخابية، أم هو خيار إستراتيجي مرتبط بنضج الإسلاميين الجزائريين وإقرارهم بأن تشرذمهم وتعدد أحزابهم من أسباب ضعفهم وتراجع شعبيتهم.\nويعتقد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة أن عنوان المرحلة هو الوحدة والتكتل من أجل إنهاء الانقسام والفرقة.\nويكشف للجزيرة نت أن الاندماج بين جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم هو ثمرة مسار استغرق 44 شهرا من التشاور صنعها التوافق على المبادئ والخط السياسي والقيادة والمؤسسات والخيارات الكبرى.\nويعتبر مناصرة أن الانتخابات التشريعية المقبلة مجرد محطة دون أن تكون هي المبتغى، وأضاف أنه تلقى عروضا للتحالف الانتخابي، لكنه فضل خيار الوحدة التي تعيد بناء حركة قوية بصفها الموحد.\nويؤكد أن الوحدة ليست ضد أية جهة معينة، بل هي وحدة طبيعية جمعت حزبين من المدرسة نفسها، كما أنها ستبقى مفتوحة لكل من تخلف عنها، وفق تعبيره.\nويشير مناصرة إلى أن الوحدة "خادمة لمشروع الحركة وداعمة للديمقراطية في البلاد وضامنة لوحدة واستقرار الوطن".\nمن جانبه، يقول القيادي في حركة النهضة محمد حديبي إن خيار الوحدة أملاه الوضع العام في البلاد، و"ما يميزه من انسداد سياسي وانهيار اقتصادي واستفحال الفساد والقطيعة بين المواطن ومؤسسات الدولة".\nويضيف للجزيرة نت أن هذا الوضع "جعلنا نحن كتيار ذي مرجعية إسلامية نعيد قراءة الواقع من خلال العمل على تداركه قبل فوات الأوان".\nويكشف حديبي أن مساعي الوحدة انطلقت بوضع خريطة طريق مع الاستفادة من تجارب الماضي بسلبياتها وإيجابياتها، حيث كانت البداية من خلال الوحدة الاندماجية الإستراتيجية بين النهضة وجبهة العدالة والتنمية، مضيفا أن هذا المشروع حرك الرغبة في التيار الإسلامي لاستكمال الوحدة بين كل أطيافه.\nويشدد حديبي على أن الوحدة بين قوى التيار الإسلامي لا علاقة لها بالانتخابات ولا بأي استحقاق، "لأننا على يقين أن لا شيء تغير في تعاطي السلطة مع الانتخابات".\nمن جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عبد العظيم بن صغير إن التجارب أثبتت أن فصائل التيار الإسلامي اعتادت مع اقتراب المواعيد الانتخابية أن تتحرك لعقد تحالفات وتكتلات.\nويرى أن العامل الانتخابي يعد محفزا ومسرعا في بناء قوائم انتخابية مشتركة، والسبب في اعتقاده يرجع إلى الخوف من فقدان الوعاء الانتخابي أو عدم وجود كتلة سياسية بالبرلمان المقبل.\nويؤكد بن صغير في حديث للجزيرة نت أن الوحدة الاندماجية والتحالف الانتخابي حاليا بين الإسلاميين يستفيد من تجربة تكتل الجزائر الخضراء في الانتخابات التشريعية 2012 بين ثلاثة أحزاب هي النهضة والإصلاح وحركة مجتمع السلم.\nأما قبيل انتخابات الربيع القادم فيميز بن صغير بين توجهين داخل التيار الإسلامي المحسوب على فكر الإخوان المسلمين، الأول هو تحالف لأغراض انتخابية، والثاني تحالف لأغراض اندماجية، بحسب وصفه.\nويعتقد أن الوحدة الاندماجية صعبة التحقق في ظل "مركزية الزعامات وتنازع الشرعية بشأن التمثيل الفكري"، أما الوحدة الانتخابية فهي ممكنة لحاجة الفصائل إلى بعضها، وتلاقي المصالح في جمع التوقيعات وإعداد قوائم المرشحين، وفق تعبيره.

الخبر من المصدر