«أضمك وجرحي بينزف قُبل».. سليمان خاطر رصاصة حية لأجل الوطن

«أضمك وجرحي بينزف قُبل».. سليمان خاطر رصاصة حية لأجل الوطن

منذ 7 سنوات

«أضمك وجرحي بينزف قُبل».. سليمان خاطر رصاصة حية لأجل الوطن

سليمان خاطر من جديد، الشهيد المصري والرمز الباقي لكل الرافضين للتفريط في الأرض والتهاون مع العدو. سليمان خاطر الذي توفي منحورا في زنزانته بعد واقعة تصديه لإسرائيليين تخطوا الحدود المصرية مع الأراضي المحتلة إبان خدمته بالقوات المسلحة.\nقصة سليمان كانت أم القضايا الوطنية في منتصف الثمانينيات ولا تزال تتجدد مع ذكراه كل سنة، ففي الخامس من أكتوبر سنة 1985 اعترض سليمان وكان رقيبا بالقوات المسحلة مجموعة من الإسرائيليين دخلوا نطاق خدمته في سيناء فحاول إيقافهم بالكلمات ثم الطلقات التحذيرية لكنهم لم يتوقفوا فشرع في تنفيذ الأوامر العسكرية بالتعامل بالرصاص الحي مع أي فرد يتواجد في هذه المنطقة أيا كانت جنسيته، فما بالك وهؤلاء إسرائيليين.\nكان من الممكن أن يجري تكريم سليمان خاطر على هذا الموقف في ظروف أخرى، لكن الواقع وقتها كان قد تغير، إذ وقعت الدولة "اتفاقية صلح" مع العدو الإسرائيلي، منذ أواخر السبعينيات، فجرى التعمل مع سليمان على أنه مذنب، ومما يُذكر أن الرئيس وقتها حسني مبارك صريح بأنه "يشعر بغاية الخجل" مما فعله سليمان.\nتكالبت السلطة ورجالها على سليمان خاطر الذي جرى تحويله إلى محاكمة عسكرية قضت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، وفي هذه الأثناء تمت عملية خبيثة لإظهار سليمان في صورة المريض النفسي وممن لعبوا دور في هذا نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد الذي أجرى حوارا مع سليمان في الزنزانة باسم مجلة "المصور" التي كان يرأس تحريرها، وتعمد استفزاز سليمان ليلتقطوا له صورا يبدو فيها غاضبا أو مجنونا وهو السيناريو الذي تم بالفعل.\nبعد أيام من الحكم على سليمان خاطر، وُجد مشنوقا في الزنزانة، يوم السابع من يناير 1986 وقالت الحكومة ومكرم محمد أحمد و"المصور" إنه انتحر نتجية "ضغوط نفسية" فيما نفت عائلته ذلك وقالت إن ابنها لا يعرف معنى لكمة انتحار وأنه نُحر في الزنزانة، وخرجت مظاهرات عارمة في الجامعات المصرية تندد بقتل سليمان وتهتف ضد النظام والكيان الصهيوني.\n31 سنة مرت على وفاة خاطر، وبعد كل ما قيل عن قضيته التي هي قضية مصر وقضيتنا، نقول أنه يجب أن نغني ونغني لسيرته الأبية، ولشرف مصر ولكرامتها، ولدينا لهذا الغرض الأغنية البديعة للشيخ إمام عيسى التي كتبها محمود الطويل عن سليمان خاطر، والتي هي دائما المرثية الشامخة للشهيد، والتي لا تبعث في النفس حزنا عليه بقدر ما تشعل القلوب بوقود متجدد للنضال أو الإصرار على التمسك بالنضال لأجل دماء خاطر وكل شهدائنا في حروبنا الحتمية الفائتة والمقبلة مع العدو الصهيوني.\nأنا اللي بليلك وطَميِك حييت\nولو كنت أدري مكنتش بقيت\nعلى أي صهيوني أول ما جيت\nفصيلك نبينا في يوم الحساب\nإذا ما التقيتي بهذا الكتاب\nفداكي بدمايا اللي شاغلة الخواطر

الخبر من المصدر