الفسيفساء السورية..من رحم الحرب تنبض حباً وسلام

الفسيفساء السورية..من رحم الحرب تنبض حباً وسلام

منذ 7 سنوات

الفسيفساء السورية..من رحم الحرب تنبض حباً وسلام

حرب سوريا لم تقتصر على محاربة الشعب للموت والإرهاب بل تمتد لتصل الى اليأس وفقدان الأمل فمع كل ذلك الدمار الذي استطاع ان يخرب جزء من الشكل الخارجي للارض السورية لم يستطيع ان يخرب صورة الوطن بعيون وقلوب السوريين واكبر دليل على ذلك تلك الزينة التي زادت من جمال سوريا جمالا ففي شهر كانون الثاني تتلألأ الأنوار في البيوت وعلى الشرفات والطرقات تلك هي الصورة الأبرز والأجمل لدمشق والمحافظات السورية فهي على قيد الحياة ويجب أن تستمر فلم تمنع أصوات المعارك الدائرة من حضور الاحتفالات فصوت الفرح والعيد لابد أن يطغى على صوت الحرب في البلد الذي لم يفرق يوماً بين مسلم ومسيحي.\nفسيفساء سوريا لا تقتصر على الدين والمذهب والعرق بل تتوسع لتشمل الطبقات الإجتماعية باختلافها تقيم حفلاً ولكن ضمن حدودها متمثلة بالقول الشعبي “على قد بساطك مد رجليك” فلكل طبقة بساط بطول معين حيث تختلف أشكال الاحتفال يمكن تصنيفها بثلاث طبقات إذ تقام الحفلات والسهرات في الفنادق وعليها يقتصر أصاحب البساط الأطول طبقة الأغنياء من الشعب, كما توجد سهرات عائلية وسطية تجتمع فيها العائلة مع بعضها وتدعى سهرة عائلية كبيرة, لتبقى الطبقة الأخيرة صاحبة البساط الأقصر يقيمون حفلة منزلية صغيرة.\nحسب مجريات الأمور ينتهز بعض التجار مناسبات الأعياد ليعملوا على رفع أسعار السلع الاستهلاكية في المناسبات العامة والخاصة ولكن في مناسبة أعياد الميلاد هناك قانون إضافي يحكم العلاقة بين المستهلك والبائع وهي تتعلق بالعرض والطلب أي مدى توفر السلع من جهة ومن جهة أخرى مدى حاجة المستهلك الى هذه السلع فترتفع الأسعار لتصل الى حالة شبهها البعض “بالجنون” وأسمها عاصفة رأس السنة.\nوللوقوف على حيثيات السوق السورية وجولات وزارة التموين تواصل الحدث نيوز مع معاون وزير التموين جمال شعيب الذي أشار إلى تكثيف جولات الوزارة في الأسواق بمناسبة هذه الأعياد فنتابع محلات الحلويات والمطاعم ومحلات الملابس والزينة لمراقبة السوق والأسعار.\nكما لفت إلى حالة خاصة طرأت هذه السنة على عيدها وهو انتصار الجيش السوري في حلب, سبب نفض الغبار وزاد من إقبال السوريين على الاحتفال, وهذا ما أكد عليه أيضا الخبير الاقتصادي رياض تقي الدين حيث قال ” في السنة الحالية 2016 هناك حالة خاصة وهي تزامن أعياد الميلاد مع احتفالات نصر جيشنا على قوى البغي التي استباحت مدينة الشهباء إضافة الى حركة السكان في سورية والتي أدت الى زيادة غير مسبوقة بأعداد المستهلكين في مدينة دمشق, هذه الحالة الخاصة أدت الى زيادة الطلب بشكل ملحوظ على المواد الاستهلاكية بشكل عام والتي تنتج محليا مع نسبة ضئيلة منها مستوردة وخصوصا المواد التي تدخل في صناعة الحلويات”.\nوأكمل تقي الدين متحدثاً عن التأثر بسعر الصرف فقال “مواد الزينة والألبسة التي عليها طلب بشكل خاص معظمها مستورد وتتأثر أسعارها بسعر صرف القطع الأجنبي , هنا نلاحظ أنه رغم انحفاض سعر الصرف أمام الليرة السورية إلا أن وتيرة الأسعار لم تتأثر ايجابا بهذا العامل , بل على العكس فقد حصلت زيادة تقدر ب 20 % من الأسعار الرائجة في الأسواق خلال فصل المنصرم مع انخفاض في سعر الصرف بنسبة تتراوح ب 15 % وبذلك فإن الزيادة الحقيقية على الأسعار الرائجة كانت بحدود 35%”.\nوعلى تلك الأفكار عقب رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان قلاع الذي نفى تأثر غرف التجارة بتلك المناسبات ولكنه اكد على ضغط المواطنين الذي يكون اكبر من هذه المكابح الوزارية, كما وصف ارتفاع الاسعار في حياة لمواطن السوري بأنها “حالة طبيعية وجزء من واقع السوريين”.\nتأتي مواسم الأعياد وتذهب ولا يبقى منها غير رموزها التي تُحيي الاستعداد لملاقاتها كل عام بالفرح والسعادة، هذه الرموز تُجدّدها على مدار التاريخ العادات والتقاليد التي تختلف باختلاف التاريخ والبلدان، واليوم نحن في موسم عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، وصحيح أن الظرف الحالي في العالم وسورية بشكل خاص يفرض نفسه، إلا أن إرادة الحياة هي التي تستمر واعدة بأمل الفرح مع الإيمان بالسلام كي يعمّ من جديد في بلادنا السّورية، التي نزفت عذاباً ومعاناةً وأسى متعدد الأوجه والألوان، ومن هذه المناسبات نتمسك بالزينة ونتمسك بالألوان ونتمسك بالأضواء كي تُنار العتمة ونبعد الظلمات بمناسبة الأعياد.

الخبر من المصدر