في ذكرى ميلاد خريجة الزراعة "محسنة توفيق".. تعرف على حياتها الثورية وسجنها على يد عبد الناصر.. وفاة والدتها وراء دخولها عالم الفن

في ذكرى ميلاد خريجة الزراعة "محسنة توفيق".. تعرف على حياتها الثورية وسجنها على يد عبد الناصر.. وفاة والدتها وراء دخولها عالم الفن

منذ 7 سنوات

في ذكرى ميلاد خريجة الزراعة "محسنة توفيق".. تعرف على حياتها الثورية وسجنها على يد عبد الناصر.. وفاة والدتها وراء دخولها عالم الفن

عشقت أهالي المناطق الشعبية، ووجدت فى كلامهم وطيبتهم احتواءً كبيراً، أدركت أوجاع الناس لفقدانها والدتها في سن صغير، عرفت بالوجه الطيب والمشاعر الدافئة وقدرات عظيمة.\nبالرغم من الجائزة التي حصلت عليها من الرئيس جمال عبد الناصر وحبه لها، إلا أنه سجنها لحبها للسياسية، وانتقلت السياسية إلى أبنها وشاركا سويا بعد ذلك في ثورة 25 يناير.\nكانت دائما ما ترفض أن يطلق عليها لقب ثورية، وكرهت الأحزاب السياسية ورفض تواجدها لتجاهلها ألام الناس ومشاكلهم.\n"بأقدر أتعرف على الحزن فى عيون الناس، وعلشان كده اشتغلت فنانة"، هكذا قالت الفنانة القديرة محسنة توفيق لتوضيح سبب دخولها لعالم الفن والسينما.\nوفي ذكرى ميلادها الـ 77، رصد الدستور أهم المحطات التي مرت بحياتها منذ نشأتها وعلى مدار عملها الفني.\nولدت محسنة توفيق، فى القاهرة، عام 1939، وحصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة في عام 1968.\nنشأت توفيق في عائلة فنية كبيرة، حيث أنها لديها شقيقتان، الأولى يسرا وتعمل مذيعة بإذاعة روما، والثانية فضيلة توفيق " أبلة فضيلة " أشهر مذيعة لبرامج الأطفال بالاذاعة المصرية.\nتوفت والدتها وهي في سن صغير، فعاشت فترة غير محتملة، لذلك بدأت تشعر بأوجاع الناس.\nفي السنة الثانية لها بكلية الزراعة، دعاها الفنان الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، للوقوف علي المسرح في مسرحية مأساة جميلة.\nوبعد أربع سنوات من تمثيلها لمأساة جميلة قامت بأداء دور حبيبة زيوس في مسرحية أجاممنون علي مسرح الجيب.\nومن هنا كانت بداية دخول محسنه توفيق في السينما من خلال فيلم حادثة شرف عام 1971، وفتحت لها أبواب الشهرة بعدما قرر يوسف شاهين اكتشافها وتقدمها في فيلم رائعته العصفور .\nبتعاونها الفني مع المخرج الراحل يوسف شاهين في مجموعة من أبرز أعماله، هى: "اسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت"\nاشهرت بادوارها الإجتماعية مثل : دور الأم ، وشخصية المرأة المصرية الطيبة ويعتبر دور انيسة فى مسلسل" ليالى الحلمية " تجسيداً لشخصية الإنسانة الصبورة المتفانية المنكرة لذاتها .\nبدأت محسنة توفيق، طريقها للسينما والتليفزيون بعد النجاح الكبير التي حققته في المسرح، فكانت أحد أعضاء المسرح القومي.\nكما تميزت بدور بهية في فيلم العصفور والتي أصبحت فيه رمزا للوطنية ولمصر، من خلال صرختها في نهاية الفيلم قائلة " لأ، ح نحارب لأ، ح نحارب "، وذلك لحث رغبة الشعب المصري في النضال بعد تنحّي جمال عبد الناصر عن الحكم .\nقدمت محسنة توفيق عدد كبير من الأعمال السينمائيه : منها "حادثة شرف، الاختيار، العصفور، الحب قبل الخبز أحيانا، البؤساء، إسكندرية ليه، الوداع يا بونابرت، بيت القاصرات، ديل السمكة".\nوقامت ببطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية منها: "أسماء بنت أبي بكر، باب زويلة، هارب من الأيام، الشوارع الخلفية، محمد رسول الله، الصبر فى الملاحات، المرسى والبحار، ملكة من الجنوب، اللص والكلاب، ليالي الحلمية، أم كلثوم".\nوشاركت في تقديم أكثر من 30 مسرحية من أهمها : "مأساة جميلة، ايرما، أجاممنون، حاملات القرابين، الدخان، الأسلاف يتميزون غضبا، القصة المزدوجة، ثورة الزنج".\nكما شاركت فى تقديم عدة مسلسلات إذاعية منها: "المعجزة الكبرى، تمثيلية ريحانة، وقدمت للبرنامج الثاني بالإذاعة المصرية العديد من المسرحيات العالمية منها المسيح يصلب من جديد .\nحصلت محسنة توفيق، على وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبدالناصر، عام 1967، وشهادات تقدير عن فيلمي العصفور وبيت القاصرات.\nالجائزة الأولى في التمثيل في مهرجان بغداد للمسرح العربي 1985 .\nكما حصلت محسنة على جائزة الدولة التقديرية عام 2013 بحضور مكتسح سواء على المسرح أو أمام الكاميرا.\nلم تسعد محسنة أبدًا بوصفها بـ"السياسية"، أو "المنشغلة بالسياسة"، ودائما ما كانت تؤكد فى كل مناسبة تظهر بها أن وصفها بهذه الكلمة تزعجها، وتفضل وصفها بـ"الثورية"، أو "متبنية قضايا وطنية".\nوأعلنت أنها لا تحب الأحزاب السياسية، مثلها مثل مرحلة جمال عبدالناصر، لأنها لم تستجيب لآلام الناس ولا تستمع لشكواهم.\nلم يكن من الغريب أن تنقل محسنة انشغالها بالسياسة إلى ابنها الناشط وائل خليل، الذى تشرب منها حبها للعمل السياسى، وانطلقا سويا لمظاهرات 25 يناير فى ميدان التحرير، مؤكدة أنها كانت لحظة تاريخية اندفع فيها البسطاء بالفطرة.\nيعتبر عبد الناصر من أكثر من أحبته، وأكثر من شاغبته، حتى تم سجنها فى عهده، قائلة "بالرغم من حبى له، فأنا لا أصدق أن فرداً واحداً يمثل السلطة، هو لا يصبح حاكماً سوى بعد تمثيله لطبقات المجتمع، فالشعب هو السلطة، وهو من يصنع الحاكم، ومن يساهم فى إنجاحه، ومن يساهم فى سقوطه".

الخبر من المصدر