من أبو جهاد إلى الزواري.. الملف الأسود لاغتيالات الموساد في تونس

من أبو جهاد إلى الزواري.. الملف الأسود لاغتيالات الموساد في تونس

منذ 7 سنوات

من أبو جهاد إلى الزواري.. الملف الأسود لاغتيالات الموساد في تونس

أعاد اغتيال محمد الزواري مهندس القسام التونسي، إلى الواجهة مسألة قدرة الموساد الصهيوني في الوصول إلى البلدان العربية والتغلغل داخل مجتمعاتها وضرب قيادات المقاومة الفلسطينية متى وأينما أراد ذلك..\nجريمة اغتيال خبير الطيران التونسي لم تكن العملية الأولى التي نفذها الموساد في تونس، فقد سبقتها ثلاث عمليات أخرى تتمثل في حادثة "حمام الشط" عام 1985 واغتيال القياديين البارزين في حركة "فتح" خليل الوزير (أبو جهاد) عام 1988 وصلاح خلف (أبو إياد) عام 1991، وهايل عبد الحميد وأبو محمد، ومؤخرًا اغتيال مهندس طائرات القسام.\nاغتيال الزواري رغم أنه جاء في ظروف غامضة، إلا أن واقعة اغتيال أبو جهاد من قبل، وتلميحات الموساد بالتورط في اغتيال الزواري يؤكد نجاح الكيان في تنفيذ مخططاته وأهدافه الاستراتيجية في البلدان العربية..\nلكن ثمة تساؤلات هامة، لماذا يغتال الفلسطينيون بتونس تحديدا؟ وهل تلك الاغتيالات بسبب الإهمال الأمني؟ أم أن تواطؤا يقف وراء ذلك؟\nالناشطة السياسية بحركة النهضة التونسية إيمان الطبيب قالت إن اغتيال المهندس التونسي الزواري هو تواطؤ حقيقي، فلا يعقل أن يدخل الموساد إلى أرض تونس ويغتال أحد مواطنيه في عقر داره والأمن التونسي لا يعرف، "هناك أطراف تونسية متواطئة ومتعاونة مع الموساد.\nوأضافت القيادية بحركة النهضة لـ"مصر العربية" أن الجميع شاهد مراسل القناة الصهيونية وهو يتجول أمام منزل الشهيد الزواري وأمام أجهزة الأمن، على الرغم من منع التونسيين حمل الكاميرات في الشوارع بدون تصريح، متسائلة: كيف يتجول المراسل بهذه السهولة؟..\nوتابعت: تونس كانت حاضنة لكافة القادة والمعارضين الفلسطينيين، في عهد بن علي، لذلك يتم استهداف القادة وآخرهم محمد الزواري أمام منزله، قائلة: ليس سبب اغتيال الموساد للشهيد الزواري فقط بأنه مهندس طائرات القسام بدون طيار، لكن صراعنا مع العدو الصهيوني منذ أمد بعيد، وبالتالي فالكيان الصهيوني يغتال كل شخص يبتكر لنصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.\nوأشار الطبيب إلى أن الشهيد الزواري كان عبقريًا دون مبالغة، فكان خلال ساعات يصنع الطائرة بدون طيار، حتى الغواصة التي يتم تحريكها عن بُعْد كان يصنعها لخدمة القضية الفلسطينية.\nبدوره قال المفكر السياسي التونسي عبد القادر ياسين، إن جريمة اغتيال الزواري في تونس ليست الأولى، بل سبقها جرائم واغتيالات كثيرة لقادة فلسطينيين.\nوأوضح ياسين لـ"مصر العربية" أن الاحتلال اغتال عام 1988 الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في قلب تونس، واغتال أيضا عام 1991 كلا من: صلاح خلف (أبو إياد)، وهايل عبد الحميد (أبو الهول)، وأبو محمد، هذا غير ما لم يكشف عنه من جرائم إسرائيلية في تونس.\nجانب من التظاهرات المنددة باغتيال الزواري\nوتابع: اغتيال الزواري كان في وضح النهار، وهذا يثبت تراخي أجهزة الأمن بتونس، قائلا: "حكومة تونس كانت تمنع دخول أي فلسطيني في فترة من الفترات إلا بتصريح مسبق من منظمة التحرير الفلسطينية، وما يزيد الأمر صعوبة هو أنَّ التلفزيون الإسرائيلي صور الحادثة في قلب تونس، والأدهى أنَّ داخلية تونس تحدثت عن أن منفذ العملية جهات أجنبية.\nوأنهى السياسي التونسي كلامه: تونس ستلفلف قضية اغتيال الزواري، وقد يعلن نهاية التحقيقات كعادة غالبية البلدان العربية بأن "المرحوم كان غلطان".\nفي حين قال عضو المجلس التأسيس للدستور التونسي، محمد نجيب كحيلة: إن الحكومة جبانة، مشيرًا إلى أن المنفذ والعدو الذي استباح كرامة وأراضي التونسيين للمرة الرابعة.\nوأكد في تصريحات صحفية أن تونس أصبحت هدفا لينا، بعد تأكيد مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية، الذي يتجول وفى تونس الآن، موعاف فاردي، أن الرئيس الجديد للموساد أعاد للجهاز أدواره الهجومية.\nوكانت الرئاسة التونسية أكدت في بيان لها عقب الحادثة، أن التحقيقات أثبتت تورط عناصر أجنبية في اغتيال الزواري، دون أن تحدد جنسيات المتورطين.\nالرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي\nوكان الناطق الرسمي باسم محكمة "صفاقس" التي شهدت اغتيال الزواري، مراد التركي، نفى تورط إسرائيل وجهاز الموساد، في الاغتيال، قائلا: "لا شيء في ملف القضية يدل على ذلك"، بينما أكدت "حماس" أن الموساد يقف وراء العملية لأن الزواري أحد أهم قادة جناحها العسكري "كتائب القسام"، وأحد أبرز مهندسي صناعة طائرات الأبابيل بدون طيار.\nجدير بالذكر أنَّ الزواري درس الهندسة وعمل طيارا وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية على غرار السودان وسوريا قبل أن يعود إلى وطنه تونس إثر ثورة 2011.\nوإثر إعلان اغتياله أكدت كتائب القسام أن الزواري التحق بصفوفها وعمل فيها لمدة طويلة، كما كان أحد أبرز قادتها، كما وجهت القسام أصبع الاتهام نحو إسرائيل ولمحت إلى إمكانية الرد على هذه العملية الغادرة حسب وصفها. الكيان الصهيوني بدوره لم ينكر مسؤوليته على العملية.\nالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي\nيذكر أن الموساد الإسرائيلي اغتال عددا من القادة الفلسطينيين في تونس، ففي 16 أبريل 1988 - تم اغتيال أبو جهاد وهو الشخص الثاني بعد ياسر عرفات حيث اغتيل من خلال فرقة كوماندوز إسرائيلية في تونس.\nوفي 14 يناير 1991 - اغتيل القيادي صلاح خلف، وفي 14 يناير 1991 -اغتيل القيادي هايل عبد الحميد، ثم في الـ14 من يناير 1991 - اغتيل أبو محمد العمري.\nوأخيرا وفي الـ 15 ديسمبر 2016 – اغتال الموساد الإسرائيلي مهندس الطيران التونسي الشهيد محمد الزواري في مدينة صفاقس وهو في سيارته أمام منزله.

الخبر من المصدر