دراسة: كيف ساهم طلاب العرب بالصين في نشر مبادرة الحزام والطريق

دراسة: كيف ساهم طلاب العرب بالصين في نشر مبادرة الحزام والطريق

منذ 7 سنوات

دراسة: كيف ساهم طلاب العرب بالصين في نشر مبادرة الحزام والطريق

بعد طرح الرئيس الصينى "شي جين بينغ" مبادرة "الحزام والطريق"، أعربت بعض الدول عن مخاوفها من هيمنة صينية اقتصادية وأمنية وسياسية.\nأولت الصين اهتمامًا بالغًا بمبادرتها، واهتمت بدعوة الخبراء في جميع أنحاء العالم إلى تقديم أطروحاتهم حول المبادرة، واستضافت الحكومة الصينية 30 خبيرًا في الشؤون الصينية، صنفتهم بأكثر أهم الخبراء في الشئون الصينية تأثيرًا والأكثر قدرة على نشر الثقافة والسياسة الصينية حول العالم.\nوفي حين طالب المسئولون الخبراء بكتابة مشروعات بحثية تعكس اهتماماتهم الأكاديمية والبحثية حول الصين، تقدمت الباحثة المصرية "د.نادية حلمي" بأطروحة بحثية حملت عنوان "دور الطلبة العرب والأجانب الدراسين فى الصين فى نشر الثقافة السياسية لمبادرة الحزام والطريق".\nسعت الباحثة في أطروحتها إلى دراسة دور الطلبة العرب والأجانب فى نشر الثقافة السياسية الإيجابية لمبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تهدف لربط العالم كله بالصين، وذلك فى محاولة لربط عدة عناصر ببعضها البعض (القوة الناعمة الصينية، التعليم الصيني، الطلبة العرب والأجانب، الثقافة السياسية، مبادرة الحزام والطريق الصينية) لتعظيم عملية الاستفادة من الصين.\nاعتمد البحث على دراسة استطلاعية شملت عدداً من الطلبة والدراسين العرب فى الجامعات الصينية لاستعراض وجهات نظرهم فى الصين قبل وبعد وصولهم إليها للدراسة.\nركز البحث على دور القوة الناعمة للتعليم فى الصين فى استهداف الطلبة العرب والأجانب، ورؤية الطلاب العرب للصين قبل وبعد زيارتهم لها، وذلك من خلال استبيان مسحى شمل عدد من العينات العشوائية.\nأولاً: القوة الناعمة للتعليم فى الصين لجذب الطلاب الأجانب من دول طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري\nدفع الطلاب الأجانب للدراسة فى الصين هو استراتيجية متعمدة من قبل الحكومة الصينية من خلال الاستثمار في المنح والتسهيلات لتعزيز فهم أكبر لثقافتهم ولغتهم عالمياً، وتوسيع "القوة الناعمة" في بكين، وفي الوقت نفسه، فإن الحكومات في دول أخرى كبرى كالولايات المتحدة وآسيا وأوروبا تستثمر أيضاً في برامج دراسية خاصة بتعلم الصينية وافتتاح أقسام للدراسات الصينية فى جامعاتها الخاصة بها، وغالباً تأتى مثل تلك الفعاليات بالتعاون مع الحكومة الصينية، وتربية جيل جديد من الخريجين الدراسين والملمين بالثقافة واللغة الصينية.\nأ) طبيعة القوة الناعمة الصينية فى مجال التعليم\nتهدف الخطة الخمسية الحالية للصين لقطاع التعليم لمؤسسات التعليم العالي في البلاد لاستيعاب حوالي 500،000 طالب دولي بحلول عام 2020، وذلك فقاً لوكالة أنباء (شينخوا) التي تديرها الدولة الصينة.\nالصين تشهد الآن توسعًا سريعًا فى برامج الدراسة المختلفة بدءاً من فصول تعلم اللغة الصينية للأجانب بها فضلاً عن افتتاح أقسام وبرامج خاصة للدراسة والتعلم فى جامعاتها باللغة الإنجليزية. الجامعات الصينية تقدم الآن بعض البرامج التي تدرس باللغة الإنجليزية، وأكدت وزارة التعليم العالى فى الصين أن الحكومة الصينية تخطط لتمويل أكثر من 50،000 من المنح الدراسية للطلاب الأجانب بحلول عام 2017.\nوترى الباحثة أنه "إذا نظرتم إلى خطب الرئيس الصينى "شي جين بينغ" منذ أن أصبح رئيساً، فإنه يقول دوماً بوضوح أننا نريد "القوة الناعمة" ونحن على استعداد للإنفاق على هذا". وهذا هو ما تقوم به تحديداً الحكومة الصينية مع التوسع فى البرامج التعليمية الدولية. وعلى الجانب الآخر، نرى الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا تستثمر في برامج خاصة بهم لتشجيع المزيد من الطلاب للدراسة في الصين.\nفي عام 2010، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة "100،000 طالب أمريكى للدراسة فى الصين" والتي تهدف إلى زيادة عدد الطلبة الأمريكيين الذين يدرسون في الصين إلى 100،000 بحلول عام 2020. كما أن الحوار رفيع المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي رفيع المستوى والذي يعرف باسم (HPPD) أى "الحوار رفيع المستوى بين الناس فى الصين والاتحاد الأوروبي The EU-China High Level People-to-People Dialogue (HPPD)، التي وصفها الاتحاد الأوروبي بأن "الحوار حول المجالات التعليمية والثقافية المختلفة مع الصين يشكل الركن الثالث من أركان العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين". بدأت المحادثات بين أوروبا والصين فى مجال التعليم العالي لأول مرة على الإطلاق فى إبريل عام 2013، حيث أعلنت الحكومة الصينية أنها ستقدم 30000 من المنح الدراسية لطلاب الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الخمس المقبلة.\nوالحكومة الصينية تستخدم التعليم كجزء من "القوة الناعمة" للتغلغل واختراق العديد من البلدان حول العالم، وهى نفسها السياسة التى اتبعتها دول أخرى كالولايات المتحدة وفرنسا واليابان لفترة طويلة.\nوتشير المعلومات الأولية التى حصلت عليها الباحثة من مواقع المنح الحكومية الصينية ووزارة التهليم العالى فى الصين أن الطلاب الأجانب يتدفقون للدراسة فى الصين، حيث أشارت المعلومات إلى وجود أكثر من 290.000 طالب أجنبي درس في الصين فقط في عام 2011، مقارنة مع 60.000 طالب أجنبي في عام 2001، وفقاً لوزارة التعليم العالى الصينية. وكانت كوريا الجنوبية تشكل حوالى (62.442) طالب فى الجامعات الصينية كأكبر مجموعة من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الصين في عام 2011، يليهم الأمريكيون بحوالى(23.292)، واليابان بحوالى (17.961)، والروس بحوالى (13.340)، الإندونيسيين بحوالى (10.957)، والهنود بحوالى (9.370). في حين قام ما يقرب من 50.000 طالب من أوروبا بالدراسة الذاتية على نفقتهم الخاصة فى الصين في عام 2011.\nب) كيف يمكن أن تجتذب القوة الناعمة للتعليم فى الصين الطلاب الأجانب من بلدان (OBOR) أى طريق الحزام والطريق؟\nتكثف بكين من جهودها لجذب النخب الأجنبية من خلال تقديم المنح الجامعية لهم للدراسة فى الجامعات الصينية في محاولة لبناء "قوتها الناعمة". في الآونة الأخيرة، أعلنت الحكومة الصينية عن رفع مستوى منحها الدراسية لأكثر من 10،000 من المنح الدراسية مقدمة للطلاب في الدول العربية فى الصين.\nويعد ذلك جزءاً من مبادرة بكين "حزام واحد.. طريق واحد"، من خلال وضع بكين خطة لبناء البنية التحتية البرية والبحرية لربط الصين مع منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا.\nوكانت الحكومة الصينية "حريصة على بناء قوتها الناعمة من خلال برامج المنح الدراسية"، وبصرف النظر عن هذه الخطط المستقبلية، "الصين تتمتع بالفعل بعض النجاحات في جذب النخب المستقبلية لفروعها" خاصة فى مجال التعليم.\nويمكن للمهتمين مراقبة ذلك من خلال اختيار أولاد كبار الكوادر في كوريا الشمالية للدراسة في حرم جامعة بكين، كما يرسل بعض الأثرياء الأفارقة أولادهم إلى بكين للدراسة. وكانت الباحثة المصرية شاهدة على ذلك من خلال صداقتها القديمة خلال دراستها فى جامعة بكين لطالبين من كوريا الشمالية من كبار رجال الدولة هناك مع اهتمام خاص توليه سفارتهم لهم من خلال الزيارات المتعددة لهم إلى حرم جامعة بكين لمتابعة أحوالهم الدراسية والمعيشية بأنفسهم.\nوكان ذلك واضحًا فى "اليوم الثقافي الدولى فى جامعة بكين"، حيث تتبارى الدول فى عرض ثقافتها فى ذلك اليوم... كانت فيه "كوريا الشمالية" حاضرة من خلال طلابها الدراسين فى جامعة بكين من أبناء كبار الشخصيات فى كوريا الشمالية... وهو الأمر الذي استوقف الباحثة المصرية كثيراً والتى أخذته بعين التحليل والاختبار والقاء الأسئلة والاستفسارات على هؤلاء الطلاب الكوريين الشماليين الدراسين فى بكين.\nولعل المفارقة الأغرب بالنسبة للطلبة الدراسين من سنغافورة فى الجامعات الصينية، حيث تفضيلهم للدراسة فى بكين كالتفضيل رقم واحد إليهم، حتى أننا نجد بعض العلماء من سنغافورة قد اختاروا الدراسة واستكمال أبحاثهم جامعة بكين بدلاً من كلية كينيدي بجامعة هارفارد لمزيد من تعليمهم.\nوكان رئيس إثيوبيا "مولاتو تشوم" Mulatu Teshome قد درس في الصين لمدة 12 عاماً فى جامعة بكين حيث كان زميل دراسة لرئيس الوزراء الصيني "لي كه تشيانغ" Li Keqiang وتنبهت الباحثة لهذه المعلومة من خلال بعض المواقع الصينية التى كانت تدرس وتحلل تأثير برنامج الإصلاح فى مجال التعليم فى الصين والتوسع فى المنح الصينية للطلاب الأفارقة والأجانب على الدفاع عن المصالح الصينية حول العالم.\n ومن هنا، فإننا نجد اقتداء حكومة بكين بالدول الغربية في استخدام المنح الدراسية "كأدوات للدبلوماسية". فالبريطانيون مثلاً لديهم منح رودس وتشيفننغ Rhodes and Chevening، والأمريكان لديهم برامج للمنح مثل مارشال وفولبرايت Marshall and Fulbright، والحكومة الاسترالية قد خلقت الكثير من المنح الدراسية التى تعرف بسياسة "النوايا الحسنة" في الكثير من دول الجوار من خلال "خطة كولومبو الجديدة" New Colombo Plan.\nثانياً: الطلاب العرب من دول الطريق والحزام من الدراسين في الجامعات الصينية\nعلى مدى السنوات الــ 10 الماضية، تم إنشاء أكثر من 1000 من معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في أكثر من 105 دولة ومنطقة حول العالم تقدم دروساً في اللغة والثقافة الصينية، بما في ذلك 13 دولة في العالم العربي. في عام 2012، تجاوز عدد الطلاب العرب في الصين أكثر من 10.000 طالب، أي بزيادة قدرها 70٪ عن عددها في 2010 واستمر العدد في تزايد بمعدل 30 في المائة سنوياً، وذلك وفقاً لاحصائيات مكتب المنح الحكومية ووزارة التعليم العالى الصينية.\nفي عام 2009، درس حوالي 400 طالب من المملكة العربية السعودية كمنح دراسية في الجامعات الصينية وفقاً لدراسة منشورة لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية Xinhua بحلول عام 2013، كما ترعى وزارة التعليم العالي السعودي أكثر من 1500 طالب وطالبة يدرسون في الصين حتى عام 2014.\nعمل مجلس المنح الدراسية الصيني China Scholarship Council (CSC) أيضاً مع عدد من الجامعات والوزارات العربية بعمل بروتوكولات واتفاقيات تعاون لجذب المزيد من الطلاب العرب للدراسة فى الصين، وعلى رأسهم: العراق، قطر، اليمن، الجزائر، مصر، المغرب، والسودان، لمواصلة مجال التعليم العالي في الصين... وذلك وفقاً للتقرير السنوي لمجلس المنح الدراسية الصينية.\nوفى دراسة مسحية استطلاعية التي طبقت على عدد من الطلبة العرب فى الجامعات الصينية حول: ما هى القنوات المختلفة التى سمع بها الطلاب العرب في الصين عن نظام الدراسة والمنح فى الصين؟ فجاءت إجابات الطلاب العرب الدارسين فى الصين وتراوحت بين:\nقراءة حول البرامج الجامعية في الصين في الصحف المحلية فى أوطانهم.\nمعلومات حصلوا عليها من على شبكة الإنترنت مثل موقع CSC (موقع مجلس المنح الدراسية الصينى) واسمه موقع (en.csc.edu.cn/).\nفي حين سمع الآخرون حول فرص الدراسة من أفراد الأسرة والأصدقاء الذين درسوا أو عملوا لفترة في الصين.\nكما لعبت معاهد كونفوشيوس والمراكز الثقافية الصينية خاصة في المغرب ومصر والأردن دوراً كبيراً فى التعريف ببرامج الدراسة في الصين، والتي أرسلت بالفعل عدداً من الطلبة العرب الدارسين بها إلى الصين لفترات مختلفة من الوقت.\nوهناك (وكالة عربية) فى الصين هدفها "تجنيد" و "استقطاب" عدد من الطلبة العرب للدراسة فى الصين وتشجيعهم للتقدم فى الدراسة فى عدد من الجامعات الصينية، وهى الوكالة التي يديرها طالب سابق من سوريا يعمل الآن في مدينة هانغتشو Hangzhou. الشركة أنشأت تقريباً قبل عام ونصف، وكانت الأولى من نوعها في الصين، مع وجود وكلاء لها من عدة دول عربية ومقرها الرئيسي في دبي.\nاستقطبت الشركة في العام الماضي 2015 حوالي 30 طالباً من سوريا والمملكة العربية السعودية والسودان والعراق وأجزاء من شمال أفريقيا للدراسة في الصين. حيث أن انخفاض تكلفة التعليم الجامعي الصيني هو السبب الرئيسي لاستقطاب كثير من الطلاب العرب للدراسة في الصين، خاصة وأن الكثير منهم يسعى للحصول على المنح الدراسية الحكومية الصينية.\nوبشكل عام، وجد البحث أن الآثار على المدى الطويل من البرامج التعليمية للصين للطلاب العرب حتى الآن لم تتكشف بعد. حتى الآن، لم يكن هناك أي محاولة لرصد أثر برامج التبادل التعليمي على صورة الصين في العالم العربي، خاصة مع صعوبة إجراءها فى الصين إلا بعد الحصول على موافقات معينة، وتصاريح وبيانات من مكاتب الطلبة الأجانب فى عدد كبير من الجامعات الصينية للتعرف على نسب الطلبة العرب الدراسين هناك، وكانت هذه الصعوبة أكثر الصعوبات التي واجهت البحث.\nيحاول البحث تقييم فعالية التبادل الثقافي في تعزيز القوة الناعمة للتعليم فى الصين، ومن خلال الاجابات وجد البحث أن المدة الزمنية التى يمكثها الطلاب العرب لديها تأثير كبير على تصوراتهم نحو الصين.\nثالثاً: دور الطلاب والدارسين العرب والأجانب في الصين فى نشر الثقافة السياسية الإيجابية لمبادرة الحرير والطريق\nهناك اعتقاد مترسخ بأن الذين يدرسون في الصين يمكنهم أن يشكلوا جزءاً جوهرياً من "القوة الناعمة" للصين حول العالم.\nوكشفت الدراسة الاستطلاعية تغيير إيجابي لتصنيف الطلاب العرب في الجامعات الصينية للصين مقارنة مع قبل أن يسافر إليها، حيث أنهم بعد قضاء بعض الوقت في الصين، زاد متوسط ​​تقييم الطلاب العرب في الصين وحقق مستويات مرتفعة جداً.\nقام البحث بدراسة كمية مسحية واستبيانية موجهة لعدد 75 طالب عربي شملتهم هذه الدراسة الاستطلاعية لقياس أثر الدراسة في الصين على تصورات الطلبة العرب في الصين، وشملت تقديم عدد من الأسئلة المتنوعة تتكون من 27 سؤالاً حول: تصنيفهم ورؤيتهم للصين قبل وبعد وصولهم إليها.\nتم جمع الردود من بعض الطلبة العرب الذين درسوا في الصين ووضعها فى جدولى مقارنة كى يسهل على المطلعين التعرف على دور "القوة الناعمة الصنية والدراسة فى الجامعات الصينية" فى تغير المفاهيم الايجابية لدى الطلاب العرب الدارسين فى الجامعات الصينية.\nوبصرف النظر عن أسئلة الاختيار، شملت الدراسة أيضاً العديد من الأسئلة المفتوحة حيث تم إعطاء المشاركين حرية الإجابة باللغة العربية أو الإنجليزية أو الصينية للتعرف بشكل دقيق على رؤيتهم الجديدة للصين بعد دراستهم فيها.\nوقد تم تصميم المسح لإظهار ما إذا كان الذين يدرسون في الصين يغيرون وجهات نظرهم بعد وصولهم إليها ودراستهم فيها، وعلى وجه التحديد، ما إذا كان طول الوقت الذي يقضيه الطالب أو الدارس العربي في الصين يؤثر على وجهات نظرهم في الطريقة التي يمكن أن تعزز قوة الصين الناعمة في العالم العربي.\nبدأت عملية جمع البيانات وإجراء الاستطلاع في بداية شهر أغسطس 2016 وجمعت الباحثة المصرية أكثر من 112 ردوداً فى أوائل سبتمبر. وكانت حوالي 90٪ من أفراد العينة من الذكور و 10٪ من الإناث. تراوحت أعمار العينة من 19-40 عاماً، بمتوسط ​​عمر 25.5 عاماً للذكور ومتوسط ​​عمر الـــ 23 عاماً للإناث. وكان طول الوقت الذي يقضيه الطلاب العرب في الصين تتراوح من 0 (أقل من شهر) إلى 192 شهراً (16 عاماً)، بمتوسط ​​41 شهراً (حوالي 3 سنوات ونصف السنة).\n*** ما أسباب تصنيفك المنخفض للصين قبل وصولك ودراستك فيها؟\n*** فى حال تغير تفضيلاتك وفكرك عن الصين... إذكر أسباب تصنيفك المرتفع وميولك ونظرتك الايجابية للصين بعد وصولك ودراستك فيها؟\nكشفت الدراسة أنه بالرغم من أن الوقت لم يكن له تأثير على انطباعات المستجيبين من الصين، لا يزال هناك أسباب للاعتقاد بأن الذين يدرسون في الصين يمكن أن تزيد القوة الناعمة للصين حول العالم وفى المنطقة العربية خصوصاً.\nرابعاً: خطوات الطلبة والدراسين العرب والأجانب في الصين لنشر "الثقافة السياسية" لمبادرة الحزام والطريق\nاستنتج البحث بعض النتائج الإيجابية من وجهات نظر بعض الطلاب العرب والأجانب الذين يدرسون في الصين نحو عملية كيفية الترويج لأهمية "الثقافة السياسية" الايجابية لمبادرة الحزام والطريق الصينية، على النحو التالي:\n1) نشر الثقافة الصينية من قبل الطلاب العرب والأجانب في الصين فى أوطانهم ترسيخاً لمفهوم "القوة الناعمة الصينية"، لا سيما مع تزايد عدد الطلاب العرب والأجانب في الجامعات الصينية والتى قد تكون واحدة من الخطوات التي تتخذها الصين لتوسيع قوتها الناعمة في العالم. لنفهم تماماً الآثار المترتبة عليها، وهو الأمر الذي يدفعنا لإلقاء نظرة على بعض استراتيجيات القوة الناعمة للصين في المنطقة العربية.\nفخلافاً للولايات المتحدة وروسيا، ظلت الصين بعيدة نسبياً عن الشؤون السياسية في المنطقة حتى يومنا هذا، وإعلاء سياستها الخارجية المتمثلة فى: عدم التدخل فى شئون الدول وكبح استخدام القوة العسكرية الصارمة. ومع ذلك، ظلت الصين تعمل على إقامة علاقات أوثق مع الشرق الأوسط من خلال وسائل أخرى مثل منتدى التعاون الصيني – العربي، وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة، ووسائل الإعلام، والتعليم، وحماية البيئة، والتبادل الثقافي في السنوات العشر الماضية. في جميع الحالات، تعتقد الباحثة أن الطلاب العرب الذين يدرسون في الصين اليوم قد يصبح أهم الوسطاء للمساعدة على كسر الحواجز الثقافية والسياسية بين الجانبين في المستقبل.\n 2) للتعرف على دور الصين فى تشكيل فكر الطلبة العرب والأجانب الدراسين فى الجامعات الصينيةتم تأطير وصياغة الأسئلة في جزأين، هما:\nأ) كيف هي العلاقة بين الصين والبلدان التي ينتمي إليها الطلاب الأجانب والعرب؟\nب) كيف أن تجربتهم للدراسة في الصين تسهم في تنمية الشخصية؟\nمن خلال السؤال الأول، يحاول البحث أن تحليل ما إذا كان الدراسين العرب والأجانب في الصين مهتمون أو على الأقل على علم بالآثار المترتبة على وجودهم بوصفهم مكونات فريدة في العلاقات الصينية- العربية-العالمية.\nأما بالنسبة للسؤال الثاني، أرادت الباحثة المصرية معرفة ما إذا كان للتعليم العالي في الصين تأثير إيجابي على التنمية في المستقبل، وما إذا كانت تطلعات الدراسين العرب الوظيفية فى الصين قد تؤثر فى نشر ثقافة القوة الناعمة للصين في العالم العربي وعلى الساحة الدولية، لجذب المزيد من الناس إلى إيلاء الاهتمام لمبادرة الطريق والحرير الصينية.\n 3) على الطلبة العرب والأجانب الدراسن فى الصين الترويج لمبادرة "حزام واحد، طريق واحد" لتحقيق فرص جديدة للتعاون الصيني العربي الأوروبي، لربط آسيا، أفريقيا، أوروبا وبحارها القريبة والمتشابكة ومياهها الاقليمية. فتحت التعريف الوارد في مفهوم "الأمن الجديد" الذي أطلقه الرئيس الصينى الحالى "شي جين بينغ" أشار إلى أن "التنمية تساوي الأمن"، ومن هنا يمكن تصور مبادرة الحزام والطريق الصينية على أنها المبادرة الأمنية الأكثر طموحاً للصين حول العالم، وهذا له آثار كبيرة على العلاقات الجيوسياسية الايجابية والاستقرار في مختلف المناطق بالنظر إلى أجندة الصين غير التدخلية فى شئون الدول الأخرى. وسيكون من المفيد للدول العربية والاتحاد الأوروبي (EU) باعتبارهم من الدول الأعضاء فى المبادرة الصينية للحزام والطريق إلى النظر بشكل إيجابي للمبادرة بعيداً عن أى نواحى سلبية وهذا هو بالضبط الدور المنوط فعله من قبل الطلبة العرب والأجانب.\n4) التركيز على الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني "شي جين بينغ" لمنطقة الشرق الأوسط فى شهر يناير 2016، فضلاً عن نشر والترويج بأن "الصين هى ورقة العرب الناجحة" فى دلالة على النهج الصينى المعنون بـــ "تكثيف سياسات بكين تجاه الشرق الأوسط خاصة بعد ثورات الربيع العربي لسد الفراغ فى المنطقة"، خاصة مع تزايد الاضطرابات الدولية من: الحرب السورية الأهلية، العلاقات بين تركيا وروسيا، والعلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، والهجرة غير الشرعية إلى دول الاتحاد الأوروبي، لذا فإن الصين تبقى هى الخيار الأمثل لمواجهة مشكلات المنطقة والعالم والمساعدة على حلها.\n5) نشر أن مبادرة "حزام واحد، طريق واحد" بما في ذلك الاتفاقات التجارية المحتملة والتعاون الاستراتيجي مع 65 دولة على طول طريق الحرير الحديث سيكون بمثابة خدمة لمصالح الدول المشتركة مع الصين فى هذه المبادرة وخدمة العديد من مصالحها بما في ذلك أمن الطاقة.\n6) تعميم أن مبادرة الصين "حزام واحد، طريق واحد"، ستساهم بشكل فعال فى التجارة العابرة للقارات ومشروعات البنية التحتية الأمر الذي يجب أن يعود بالفائدة على الدول المشاركة فى هذه المبادرة بشكل خاص، مع ملاحظة أن أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية وقعت حتى الآن على المبادرة الصينية، التي توصف بأنها إحياء لطريق الحرير القديم والحزام البحرى لربط شبكة التجارة والبنية التحتية والتي تمتد شرق آسيا إلى أوروبا الغربية والجنوب عبر أفريقيا.\n7) يجب أن تكون الرسالة الصينية التى ينبغى ترويجها من قبل الطلاب العرب والأجانب الدراسين فى الصين بأن المبادرة ستغطى أكثر من نصف سكان العالم، وثلاثة أرباع مواردها من الطاقة و 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي بها.\n8) نشر الثقافة" السياسية الإيجابية للحزام والطريق مهمة رئيسية والتى يمكن أن ينشرها الطلاب الأجانب والعرب في الجامعات الصينية وهو الأمر الذي سيتأتى من خلال "الترجمة اليومية للصحف الصينية" مع العشرات من المقالات التى تعدد إيجابيات المبادرة الصينية. مع ترجمة كتابة ومنشورات الأكاديميين الصينيين عن تلك المبادرة، لذا، يجب على الطلاب العرب والأجانب في الصين أن تلعب دوراً حيوياً في عملية ترجمة العديد من العناصر الصينية للرأي العام في وطنهم لنشر أهمية مبادرة الحرير والطريق فى أوطانهم الأم.\n9) ينبغى الترويج من قبل الطلبة العرب والأجانب فى الصين بأن استضافة الصين فى مدينة "هانغتشو" الصينية لمجموعة 20 (قمة G20) التي استضافتها الصين في سبتمبر 2016 ينبغي أن ينظر إليه من قبل العالم كله بمثابة فرصة لتنسيق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين والعالم.\n10) ينبغى نشر ثقافة والترويج للتعاون المحتمل بين الصين والعالم من خلال مبادرة الحزام والطريق، خاصة عن طريق عمل شراكات وبروتوكولات عمل واتفاقيات شراكة بين الشركات العالمية والصينية في قطاعات: البنية التحتية والمالية والخدمات المهنية، والتصنيع المتقدم، والنقل والخدمات اللوجستية. وعلاوة على ذلك، ينبغي للثقافة أن تركز أيضاً على نموذج عمل ممكن للشراكة مع الشركات الصينية، مثل: شراكات مشتركة، ونقل التكنولوجيا، والتمويل للاستثمار وغيرها لتعزيز الفرص العالمية من المبادرة الصينية.\nومن هنا خلص البحث، أنه وفقاً للعرض السابق حول "دور الطلبة العرب والأجانب فى الصين لنشر مبادرة الحزام والطريق"، فإنه يجب أن تلعب برامج الدراسات الصينية دوراً هاماً في بلدان الحرير والطريق للدفاع عن المصالح الصينية في جميع أنحاء العالم.\nومن هنا، يجب على الحكومة الصينية إطلاق البحوث والبرامج الأساسية واستهداف عدد كبير من الطلاب العرب والأجانب الدارسين فى عدد من الجامعات الصينية من جميع التخصصات وتتعاون في إطار دولي لشرح كل ما يتعلق بالمبادرة الصينية للحزام والطريق وإزالة أى مخاوف بشأنها، وخاصة مع الدول التى تقع فى منطقة الحزام والطريق.\nوسيكون المشروع الجديد بمثابة مشروع فكري جديد للصين نحو العالم. في الوقت الذي يتعطش فيه العالم نحو معرفة متزايدة عن الصين، لذا، يجب على الصين نقل تلك المعرفة إلى جمهور أكثر تقبلاً للسياسة والثقافة الصينية خاصة من خلال الطلاب الدراسين على أراضيها، بما يحقق الطابع الايجابي وينشر السياسة والتنمية الصينية فى المنطقة والعالم.\nمحاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- خبيرة في الشئون السياسية الصينية- مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية/ جامعة بني سويف- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا.

الخبر من المصدر