الحمل يغيّر أدمغة النساء نحو الأفضل

الحمل يغيّر أدمغة النساء نحو الأفضل

منذ 7 سنوات

الحمل يغيّر أدمغة النساء نحو الأفضل

الصورة الشعاعية قبل الحمل وبعده تظهر تقلص المادة السنجابية (بالأحمر)\nالموسيقى لا تشتت تركيز المرأة\nفي إسبانيا: خلع المرأة قميصها داخل الكنيسة "لا يدنسها"\nقمة رئيسات البرلمانات تؤكد جدارة المرأة الإماراتية بصياغة المستقبل\nمارغريت تاتشر المرأة الأكثر نفوذاً في آخر 70 عاماً!\nمشروع قانون يجرم حرمان المرأة من الميراث في مصر\nإيلاف من برلين: تشير دراسة أجراها فريق من العلماء الإسبان إلى أن دماغ المرأة يتغيّر من ناحية الحجم والوظيفة طوال فترة الحمل، بل وتستمر هذه التغييرات لفترة سنتين تلي الولادة. ورصد العلماء هذه التغييرات على أدمغة الحوامل باستخدام أجهزة الأشعة بالرنين المغناطيسي، ثم قارنوها بنتائج الأشعة على أدمغة غير الحوامل.\nوكتبت الباحثة ايزلينا هوكزيما وزملاؤها في مجلة "نيتشر نيورولوجي" ان التغيّر الهرموني في جسد المرأة اثناء الحمل يترك بصماته على دماغها أيضاً. وقدّر فريق العلماء أن ما يحصل من تغييرات على دماغ المرأة يعبر عن محاولة الإنسجام مع دورها الاجتماعي المقبل كمربية وراعية للطفل. \nوعبرت هوكزيما عن اعتقادها ان دماغ الأمهات المقبلات "يخضع لمزيد من النضج أو التخصص" في أجزاء الدماغ التي تتعلق بالمهارات الإجتماعية والتعاطف، إلا أن ذلك لم يشمل" القدرات المعرفية للأمهات". ولم يرصد الباحثون أية تغييرات في هذا المجال قبل الحمل وبعده. ويمكن على هذا الأساس تفسير التغييرات الدراماتيكية في عواطف المرأة، وتقلبها بين"الشرود" واكتئاب ما بعد الولادة. إذ ان زيادة فرز هرمونات البروجيسترون والاستروجين والأوكسيتوسين تفرض التغييرات اللازمة على الدماغ في محاولة لإعداد المرأة لدورها الجديد كأم.\nوكتبت هوكزيما، من الجامعة "المستقلة" (اوتونوم) في برشلونة، أن تأثير الهرمونات على دماغ المرأة أثناء الحمل معروف منذ فترة طويلة، إلا أن العلم افتقد إلى دراسات علمية تثبت ذلك. ونجحت الباحثة وفريق عملها من خلال دراسة على 25 امرأة حاملاً، أن تثبت هذه التغييرات بالصور الشعاعية الملونة.\nرافق فريق البحث النساء بأجهزة الاشعة بالرنين المغناطيسي فترة سبقت الحمل، ومن ثم طوال فترة الحمل، ومن بعدها طوال سنتين أعقبت الولادة. وكشفت الصور الشعاعية، عند النساء اللواتي حبلن للمرة لأولى، عن تناقص في حجم الخلايا السنجابية في أدمغتهن.\nوتركزت هذه التغييرات في المنطقة قبل الأمامية من مقدمة الدماغ، وفي قشرة الفص الصدغي منه. ومعرف ان نشاط هذه المناطق بالذات يتعلق بالوعي الاجتماعي والعواطف.\nويقول العلماء إن هذه التغييرات كانت من الوضوح والتخصص بحيث أنهم استطاعوا، على أساس الصور الشعاعية، التعرف على صاحباتها وتمييزها عن بقية الحوامل وعن غير الحوامل، بل وعن الصور الشعاعية لأدمغة الرجال أيضاً.\nوالمهم هو أن هذه التغييرات لم تنتهِ بانتهاء الحمل وولادة الطفل، وإنما استمرت لفترة سنتين أخريين اعقبتا الولادة. ولاحظ فريق العمل، بعد سنتين من الولادة، ان منطقة واحدة فقط في الحصين (Hippocampus) استعادت وضعها الطبيعي، بينما اظهرت الاشعة  التغييرات الأخرى.\nكشفت الفحوصات الشعاعية أن هذه المناطق الدماغية تقلصت في حجمها فعلاً، إلا أنها زادت تخصصاً وتركزاً في وظائفها. وحينما شاهدت النساء الحوامل صور أجنتهن الشعاعية زاد نشاط الخلايا الدماغية في هذه المناطق بشكل ظاهر. إلا أن هذه المناطق لم تشهد نشاطاً مماثلاً، حينما عرضت على النساء الحوامل صور أطفال آخرين.\nومن ناحية المشاعر، ذكرت هوكزيما انهم رصدوا تغييرات تشبه التغييرات التي تحصل عادة في أدمغة الأطفال عن بلوغهم مرحلة الشباب. إذ زاد نشاط بعض الخلايا العصبية، التي يتعلق نشاطها بالعاطفة، على حساب أخرى، كما تم تنشيط مناطق أخرى كانت"خاملة" في السابق في المناطق التي تتعلق بالاراك الاجتماعي.\nويمكن للمرأة، بفضل هذه التغييرات، التعرف على عواطف وحاجات وليدها بشكل افضل، بحسب الباحثة اريكا باربا، التي شاركت في البحث. واضافت الباحثة أن الكثير من الأدلة تشير إلى أن هذه التغييرات في دماغ المرأة الحمل إيجابية وليست سلبية، منها أن هذه التغييرات، كما اثبتت الفحوصات، لم تؤثر سلباً على معارف الحوامل وذاكرتهن. ويمكن للمرأة بفضل هذه التغييرات الاستعداد لدورها الاجتماعي المقبل أفضل.

الخبر من المصدر