سقطت حلب وسقط معها شرف العرب والعجم

سقطت حلب وسقط معها شرف العرب والعجم

منذ 7 سنوات

سقطت حلب وسقط معها شرف العرب والعجم

إن من أسوأ ما يتعرض له الإنسان في هذه الحياة أن يرى أهوال القيامة رأي العين فترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن الفاجعة كبرى، والحادث جلل، والواقع يقول لقد سقط العرب وسقط العجم، وسقطت الإنسانية يوم سقوط حلب.\nأذكر موقف سقوط بغداد، ولن أنسى يوماً مشهد الخراب والدمار في قلعة العلم (بغداد)، ثم تعودنا المشهد على ما يبدو، مشهد السقوط الذي لا نقوم منه.\nتسقط عواصمنا ومدننا واحدة تلو الأخرى والكل ينتظر من يبدأ بالشجب والرفض والحزن، والحقيقة عزيزي القارئ أننا قد تخلينا عن تلك الإنسانية التي تدفعنا لنصرة المظلومين في أي مكان وتحت أي ظروف.\nأمة تعدادها يقدر بالمليارين ولا نرى من يقوم ويتحرك لنصرتهم، فبأي عذر نلقى الله عن تلك الدماء والأعراض التي انتهكت وما زالت تنتهك؟!\nأخشى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، وهي الحقيقة، فالغرب يحركنا، ولا نستطيع أن نلفظ ببنت شفة إلا إذا أعطينا الإشارة من الأسياد، وإلا تكون من المنتظرين للخراب والدمار جزاء تلك الفعلة.\nلا أرى تفسيراً واحداً يجعل العالم يطبق الصمت بكل معانيه عن هذه المهزلة الإنسانية، فإذا لم تكن لكم المواقف الآن فإلى ماذا تختزلونها؟\nإن ما عايشناه من أخبار خلال الساعات الماضية لهو العار على جبين كل مسلم وعربي فأعراضكم قد انتهكت البارحة فما هو ردكم؟\nولا أستثني أحداً من اللوم والعتاب الشديد على كل فرد في استطاعته أن يفعل شيئاً ويتأخر عن فعله، مهما كانت إمكانياتكم قليلة فليس للإنسان من عذر إذا توجب عليه نصرة المظلوم.\nعزيزي القارئ الكريم.. إن الأمر لن ينتهي عند حلب فحسب، ولكن الأمر أكبر، فإيران تريد أن يكون لها دولة في سوريا يستأصلون فيها السنة بكل الطرق وبأي وسيلة كانت؛ لتبقى لهم المدينة يصنعون فيها ما يشاءون وتقسم سوريا كما قسمت السودان ويجري تقسيم البلدان من حولنا في مخطط يهودي يهدف إلى محاربة هذا الدين والقضاء عليه حتى لا تقوم لهم قائمة مرة ثانية، ولكن أنَّى لهم ذلك!! فأتوا بحكام ينفذون مخططاتهم، فهذا القاتل في مصر يقتل ليل نهار ولا أحد يحاسبه، يقتل مسلمين ومسيحيين ولا تفرقة في ذلك، ثم يخرج على الشعب بما عرف عنه من الكذب والتضليل ليخبر أن شخصاً هو من فجَّر نفسه داخل المكان المخصص للسيدات داخل الكنيسة، ثم تخرج داعش اليوم لتكذبه وتنفي الخبر عن الشخص الذي أعلن اسمه بالأمس.\n"لولاه كانت حلب حرة وفلسطين حرة"\nالذي وقف ليقول للعالم لن نترك سوريا وحدها لن نترك غزة وحدها في صدق ويقين في نصر الله وتأييده له، فكان لا بد أن يرحل مرسي عن المشهد؛ لتسقط كل أقنعة العرب الذين ليس فيهم من يستطيع تكرار هذه العبارة، وتبقى الدول تتفاوت في موقفها من حلب، وتبقى كعبة المظلوم مع صغر مساحة وكبر قلبه هي الوحيدة التي تتحرك في المقدمة.\nأكتب وكلي حسرة وأسأل ربي ليل نهار أن يجعلنا سبباً من أسباب نصرتهم لا أسباب هزيمتهم، فربما كانت الهزيمة بسببنا وبما نجنيه ليل نهار من معاصٍ وذنوب يدفع أهل حلب ثمنها وحدهم.\nعزيزي القارئ.. أعلم أنه لو كان شيء يؤثر لتأثرت بما رأيته بالأمس عبر الشاشات ومواقع التواصل، ولكن ماتت قلوبنا، وأصبحنا لا نرى، ولا نحس.\nلا تشغل نفسك كثيراً، فغداً تنسى وتعود لبيتك لتفكر مع أولادك تسألهم: أين تودون قضاء عطلة الأسبوع؟ وأطفال حلب في القبور يشهدون علينا وعلى عارنا الذي لا يمحوه إلا تحرير سوريا بأيدينا، أو على أجسادنا بأي شكل من الأشكال.\nالتدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الخبر من المصدر