نجوم السوشيال ميديا بين البطولة والنصب

نجوم السوشيال ميديا بين البطولة والنصب

منذ 7 سنوات

نجوم السوشيال ميديا بين البطولة والنصب

لا تكف مواقع التواصل الإجتماعي عن إثارة مشاعرك كل يوم بما هو جديد ومضحك ومؤلم، فبمجرد تصفحك لـ "فيسبوك"، تجد ما يبهرك، أو يثير فضولك، أو غضبك، أو تعاطفك، وكل هذا بتحريك إصبع واحد، تجد أمامك ملايين المشاعر المتخبطة.\nصنعت صفحات "فيسبوك" أبطال كان بعضها حقيقي، والبعض الأخر مزيف، لكن لا يمكن إنكار وجودها فى الحياة، وانتشارها على صفحات السوشيال ميديا لكونها مؤثرة.\nشاب يبلغ من العمر 25 عاما، يرتدى ملابس أنيقة ويحمل على ظهره صندوقًا زجاجيًا به "فريسكا" يتجول فى شوارع وسط البلد بالقاهرة، ليكسب لقمة عيشه بشرف، كانت هذه صورة "يوسف السيد الراضي" المنتشرة على صفحات "فيسبوك".\nوبدأت الصور تنتشر بشكل هائل وسرعة غير عادية لتصنع هذا البطل، ليكون محور حديث "فيسبوك" والصحافة المطبوعة والإلكترونية، ووصل لشاشات الفضائيات أيضًا، يحكى عن قصة كفاحه.\nولم يقف دور "العالم الافتراضي" عند بائع الفريسكا، وإنما انقلب الأمر عليه بعدما نُشرت له قصص أخرى يبيع الجندوفلي وصورًا مع فتاة حسناء في أحد الأماكن الفاخرة، وتحول من مثال يحتذى به للشباب إلى نموذج للتحايل والنصب والجري وراء الشهرة.\nرضوى جلال محمد حمد، مواليد 4 أغسطس 1989 حاصلة على بكالوريوس التكنولوجيا الحيوية من الجامعة الألمانية بالقاهرة، تعمل مديرة لشركة مليكة المتخصصة فى الأزياء.\nانتشرت رضوي "بنت الناس" على صفحات "فيسبوك" لتروج لشركتها وتصميمتها المحتشمة للفتيات المحجبات الباحثات عن هذا "الاستايل"، وكان للصدف دور فى إذاعة صيتها بعد وفاة زوجها الداعية الإسلامي أحمد الجبلى فى مُقتبل عمره بشكل مفاجئ.\nإلى هذا الحد كانت "رضوى" مثل أعلى للفتيات فى الاحترام والاحتشام، لكن سرعان ما انقلب الأمر، عقب ظهورها بعد مرور أيام قليلة على وفاة زوجها مرتديه ملابس أنيقة بألوان زاهية وتبحث عن تطوير عملها وإقامة شركات مع متابعيها، ومن هنا بدأت قصة النصب.\nادعت رضوى بيع أسهم شركتها الوهمية بأرباح سنوية عالية جدا، ما أدى لتهافت متابعيها على العرض وإقامة شراكة معها لتحقيق الربح الهائل دون عناء، لكن كانت الصدمة بجمعها للأموال والهروب لقطر، تاركة متابعيها وشركائها يضربون كف على كف ويبحثون عن مخرج لإعادة أموالهم المسروقة.\nهذه المرة القصة المنتشرة كانت مختلفة نوعًا ما عن القصص السابقة، قصة كفاح سيدة لديها 7 أولاد تحمل ابنتها الرضيعة على كتفها، وباقي أولادها يساعدونها فى كسب لقمة العيش، فى مكان يحمل حقيبة ذكريات لعدد كبير من مستخدمى "السوشيال ميديا"، فكانت القصة الأقرب للقلب الحاملة لكثير من المعاني والمشاعر.\nشارع محمد محمود يحمل الكثير من الذكريات، وهذه المرة قصة كفاح ونضال صاحبة التروسيكل التي تفترش بمعداتها الرصيف لتحضير الطعام، تحمل ابنتها الرضيعة أعلى كتفها، وتجلس ابنتها الكبرى على الرصيف بجوارها تقطع لوالدتها شرائح البطاطس والباذنجان.\nوالغريب فى القصة أن "أم حسن" ترعى 7 أبناء بعد أن هجرها زوجها، تاركًا "كوم من اللحم" تتصرف هي معهم فى وسط غلاء المعيشة وصعوبات الحياة.\nفتاة تجر عربة محملة بالبضائع في شوارع الإسكندرية وخلفها مجموعة شباب يجلسون على مقهي، هذه الصورة الأخيرة التى انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، ليعلق عليها النشطاء بأن الفتاة تعمل لكسب قوت يومها والشباب جالس على المقاهي ينتظر "الفرج" ويدعي البطالة.\nوصلت هذه الصورة بسرعة البرق للقنوات الفضائية وسلط عليها الضوء الإعلامى عمرو أديب، وطالب رئاسة الجمهورية باستضافة الفتاة وتكريمها، الأمر الذي استجابت إليه الرئيس وقابل "منى السيد" بقصر الاتحادية.\nورحب النشطاء بلقاء الرئيس بالفتاة، مشيرين إلى أنها مبادرة طيبة منه، لافتين إلى أن اجتهاد الفتاة أجبر الرئيس السيسي على استقبالها وفتح باب السيارة لها، وهو موقف لم يفعله رئيس من قبل.\nوشاركت فتاة العربة فى جلسة الحوار الشهرى الأولى للشباب، بحضور الرئيس السيسي، وجلست بجواره وتم تكريمها ومنحها جائزة الإبداع للشباب بشكل استثنائي.

الخبر من المصدر