صحف ألمانية: لا للشبهة العامة ضد اللاجئين والمسلمين!

صحف ألمانية: لا للشبهة العامة ضد اللاجئين والمسلمين!

منذ 7 سنوات

صحف ألمانية: لا للشبهة العامة ضد اللاجئين والمسلمين!

حادث الدهس بحافلة وسط برلين الذي أودى بحياة 12 شخصا وجرح العشرات أثار مجددا مشاعر الخوف من الإرهاب، وقد عنونت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار مقالها بكلمة "الخوف".\nصحيفة "تشيليشه تسايتونغ" تناولت بدورها هذا الموضوع وكتبت في تعليقها:\n"الذعر في سوق عيد الميلاد وسط برلين ضربنا في العمق كمجتمع حر ومنفتح على العالم. إنه اعتداء ضدنا جميعا، لكن لا يجب السماح له بأن يحدث الفرقة بيننا".\nأما صحيفة "دي فيلت" فقد اعتبرت أنه من "غير المقبول" أن يروج منتقدو سياسة اللجوء المتبعة من قبل المستشارة أنغيلا ميركل الاتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت تقول:\n"بات ممكنا فورا منذ صدور الأنباء السريعة الأولى حول الاعتداء المهول في سوق عيد الميلاد قراءة الأحكام المسبقة والاتهامات. وفي مواقع التواصل الاجتماعي لم يدع منتقدو سياسة اللجوء المتبعة من قبل أنغيلا ميركل الفرصة لإعلان الأموات كأموات المستشارة".\nونشرت صحيفة "دي فيلت" إلى ذلك على موقع "تويتر" التغريدة التالية: \nكما حذرت صحيفة "نويه أوسنابروكير تسايتونغ" من إثارة الشبهة العامة ضد مسلمين أو لاجئين ـ خاصة إذا تأكد أن الجاني أو الجناة هم لاجئون قدموا إلى ألمانيا. وكتبت الصحيفة أن المستشارة ستواجه بذلك متاعب سياسية:\nأعلن الادعاء العام الألماني مساء اليوم الثلاثاء إخلاء سبيل طالب اللجوء الباكستاني الذي تم إلقاء القبض عليه في وقت سابق للاشتباه في أنه منفذ اعتداء برلين. وأوضح الادعاء أنه لم يتم إصدار أمر اعتقال بحق الرجل. (20.12.2016)\nحادثة الدهس التي عاشتها برلين، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصا وجرح 48 أثارت ردود فعل مختلفة بين اللاجئين والعرب في ألمانيا، حيث كان القلق الأكبر هو أن يتم تحميلهم وزر هذا العمل والذي يرون أنه عمل فردي لا علاقة لهم به. (20.12.2016)\n"إذا ما اتضح الأمر، فإن المستشارة ستكون مجبرة على تقديم تبريرات لسياسة ترحيبها المنتهجة التي تم على إثرها تجاوز بعض الشكوك وحجبها كطلبات وقحة. الأهم يبقى هو الحفاظ على جدل موضوعي. الناس الذين دخلوا بسلام إلى البلاد بحثا عن الحماية وحياة أفضل لا يحملون وزر الاعتداء ولا الأخطاء السياسية. بل العكس، لأنهم يعانون من الاثنين. الوقوف ضد الإرهاب يعني أيضا الوقوف لحمايتهم".\nصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" كتبت في هذا السياق تقول:\n"الاعتداء يثير مجددا تساؤلا قديما بشكل مؤلم: ما الذي يمكن فعله ضد ذلك؟ فإذا لم تكن هناك إمكانية محاربة الأسباب بشكل فوري ومباشر، فكيف لنا معالجة التبعات؟... لا وجود لحماية مطلقة من هذا النوع الجديد في شن الحرب، كما يتم الرد بسرور على ذلك. قد يكون ذلك صحيحا. لكن في المقابل لا يوجد أيضا انعدام مطلق لسبل الحماية. ألمانيا كانت محظوظة جدا إلى حد الآن، رغم فظاعة حادثة برلين وحوادث أخرى قبلها. الصدمة من هذا القدر الكبير من البشاعة ستتوغل على الرغم من ذلك في الحياة اليومية بألمانيا. هل بإمكان أحد أن يقول الآن: أعياد ميلاد سعيدة؟".\nقبل خمسة أيام من ليلة عيد الميلاد، وفي حوالي الساعة الثامنة مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) اقتحمت شاحنة سوداء كبيرة سوق عيد الميلاد التقليدي بالقرب من كنيسة "الذكرى" في حي كودام بقلب العاصمة الألمانية برلين.\nالشاحنة ماركة "سكانيا" والتي تحمل لوحات معدنية بأرقام بولندية صعدت على رصيف المشاة ودهست عددا كبيرا من زوار سوق عيد الميلاد، والأكشاك الموجودة فيه.\nلم تكن هناك فرصة للمتواجدين في المكان في الهروب من طريق الشاحنة التي قطعت مسافة من 50 إلى 80 مترا وسط السوق وقتلت 12 أشخاص وجرحت 48 على الأقل حسب روايات لشرطة العاصمة برلين.\nهرعت قوات الإنقاذ إلى المكان وبدأت في إجلاء الضحايا. وقالت الشرطة بالموقع لوسائل إعلام ألمانية إن الحادث يبدو عملا متعمدا. غير أن أندرياس غيسيل وزير داخلية ولاية برلين قال إن ملابسات الحادث لا تزال غير واضحة وإن "تسلسل الأحداث يشير إما إلى حادث عرضي أو هجوم."\nوأعاد الحادث إلى الأذهان هجوما وقع في نيس بفرنسا في يوليو/ تموز عندما قاد رجل تونسي المولد شاحنة تزن 19 طنا على طريق الساحل ودهس أناسا تجمعوا لمشاهدة عرض بالألعاب النارية في اليوم الوطني فقتل 86 شخصا، وأعلن حينها تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.\nالشرطة الألمانية قامت بتطويق مكان الحادث وحثت المواطنين على عدم مشاركة مقاطع الفيديو على الانترتت لتلك الواقعة وذلك "للحفاظ على خصوصية الضحايا وأسرهم".\nتهشم اللوح الزجاجي لقمرة القيادة بالشاحنة وعثر داخل القمرة على رجل ميت متواجد في مقعد المجاور للسائق، أما السائق نفسه فهرب في اتجاه حديثة الحيوان إلا أنه تم إلقاء القبض عليه.

الخبر من المصدر