الإرهابي الألماني ذو الـ12 عاماً.. هل نجح داعش حقاً في توجيه طفل لمحاولة الهجوم على مسقط رأسه؟

الإرهابي الألماني ذو الـ12 عاماً.. هل نجح داعش حقاً في توجيه طفل لمحاولة الهجوم على مسقط رأسه؟

منذ 7 سنوات

الإرهابي الألماني ذو الـ12 عاماً.. هل نجح داعش حقاً في توجيه طفل لمحاولة الهجوم على مسقط رأسه؟

لم يكن هناك مشتبهٌ به في عملٍ إرهابي في ألمانيا صغيراً هكذا من قبل.\nظلَّ الملاحقون لما يسمى "الدولة الإسلامية" (داعش) يبحثون ويستميلون ويحرضون الإرهابيين الشباب في فرنسا وألمانيا لأكثر من عام حتى الآن، وفي آخر حادث مروّع يبدو أنَّهم قد استخدموا صبياً عمره 12 عاماً فقط.\nيوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر/كانون الأول، تسببت مجلة "فوكس" (Focus) الألمانية في حالة من الغضب العام عندما ذكرت أن قنبلتين زرعتا في مدينة لودفيغسهافن من قبل شاب ألماني من أصل عراقي تشبع بالأفكار الدينية المتطرفة وربما حُرض أو وُجه من قبل عضو غير معروف في تنظيم داعش.\nفي وقت لاحق من ذلك اليوم، انتظر الصحفيون بفارغ الصبر وصول عمدة لودفيغسهافن، إيفا لوزا، إلى قاعة المدينة. لكن لوزا لم تُصرح سوى بالقليل جداً من المعلومات، ووضع الصبي المشتبه به، البالغ من العمر 12 عاماً، في مكان آمن حيث لا يمكنه أن "يشكل أي خطر" (في عهدة مؤسسة محلية لخدمات حماية الأطفال؛ فالأطفال تحت سن 14 لا يُمكن اتهامهم بارتكاب جريمة في ألمانيا). وانتهى المؤتمر الصحفي بعد 5 دقائق فقط ولم يُسمح بالمزيد من الأسئلة، بحسب ما ذكر تقرير نشرته موقع The Daily Beast الأميركي.\nلكن الصحافة لا تزال تثير القضية على أية حال، وقد انتاب برلين القلق: هل نجح داعش حقاً في توجيه طفل لمحاولة الهجوم على مسقط رأسه؟ وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت: "بطبيعة الحال، هو إعلان من شأنه أن يصدم أي شخص".\nوفي الوقت نفسه، أكد مكتب المدعي العام الاتحادي، يوم الجمعة، أنَّ التحقيق يجري بالفعل بشأن العثور على قنبلة مسمارية في لودفيغسهافن. تم العثور على الجهاز بالقرب من مركز التسوق في المدينة يوم 5 ديسمبر/كانون الثاني، قبل يوم واحد من عيد "سانت نيكولاس"، وهو عطلة مدرسية قديمة حيث يعني ذهاب الأطفال في ألمانيا في هذا اليوم إلى المجمع التجاري حصولهم على الحلوى مجاناً.\nولكن ثمة طفل كان يريد شيئاً آخر. نبَّه أحد المارة الشرطة بشأن الحقيبة السوداء المزعومة التي ألقاها الصبي، البالغ من العمر 12 عاماً، في سلة المهملات. المفاجأة كانت داخل الكيس، حيث وُجدت علبة مربوط حولها مسامير وقد ملأت العلبة بمزيج خاص من الألعاب النارية والمواد اللامعة، التي أوضحت الشرطة فيما بعد أنها "قابلة للاشتعال لكن ليست لها قدرة على الانفجار".\nفي الواقع، أعلن المدعي العام هوبير شتروبر أن هذا الجهاز الصغير بدائي الصنع "لا يرقى لوصفه بالقنبلة".\nوفي سوق عيد الميلاد في لودفيغسهافن، لا يزال المزاج العام هادئاً ومفعماً بالفنون الشعبية المرحة، على الرغم من أنه تبين الآن العثور على جهاز مماثل هناك، بين الاحتفالات الصاخبة، وألعاب الملاهي، وأكشاك السجق. كان ذلك في 26 نوفمبر/تشرين الثاني.\nوصرَّح خبير الإرهاب غيدو شتاينبرغ: "أجد مشكلةً في النظر إلى صبي يبلغ من العمر 12 عاماً باعتباره إرهابيًا، من المنطقي أن يبدأ الأشخاص في الاهتمام بالسياسة في عمر 15 أو 16، ولكن كيف يحدث ذلك في سن 12 عاماً؟ ذلك يطرح سؤالاً آخر: ما الجو العام المحيط به؟ لأن الحادثة لا يمكن أن تكون فكرته".\nووفقاً لإذاعة WDR الألمانية: "تلقى الصبي تعليمات لصنع القنبلة عن طريق تطبيق "تيليغرام" للمراسلات، وهذا قد يدفع المحققين للشك في تورّط داعش.\nالحوادث السابقة التي أطلق عليها الفرنسيون "إرهاب الريموت كنترول" كثيرة.\nكان كل من رياض خان أحمد زاي (17 عاماً) ومحمد دليل (27 عاماً)، أيضاً على اتصال بأعضاء داعش المزعومين عبر الدردشة على شبكة الإنترنت، للحصول على المشورة بشأن كيفية القتل قبل الشروع في ارتكاب هجمات في يوليو/ تموز هذا العام.\nتلقى دليل تعليمات صارمة من شريكه عبر الدردشة لترك حقيبته في مهرجان موسيقي في ولاية بافاريا، ومن ثم تفجيرها عن بُعد وتصوير الانفجار، قبل أن يفجر نفسه عن طريق الخطأ.\nأما أحمد زاي فقد أرسلت له رسالة هذا الصيف تقترح عليه قيادة سيارة في حشد كبير، ولكن أحمد زاي رفض وكتب رداً على هذه الرسالة أنه لا يملك رخصة قيادة.\nبدلاً من ذلك ركب قطاراً إقليمياً في فورتسبورغ، ومعه فأس وسكين وأصاب ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة قبل أن ُيقتل على يد الشرطة بطلق ناري.\nيبدو أن تنظيم داعش، الذي لا يتورع عن استخدام الأطفال جنوداً، سعيد للغاية باستخدام الأطفال والمراهقين كطعم في ألمانيا ودول أوروبية أخرى مثل هولندا، النمسا، وفرنسا، ويصل إليهم عبر تطبيقات مخصصة وعبر الإعلان عن جرائمه استغلالاً لما سمّاه خبير الإرهاب بيتر نيومان "ثقافة الرعب الشعبية" التي تغذيها أوهام العنف في سن المراهقة، والتي تتكامل مع الصور البراقة وألعاب الكمبيوتر.\nوقال بيتر ألتماير، كبير مستشاري المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الجمعة، إن إجراءات قانونية قد تمت بالفعل لتحسين التعامل مع تطرف القاصرين، لكننا "الآن سننتظر لنرى ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من العمل أم لا".\nوشدّدت ألمانيا قوانين الإرهاب، الصيف الماضي، للسماح لجهاز مكافحة التجسس في البلاد لتعقب وجمع بيانات عن المشتبه فيهم ممن لا تزيد أعمارهم على 14 عاماً (وكان الحد الأدنى للسن السابق 16 عاماً) وعندما اقترح الإجراء لأول مرة تصادم مع المعارضة. لكن ذلك كان قبل أن تغرز "صفية س" البالغة من العمر 15 عاماً سكين المطبخ بعمق 5 سنتيمترات في رقبة شرطي في محطة القطار المركزية في هانوفر في فبراير/شباط من هذا العام.\nونجا الشرطي، لكن الجرح كان خطيراً ويهدد حياته، كتبت صفية على هاتفها في دردشة رسائل قائلة إنها على اتصال مع "أعضاء" في نظام داعش، الذين ألحوا عليها لإعداد "مفاجأة للكفار". وكانت "عملية استشهادية لميليشيات داعش الإرهابية". وفقاً للسلطات الألمانية، تخضع الفتاة حالياً للمحاكمة بتهمة الشروع في القتل، وإذا أدينت ستواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.\nولا نعرف عن صفية سوى القليل كغيرها من الفتيات. في الواقع اكتسبت الفتاة شهرة كـ"نجمة أطفال السلفيين" حيث بدأت في الظهور في لقطات يوتيوب مع الواعظ المروج للكراهية بيير فوجل، ذو الشعر الأحمر، عندما كان عمرها 7 أعوام فقط.\n"زيّ رائع" بذلك مدح فوجل الفتاة عندما ظهرت وهي ترتدي الحجاب الذي اقترب من ركبتها.\nوبعدما قامت بالغناء، قال لها مازحاً: "ستُلقين المحاضرة اليوم، وسأذهب أنا إلى المنزل". وفي هذا المقطع كانت صفية تبلغ من العمر حوالي 9 سنوات.\nالإسلام الراديكالي للأطفال؟ إنه بالتأكيد ليس مجرد لعبة!\n- هذا الموضوع مترجم عن موقع The Daily Beast الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

الخبر من المصدر