إدلب.. الحلبة القادمة للصراع السوري بعد حلب

إدلب.. الحلبة القادمة للصراع السوري بعد حلب

منذ 7 سنوات

إدلب.. الحلبة القادمة للصراع السوري بعد حلب

تستعد إدلب لأن تخلف حلب في المعاناة مع معركة كبرى بين الفصائل الإسلامية المسلحة والجيش السوري وحلفائه، حيث أعلن محافظ حماة إرسال 29 حافلة وسيارة إسعاف لإخلاء الحالات الإنسانية والجرحى وبعض عائلات المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا، ذات الأغلبية السكانية الشيعية بريف إدلب، دون السماح بخروج المسلحين منها. وهو ما دفع الفصائل إلى توجيه عدد من قذائف الجراد المدفعية إلى البلدتين، وفقًا لما ذكرته وكالة «خطوة» الإخبارية المؤيدة للمسلحين\nوفي الوقت نفسه، شدد ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، على ضرورة السماح للمسلحين المغادرين من حلب بالاتجاه إلى إدلب، متخوفًا من أن تصبح إدلب الوجهة القادمة للقوات الإيرانية الداعمة للنظام، مضيفًا: «سنعمل على ألا تكون كمدينة حلب».\nوأعلن فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، اليوم الخميس، أن اتفاق المصالحة في سوريا أسفر عن إرسال 3674 مسلحًا مع أفراد أسرهم من ضواحي دمشق إلى ريف إدلب، بعد توقيعه من قبل وجهاء 1057 مناطق سكنية سورية و94 تشكيلًا معارضًا في سوريا، في المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة. مشيرًا إلى صدور العفو عن أغلب المسلحين لرغبتهم في العودة إلى الحياة المدنية، فيما بقي حوالي 50 مسلحًا مطلوبين أمنيًا.\nعلى صعيد الفصائل العاملة في إدلب، فإنها منفصلة بشكلٍ ما عن الفصائل الموجودة في حلب، ولا تحاول التدخل في معاركها مع النظام، حتى أن مؤيديها انطلقوا في مظاهرات مستمرة منذ أيام للتنديد بما اعتبروها تخاذلًا في نصرة حلب، ومواجهة انتصارات النظام وسيطرته على معظم الأحياء، وحصار الفصائل في الأحياء القليلة المتبقية تحت سيطرتهم.\nوتُعتبر إدلب من أكثر الجبهات اشتعالًا في الصراع، فوفقًا لخريطة وضعها معهد IHS الأمريكي، تعتبر المناطق الواقعة في شمال غرب سوريا الميدان الأهم للحرب، وحتى الآن تقع إدلب بالكامل تحت سيطرة الفصائل المسلحة. وترتفع وتيرة المعارك بشكل خاص في مناطق معرة النعمان وجسر الشغور وسراقب.\nوتواجه الفصائل حاليًا عدم قدرة مسلحيها على الهرب إلى تركيا بسهولة، أو الحصول على مساعدات عسكرية وطبية منها كما في السابق، بعدما أعلنت إدارة معبر «باب الهوى» الحدودي إغلاقه بشكل كامل حتى إشعار آخر، بعد التباحث مع الجانب التركي، على خلفية قطع الطريق الواصل بين المعبر وبين إدلب وريفها من قبل متظاهرين. وأفادت إدارة المعبر، عبر صفحتها بموقع فيس بوك، بورود معلومات تفيد باستغلال عناصر تنظيم داعش الإرهابي والنظام السوري للمظاهرات، لشن تفجيرات في المعبر.\nمن الناحية الميدانية، بدا أن الفصائل المسلحة لا تملك معلومات حول انتقال المعركة إلى إدلب حتى الآن، حيث اكتفى عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في القاهرة، أن هذا التسؤل لم يخطر ببال المعارضة حتى الآن، وبشكل عام لا يبدو أن مركز المعركة سينتقل غلى إدلب في وقت قريب، حيث يبدو مرشحًا للانتقال إلى ريف حلب الغربي بشكل أكبر.\nفيما قالت د. نورهان الشيخ، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه من الطبيعي أن تنتقل المعارك إلى إدلب وتدمر التي استعادها المسلحون مؤخرًا، بصفتهما المدينتين الأهم بعد حلب، التي شارف الجيش السوري على تحريرها بالكامل.\nوتابعت: «تضم إدلب أعدادًا كبيرة من المسلحين، لا سيما بعدما ضاق الخناق عليهم في حلب ومدينة الموصل العراقية واتجهوا للهروب إليها، لذا ستكون معركة استعادتها شرسة؛ ولكنها ستكون أقل وزنًا من معركة استعادة حلب، التي كانت شديدة الخطورة والخصوصية بعًا لكونها المعقل الأساسي للفصائل الإسلامية».\nوأضافت الشيخ لـ «اليوم الجديد» أن الدعم التركي الواضح للفصائل لن يتوقف، رغم انشغال تركيا بالسيطرة على مدن الباب ومنبج الواقعة على حدودها، مشيرة إلى المفاوضات خلال اليام الأخيرة بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الدعم. وأكدت أن تركيا لن تتدخل بشكل مباشر في معارك إدلب عند وقوعها، وسوف تشهد المساعدات للفصائل تراجعًا بعد إغلاق معبر «باب الهوى»، ولكنها لن تتوقف عن الدعم حتى يسيطر الجيش على كافة المناطق التابعة للمسلحين.\nورأت الشيخ أن محاولات الولايات المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة التي تقع تحت سيطرتها، لإدخال المساعدات إلى الفصائل في حلب بحجة توصيلها إلى المدنيين، هي جزء من سيناريو سوف يتكرر في إدلب وفي كل منطقة يتقدم فيها الجيش ضد المسلحين.

الخبر من المصدر