بشار الجعفري.. المدافع المستميت عن فظائع الأسد

بشار الجعفري.. المدافع المستميت عن فظائع الأسد

منذ 7 سنوات

بشار الجعفري.. المدافع المستميت عن فظائع الأسد

وُلد بشار الجعفري يوم 14 أبريل/نيسان عام 1956 في العاصمة السورية دمشق، وذلك طبقا للبيانات الرسمية السورية. في حين تشير رواية أخرى إلى أنه من أصول إيرانية وتؤكد ميلاده في مدينة أصفهان بإيران.\nتابع الجعفري دراسته النظامية حتى تخرج عام 1977 في جامعة دمشق بشهادة بكالوريوس في تخصص الأدب الفرنسي، وبدبلوم دراسات عليا في الترجمة والتعريب عام 1978.\nغادر بلاده إلى فرنسا التي حصل فيها على عدة شهادات علمية، منها شهادتا ماجستير في العلاقات السياسية الدولية من المعهد الدولي للإدارة العامة بباريس، وفي إدارة المنظمات الدولية من جامعة "سو" عام 1982، وشهادتا دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة "سو" 1984، ودكتوراه دولة في العلوم السياسية من جامعة السوربون 1989.\nوأثناء عمله الدبلوماسي لاحقا في إندونيسيا حصل عام 2002 على دكتوراه في تاريخ الحضارة الإسلامية بجنوب شرق آسيا من جامعة شريف هداية الله بجاكرتا. وهو يتحدث العربية والفرنسية والإنكليزية والفارسية.\nتولى الجعفري خلال مسيرته المهنية عدة وظائف ومسؤوليات دبلوماسية في وزارة الخارجية وسفارات سورية بدول عدة، وفي بعثات بلاده لدى الأمم المتحدة التي أصبح مندوب سوريا الدائم في مقرها الرئيسي بنيويورك عام 2006.\nشارك في الوفود السورية إلى عدد من الاجتماعات الإقليمية والدولية، مثل اجتماعات جامعة الدول العربية، ومؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي، ومؤتمرات قمة حركة عدم الانحياز. وهو مقرر لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار.\nبدأ الجعفري تجربته الدبلوماسية بالتحاقه بوزارة الخارجية السورية عام 1980، ثم أصبح ملحقا دبلوماسيا وسكرتيرا ثالثا في السفارة السورية بباريس خلال 1983-1988.\nوفي 1991-1994 صار سكرتيرا أول ومستشارا في البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم وزيرا مستشارا بالسفارة السورية في باريس 1997-1998، ثم وزيرا مفوضا وقائما بالأعمال في السفارة السورية بإندونيسيا ما بين 1998 و2002.\nوفي 2002 تولى إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية السورية، وظل فيها حتى عُين مندوبا لبلاده لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف عام 2004، ثم اختير عام 2006 مندوبا دائما لسوريا بمقر الأمم المتحدة المركزي بنيويورك خلفا لفيصل مقداد.\nورغم أن الجعفري تولى هذا المنصب في فترة حساسة بالنسبة للنظام السوري الذي كان وقتها تحت ضغط اتهامه بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فإنه لم يشتهر إعلاميا في أروقة الأمم المتحدة إلا إثر اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس/آذار 2011.\nانبرى الجعفري من على منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للدفاع عن النظام السوري، وتبرير فظائعه التي ارتكبها في حق قوى الثورة التي دأب الجعفري على وصفها بأنها "جماعات إرهابية"، وهو ما أهله لأن يختاره هذا النظام ليكون "كبير المفاوضين" باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 مطلع عام 2014، وفي جولات التفاوض اللاحقة به في 2015 و2016.\nوفي إطار دفاعه عن نظام بشار الأسد؛ نفى الجعفري ارتكاب النظام أي مجازر أو انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ومن ذلك نفيه لقصف غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي في صيف 2013.\nكما أنكر وجود أي كارثة إنسانية في بلدة مضايا السورية التي تعرضت لمجاعة عامة تم توثيقها إعلاميا بالصوت والصورة بسبب الحصار الطويل، وقال إن "الحكومة السورية لم ولن تمارس أي سياسة تجويع ضد شعبها". وادعى أن "التنظيمات الإرهابية سطت على المساعدات الإنسانية التي أرسلت إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وهذا ما حصل في مضايا".\nعُرف بشار الجعفري بتصريحاته التي يهاجم بها جهات عديدة داخلية وخارجية؛ ففي 5 فبراير/شباط 2012 شن هجوما لاذعا على الأمم المتحدة وعلى دول الخليج العربي وشبكة الجزيرة بعد أن أجهض فيتو روسي وصيني مشروع قرار أوروبي عربي مشترك لحل الأزمة السورية سلميا.\nوخلال سنوات الثورة السورية، وبينما كان نظام بشار الأسد يُمعن في تقتيل السوريين، كان الجعفري يستميت في الدفاع عن جرائم الأسد في مختلف المحافل الدولية.\nوفي 23 فبراير/شباط 2016 انتقد الجعفري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، وقال إن الأمانة العامة "منحازة للجماعات المسلحة" وتقف ضد حكومته. وأضاف أن مفاوضات جنيف الأخيرة "شابتها نواقص كثيرة".\nأعلنت الخارجية الأميركية في 6 مارس/آذار 2014 أنها أبلغت الجعفري (بصفته المندوب السوري لدى الأمم المتحدة) بتقييد تحركاته داخل الأراضي الأميركية في نطاق 25 ميلا من مقر البعثة السورية بنيويورك. ولم توضح الوزارة أسباب الخطوة، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يكون أحيانا نابعا من وجود قلق أمني من تحركات مندوب دولة ما أو اشتباه في تجسسه.\nوقد أشاد ائتلاف "من أجل سوريا ديمقراطية" -وهو منظمة سورية أميركية- بهذا القرار، وقال في بيان إن الجعفري كثف في الأشهر الستة الماضية "زياراته الدعائية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة من أجل خداع الأميركيين، وضرب النسيج الاجتماعي لأفراد الجالية السورية المقيمة في الولايات المتحدة".\nألف الجعفري عدة كتب، هي: "الجماعات المصلحية الضاغطة في الولايات المتحدة الأميركية" (دمشق 1983)، و"السياسة الخارجية السورية 1946-1982" (دمشق 1986)، و"الأمم المتحدة والنظام العالمي الجديد" (دمشق 1994)، و"أولياء الشرق البعيد" (دمشق 2003)، و"سياسة التحالفات السورية 1918-1982" (دمشق 2015).

الخبر من المصدر