عالم أمريكي: ألعاب التسلية أدت إلى أعظم الاختراعات في العالم

عالم أمريكي: ألعاب التسلية أدت إلى أعظم الاختراعات في العالم

منذ 7 سنوات

عالم أمريكي: ألعاب التسلية أدت إلى أعظم الاختراعات في العالم

يكشف الكاتب الأمريكي ستيفن جونسون في كتابه الصادر حديثًا، بعنوان "بلاد العجائب: كيف صنعت الألعاب العالم الحديث"، عن أن ألعاب التسلية، تعد من العوامل الرئيسية للتغيير في التاريخ الإنساني، في العديد من الابتكارات الهامة، بداية من نظرية الاحتمالات وصولا إلى الذكاء الاصطناعي، ترجع أصولها إلى محاولات البشر الحصول على بعض التسلية.\nويضرب جونسون مثالا على ذلك، لعبة مونوبولي (الاحتكار) العائلية، ويقول إن الهدف الذي أوحى بفكرة ابتكارها هو إظهار شرور الرأسمالية.\nوأوضح جونسون، خلال جولته للترويج للكتاب، في ماليبو، كاليفورنيا، كيف ألهمت لعبة الفتاة التي ترقص بصورة آلية، تشارلز باباج لتصميم أول أجهزة الكمبيوتر المبرمجة، وكيف ساعدت النجمة السينمائية الأمريكية هيدي لامار، في إنشاء التكنولوجيا اللاسلكية الحديثة اليوم.\nويشرح الكاتب أن البشر، "نادرا ما يفكرون في البهجة كمحرك للتغيير التاريخي"، بينما أنه في الواقع، أوحت الألعاب بفكرة العديد من الاختراعات والأفكار الأكثر أهمية في العالم.\nيقول الكاتب "نحن نميل إلى التفكير في البهجة واللعب والترفيه والاستجمام كعوامل هادمة للتقدم، وفي الواقع، إنها تسير نحو الاتجاه الآخر ،  حيث إن العديد من الأفكار التي كانت نقطة تحول، بدأت مع الشعور بالبهجة، والتعجب، أو المتعة".\nولإثبات العلاقة بين أن الألعاب والعديد من الاختراعات والأفكار فى العالم، يستشهد الكتاب بأحد الأمثلة الرئيسية، وهو بيت الحكمة في بغداد في ذروة العصر الذهبي للإسلام، والذي كان مزيجا من مركز للأبحاث، ومكتب ترجمة، والمختبر الصناعي، حيث توصل فيه الإخوة أبو جعفر وأبو القاسم بنو موسى إلى أفكار هندسية غير مبتكرة، لم تتوصل إليها أوروبا الغربية إلا بعد 400 إلى 500 سنة أخرى لاحقة.\nوقال جونسون "إذا نظرنا إلى ما قام الإخوان بتصميمه، سنجد أنها كلها عبارة عن ألعاب: الفيلة الآلية (الروبوت)، أو لاعبي الناي الآليين، تم تصميمها جميعا للترفيه والمتعة، فتلك الأفكار من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى أشياء تحويلية، مثل ميكنة التصنيع، والذكاء الاصطناعي، ولكنها ظهرت في البداية كلعبة".\nيذكر الكتاب أن حقبة القرن الـ18 كانت العصر الذهبي للألعاب الآلية، حيث خصصت معظم علوم الهندسة الأكثر تقدما في العالم لصناعة الألعاب الآلية، وكانت جميعها تقريبا دون استثناء، لأغراض التسلية، ولم يتم استخدامها في العمل بأي وسيلة إذ كانت جميعها مجرد ألعاب.\nويوضح الكاتب الأمريكي ستيفن جونسون، أنه في تلك الفترة، صمم جاك فوكانسون عددا من الألعاب، وكان أكثرها إثارة للجدل "بطة آلية" تكاد تكون مماثلة للبط من الناحية التشريحية وبإمكانها السير، كما كان بالإمكان إطعامها بفتات الأكل، وبإمكانها محاكاة هضم الطعام والتبرز، وذلك لتسلية النخبة الباريسية.\nكما يوضح الكتاب أن الشيء الأكثر أهمية الذي قام به فوكانسون هو استخدام فكرة صندوق الموسيقى، الذي صممه الإخوة بنو موسى في بغداد قبل سنوات عديدة، لوضع موسيقى مبرمجة، وذلك باستخدام اسطوانة دوارة مع دبابيس صغيرة تتفق مع الأغنية التي يريد الشخص أن يسمعها ثم بدأ بعد ذلك بالتفكير في استخدام هذا النظام لبرمجة آلة لنسج رسوم على القماش.

الخبر من المصدر