أوبك والمنتجون المستقلون يتوصلون لأول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001

أوبك والمنتجون المستقلون يتوصلون لأول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001

منذ 7 سنوات

أوبك والمنتجون المستقلون يتوصلون لأول اتفاق نفطي عالمي منذ 2001

(رويترز) - توصل منتجو النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها يوم أمس السبت إلى أول اتفاق مشترك منذ 2001 لتقييد إنتاج الخام وتخفيف تخمة المعروض في الأسواق بعد استمرار تدني الأسعار على مدى أكثر من عامين وهو الأمر الذي شكل ضغوطاً على ميزانيات الكثير من الدول وأثار اضطرابات في بعضها.\nومع توقيع الاتفاق أخيراً بعد نحو عام من المداولات داخل أوبك والشكوك في مدى استعداد روسيا -غير العضو بالمنظمة- للتعاون يتحول تركيز السوق الآن إلى الالتزام بالاتفاق.\nومن المتوقع أن تنفذ روسيا -التي لم تف قبل 15 عاماً بوعود بتقليص الإنتاج جنباً إلى جنب مع أوبك- تخفيضاً حقيقياً في الإنتاج هذه المرة. لكن محللين يتساءلون ما إذا كان الكثير من المنتجين الآخرين من خارج منظمة أوبك يحاولون تقديم الانخفاض الطبيعي في إنتاجهم على أنه إسهاماً منهم في الاتفاق.\nوقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحفيين بعد الاجتماع إن هذا الاتفاق يعزز التعاون على المدى البعيد ووصف الاتفاق بأنه "تاريخي".\nوقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في نفس المؤتمر الصحفي إن "اتفاق اليوم سيسرع من استقرار سوق النفط ويحد من التقلبات ويجذب استثمارات جديدة".\nواتفقت أوبك الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من يناير/كانون الثاني، وبلغ حجم إسهام السعودية في ذلك التخفيض 486 ألف برميل يومياً.\nواتفق المنتجون المستقلون يوم السبت على تخفيض الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يومياً بما يقل قليلاً عن الحجم الذي كان مستهدفا في البداية والبالغ 600 ألف برميل يومياً لكنه يظل أكبر مساهمة من الدول غير الأعضاء في أوبك على الإطلاق. وقال نوفاك إن مساهمة روسيا في هذا الخفض ستكون 300 ألف برميل يومياً، وأضاف أن الخفض سيكون تدريجياً وأنه بحلول نهاية مارس/آذار سيقل إنتاج روسيا 200 ألف برميل يومياً عن مستوياتها في أكتوبر/تشرين الأول 2016 والتي بلغت 11.247 مليون برميل وهو أعلى إنتاج لروسيا حسب التقديرات حتى الآن.\nوقال نوفاك إن إنتاج روسيا سينخفض إلى 10.947 مليون برميل يومياً بعد ستة أشهر.\nوقال جاري روس المراقب المخضرم لأوبك ومؤسس بيرا إنرجي للاستشارات "جميعهم يتمتعون بالأسعار الأعلى والالتزام يميل إلى أن يكون جيداً في المراحل المبكرة. لكن بعد ذلك ومع استمرار ارتفاع الأسعار سيتآكل الامتثال".\nوقال أمارتيا سن من إنيرجي اسبكتس الاستشارية "بالمقارنة بالشهرين الماضيين عندما كانت التوقعات تتضاءل سريعاً فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق فهذا يعد تحولا كبيرا. المشككون سيجادلون بشأن الالتزام لكن لا يمكن التقليل من الرمزية في حد ذاتها".\nوأضاف روس أن أوبك ستستهدف سعراً للنفط عند 60 دولاراً للبرميل لأن أي سعر فوق ذلك قد يشجع المنافسين على الإنتاج.\nوهوت أسعار الخام إلى أقل من النصف في العامين الماضيين بعد زيادة كبيرة في إنتاج السعودية في محاولة لإزاحة المنتجين مرتفعي التكلفة مثل شركات النفط الصخري الأمريكية من السوق.\nوكان من شأن هبوط أسعار النفط دون 50 دولاراً للبرميل -وأحياناً دون 30 دولاراً- من مستويات مرتفعة بلغت 115 دولاراً في منتصف 2014 أن ساعد على الحد من نمو إنتاج النفط الصخري.\nولكنه أيضاً أضر بإيرادات اقتصادات معتمدة على النفط من بينها السعودية وروسيا مما اضطر مصدرا الخام الكبيران إلى البدء في أول مباحثات للتعاون النفطي في 15 عاماً.\nوانهارت في أبريل/نيسان محاولة للتوصل إلى اتفاق خلال اجتماع في الدوحة.\nوقال نوفاك إن المحادثات بين أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة أنقذت بفضل "الآراء والأفكار الجديدة" لوزير النفط السعودي الجديد خالد الفالح.\nوبعيدا عن روسيا حضر مباحثات أمس السبت عدد من المنتجين المستقلين أو قدموا تعليقات أو تعهدات وشملت القائمة أذربيجان والبحرين وبوليفيا وبروناي وغينيا الاستوائية وقازاخستان وماليزيا والمكسيك وسلطنة عمان والسودان وجنوب السودان.\nوقال وزير الطاقة الروسي نوفاك إن الدول الأعضاء بأوبك وغيرها من الدول غير الأعضاء التي حضرت الاجتماع مسؤولة عن 55 في المئة من الإنتاج العالمي. وسيمثل خفضها المشترك بنحو 1.8 مليون برميل يوميا ما يعادل حوالي 2 في المئة من إمدادات النفط العالمية.\nوتواجه دول كثيرة من غير الأعضاء في أوبك مثل المكسيك وأذربيجان انخفاضاً طبيعياً في إنتاج النفط وعبر بعض المحللين عن تشككهم في أن تلك الانخفاضات الطبيعية ستدخل ضمن تقليص الإنتاج.\nوقالت سلطنة عمان إنها ستخفض الإنتاج بمعدل 45 ألف برميل يومياً في حين قالت قازاخستان إنها ستحاول خفض الإنتاج بمعدل 20 ألف برميل يومياً العام القادم.\nوأخطرت المملكة العربية السعودية زبائنها في أوروبا والولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي بأنها ستخفض إمداداتها النفطية اعتباراً من يناير/كانون الثاني في إشارة على أنها بدأت بالفعل تنفيذ خطة خفض الإنتاج.\nوأخطرت الكويت والعراق والإمارات أيضاً مشتري خامهم بخطط تقليص الإمدادات.

الخبر من المصدر