''مصراوي'' يرصد ''الخوف'' بمحيط ثلاث كنائس عقب انفجار العباسية

''مصراوي'' يرصد ''الخوف'' بمحيط ثلاث كنائس عقب انفجار العباسية

منذ 7 سنوات

''مصراوي'' يرصد ''الخوف'' بمحيط ثلاث كنائس عقب انفجار العباسية

كتبت - دعاء الفولي ويسرا سلامة:\nعقب انفجار كنيسة البطرسية في العباسية، صباح اليوم، تردد صدى الحدث في تشديدات أمنية حول الكنائس، وسيطر الخوف على نفوس الدالفين والخارجين من دور العبادة القبطية. استطلع مصراوي الأجواء في محيط بعض الجيزة والقاهرة، وتحدث لبعض الأقباط الذين جمعتهم الصدمة جراء التفجير.\nفي شارع مُراد بالجيزة، سار أحد القساوسة في طريقه لكنيسة ماري جرجس. ارتسمت على ملامحه مرارة الحزن من الحادث، فيما عبّر بكلمة "ربنا يصبّرنا".\nأمام باب الكنيسة وقفت سيارتان للأمن. ضابط شرطة جلس بجانب كشك الحراسة، ومعه اثنان آخرين، بينما جلس شخص واحد فقط داخل ذلك الصندوق مُتأهبا.\nالمحال الموجودة على صف الكنيسة مُعظمها مُغلقة، إلا من البائع صامويل عزيز وزوجته ريموندا ظلا داخل كشك صغير. عينا عزيز كانتا حمراوين، بين حين وآخر أخذ يُجففهما من أثر الدمع بعدما حدث صباح اليوم بالكنيسة البطرسية بالعباسية.\nتلفاز صغير داخل الكشك يُعلن أعداد ضحايا اليوم، البالغ عددهم 24 قتيلا و49 مصابا. بدأت ريموندا عملها صباحا بعدما حضرت قُداس الأحد في كنيسة مارجرجس "وأنا داخلة مكانش فيه تفتيش".. تذكرت السيدة ذلك بعدما سمعت بالتفجير.\nلا تتخلف ريموندا وزوجها عن الذهاب إلى كنيسة الزيتون-حيث يسكنان- إلا لظروف العمل. يقول عزيز إنه تم تفتيشه في الكنائس القريبة من منزله أكثر من مرة "بيسألوا داخل ليه وفين بس لما يبقى فيه عيد"، مؤكدا أن الحل في إحكام التفتيش على الدالفين حتى وإن أثار ذلك غضب البعض.\nيضيف الزوج صامويل أن ما حدث لا يستهدف المسيحيين وحدهم، بل الأرواح بشكل عام "فيه تفجير حصل في الهرم من يومين برضه"، لا يتوقع الرجل الخمسيني أن يعلن أحد عن مسئوليته تجاه الحادث، مُعتقدا أن دولا كثيرة قد تدعم مثل ذلك الإرهاب.\nيُعزّي أحد المارة الزوجين في المصاب الحادث صباح اليوم. يردان بكلمات قليلة، بينما تُتمتم الزوجة "محدش هيمنعنا نروح الكنايس نصلي.. ربنا موجود".\nفي سياق متصل، أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، أن أوامر صدرت إلى القيادات الامنية، صباح اليوم، بتعزيز التواجد الأمني بجميع المنشآت الحيوية ودور العبادة.\nوظهر هذا القرار في المرور الشرطي اليوم أمام كنيسة ماري مينا العجائبي بمصر القديمة، فيما اختلطت مشاعر ماهر فايق، محاسب بشركة أوراسكوم، بين الحزن والتعجب بعد الحادث، فقد كان في عزاء لوالد أحد أصدقائه في الكنيسة البطرسية لتقديم واجب العزاء منذ شهر، ولاحظ وجود إجراءات تفتيشية صارمة، إذ رفع الرجل الأربعيني يده مبينا الصليب إلى رجال الأمن، ليسمحوا له بالمرور، بالإضافة لوجود بوابات إلكترونية.\nالكنيسة هي المنزل الثاني لماهر، فسكنه خلف دار العبادة المُنشأة عام 1947 جعله يتردد كل أحد عليها، لكنه اليوم تلقى اتصالا هاتفيا من السايس حسن إبراهيم صباح اليوم، قائلا له "تعالى شيل عربيتك عشان فيه قلق وشرطة".\nيرى ماهر أن ما حدث لا يعبر إلا عن "تقصير أمني في إجراءات التفتيش"، عكس ما وقع عام 2013 إبان محاولة الهجوم على كنيسة "ماري مينا" ضمن هجمات متفرقة على عدة كنائس، فتم تركيب كاميرات على الكنيسة القريبة من منزل المحاسب. يلتقط سايس المنطقة طرف الحديث قائلا "التفجير اللي حصل سرق فرحتنا"، فالمصريون يحتفلون اليوم بإجازة المولد النبوي، مستطردا "المسلمين والمسيحيين طول عمرهم جنب بعض إيد واحدة هنا في مصر القديمة".\nبدت الحركة أمام كنيسة ماري مينا عادية، فاستقبلت عددا من الزائرين، كحال "كارولين" و"مريم" اللتين حضرتا صلاة هناك اليوم. ترى الاولى أن ما حدث إرهابا، والثانية خلل أمني، فيما تذكر مريم "لدينا آية في الإنجيل إننا سيكون لنا ضيق، لذلك إحنا بنقول يا بخت اللي توفى".\nاتفقت صديقتهما المسلمة ملك على أن الحادث مشين، والتي تذهب معهم منذ فترة كبيرة إلى الكنيسة، دراسة الطلاب في الصف الأول الثانوي ستمنعهن من المشاركة في الصلاة لكنهن سيذهبن إلى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة لإقامة الصلوات في الغد.\nالطالبان بالمرحلة الثانوية مايكل جميل وكيرلوس إبراهيم، أكدا ذهابهما في الغد إلى صلاة الجنازة، بعد أن يحدد البابا موعدها غدا، ويتابع كرولوس الذي تواجد بمحيط الدير "اللي بيعملوا الحوادث الإرهابية دول مرضى بفكر خاطئ.. مش بس للكنائس لإن فيه تفجيرات بتحصل كل فترة".\nالإجراءات الأمنية المُشددة لم تغفل بعض الكنائس الصغيرة، مثل مُحيط كنيسة "أبو سيفين" بشارع الحجاز بالمهندسين. على أبوابها استقر فردان للأمن، يراقبان الأجواء وينظمان مرور الشارع، ضامنين ألا تقف أي سيارة أمام باب دار العبادة. اتكئ أحدهما على حاجز الكردون الذي يُغطي المنطقة، حذر آخر بعض المارة الفضوليين من المكوث في المكان "عشان القلق اللي حاصل النهاردة". فيما حرس بوابة الكنيسة ثلاثة بالزي المدني، ومر أحد لواءات محافظة\nالجيزة بسيارته، للتأكد من سير الأمور على ما يرام، كاسرا هدوء الشارع.\nترجلت ماجدة إبراهيم بُصحبة زوجها مجدي عدلي من كنيسة "أبو سيفين" بعد علمهما بخبر التفجير أثناء انتظار طبيب الكنيسة ليكشف على قدم الزوج.\nداخل الكنيسة الصغيرة، جرت أجواء القداس الأسبوعي كما هي، الأسر تتوافد، والأنشطة قائمة، غير أن حالة الوجوم سيطرت على وجوه الجميع. تساؤلات اشتعلت بعقل عدلي بعد التفجير "إزاي يدخلوا الكنيسة كدة.. فين التأمين؟"، فيما ترد زوجته أن التأمين يشتد في أوقات المناسبات أو زيارات الشخصيات الهامة، لكن فيما عدا ذلك لا تفتيش يُلاحق السيدة "الكنيسة عندنا في الشرابية مفهاش غير فرد أمن واحد"، حسبما قالت لمصراوي.\nتركت ماجدة وزوجها شارع الكنيسة عائدين إلى المنزل، وقالت كلمة أخيرة تعليقا على تفجير اليوم "كأنه كابوس بيتكرر تاني".

الخبر من المصدر