الايكونوميست: بعد عام من الجرأة.. ينحسر دور السعودية

الايكونوميست: بعد عام من الجرأة.. ينحسر دور السعودية

منذ 7 سنوات

الايكونوميست: بعد عام من الجرأة.. ينحسر دور السعودية

الايكونوميست: بعد عام من الجرأة.. ينحسر دور السعودية\nشهدت السعودية انتكاسات دبلوماسية من جميع الجبهات\nفي يناير هذا العام، أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الشاب، والذي فعليًا، يدير السعودية، عن وضع حد لـ”خمول” سياسة بلاده الخارجية، وعزمه على صد إيران. وبدا أنه لا يمكن هزم المتمردين السوريين الذين يدعمهم سلمان في حلب. وتحدث قادة جيشه عن الاستيلاء على العاصمة اليمنية، صنعاء، من قبضة المتمردين الحوثيين. ومنع إيران وحزب الله من فرض خيارهم في رئاسة لبنان. كما تحدث مسئولون عن جعل إيران مفلسة من خلال إغراق السوق وإشباعه بالنفط، بصرف النظر عن رغبات شركاء أوبك. حتى أن السفير السعودي، عاد إلى بغداد لأول مرة خلال 25 عامًا.\nلكن بحلول نهاية العام، وجدت السعودية دورها ينحسر ويتراجع على مستوى جميع الجبهات. أُجبر سفيرها في العراق على مغادرة بغداد، هاربًا من وابل تجاوزات السياسيين الشيعة الذين يتطلعون نحو إيران. كما سحقت قوات الحكومة السورية والقوات الروسية والإيرانية المتمردون في حلب، الذين هم على شفا الهزيمة. وخضعت السعودية، لاختيار إيران بشأن رئيس لبنان. وفي اجتماع أوبك في الثلاثين من نوفمبر، وافقت على تحمل عبء النصيب الأكبر من خفض الانتاج في محاولة لاستعادة الأسعار، بينما سُمح لإيران برفع انتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات.\nفي اليمن، بدا الحوثيون، عدو السعودية، عازمون على رفض منح الأمير محمد “خروج مشرف”، وشنوا غارات مكررة عبر الحدود، وأعلنوا، الأسبوع الماضي عن حكومتهم الجديدة، بدلًا من الموافقة على تشكيل أخرى تشمل الرئيس المنفي، كما كان يريد الأمير محمد.  يقول مسئول إيراني متهكمًا:” إنه أمر مثير للشفقة لهيبة السعودية العسكرية الدبلوماسية”، مضيفًا:” إذا وافقت السعودية على مغادرة باقي المنطقة، ستسمح لها إيران بالاحتفاظ بالبحرين، الجزيرة الصغيرة التي يربطها جسر  بالساحل الشرقي للسعودية”.\nيعود تردي وانعكاس الحظ ذلك إلى نجاحات الدعم العسكري لإيران للقوات الشيعية في العالم العربي وحلفائها، قوات الرئيس السوري الأسد، والجيش العراقي والقوات شبه المسلحة وحزب الله في لبنان. يحتج الجنرال أحمد عسيري، الذي ينصح الأمير محمد بشأن معركة اليمن ويقول:” إنهم يحاصروننا بالميليشيات”. لكن أيضًا تخسر السعودية قواها الناعمة، حيث قطعت تمويلها عن حلفائها السنة التقليديين الذين بدأوا في التطلع إلى جهات أخرى. قبل سعد الحريري، الذي يرأس كتلة السنة في لبنان، تولي منصب رئيس الوزراء تحت الرئيس الذي اختاره حزب الله، بعد مواجهه شركته للإنشاءات في السعودية لمصاعب بسبب قطع إمداد الحكومة السعودية.  كما يمهد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تقديم اقترحات إلى سوريا وروسيا وحتى إيران بعد تراجع السعودية عن شحنات النفط.\nومع اهتراء العلاقات في المنطقة الأوسع، يحاول الأمير محمد تعزيز العلاقات مع الدول في منطقته الأقرب. قام والده، الملك سلمان برحلة خارجية نادرة إلى أربعة من دول الخليج في أوائل ديسمبر. وهدفت القمة التي انعقدت في العاصمة البحرينية، المنامة، والتي انتهت في السابع من ديسمبر، إلى تقديم خطط إلى تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد للخليج. تقول بيكا واسر، التي تراقب الخليج لصالح مؤسسة راند الفكرية الأمريكية:” هناك مخاوف كامنة من الهيمنة السعودية”.\nكما أن مجئ دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا هو سبب إضافي لضبط النفس. يقول عدنان طاباطائي، مدير مؤسسة (CARPO) غير الرسمية ومقرها بون في ألمانيا، والتي تدير محادثات بين الإيرانيين والسعوديين:” ينتظر كلا البلدين ويؤجلان القيام بأي شئ حتى تتضح الأمور”.\nيخشى كلاهما، السعودية وإيران من سمعة ترامب المتعلقة بأفعاله الإندفاعية والمتهورة. حتى أن أمير سعودي بارز، حثه على عدم إنهاء الاتفاقية العالمية التي تقيد برنامج إيران النووي.\nيبدو كلا الجانبين، غير واثقين إذا كان ترامب سيشدد العقوبات على إيران أو سيصعد قانون جاستا الجديد الذي يسمح للأميركيين بمقاضاة السعودية بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقبل كل شئ، ورغم تأثير المتشددين من كلا المعسكرين، لا يريد أي جانب أي شئ يشبه حرب مباشرة.\nلكن التوترات لا تخمد، ويحدث العكس تمامًا. قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير بسبب هجوم على سفارتها بطهران الذي جاء عقب إعدام رجل دين شيعي يارز وثلاثة آخرين من الشيعة. كما نشرت أخبار هذا الأسبوع بشأن الحكم بإعدام 15 أغلبهم من الشيعة في السعودية بتهم التجسس لصالح إيران.

الخبر من المصدر