سوريون بعد العودة إلى حلب: خسرنا كل شيء

سوريون بعد العودة إلى حلب: خسرنا كل شيء

منذ 7 سنوات

سوريون بعد العودة إلى حلب: خسرنا كل شيء

انفجرت أمينة حموي من البكاء، ثم أغمي عليها عندما عادت إلى بيتها في أحد الأحياء بشرق مدينة حلب السورية، لتجد السارقين نهبوا منزلها، وبعد إفاقة زوجها وابنتها لها، بدت وكأنها فقدت الذاكرة لدقائق، فنست ماذا حدث، ولم تعرف أين هي.\nتقول حموي لمجلة التايم الأمريكية "لقد فقدنا كل شيء"، ولا يقتصر الأمر عليها بمفردها، فهي واحدة من بين مئات السوريين الذين غادروا حي هنانو في حلب الشهر الماضي، ثم عادوا إليه مرة أخرى بعد استعادة قوات النظام السوري سيطرتها على المنطقة، بعد حصارها لها،وقصفها شرق المدينة..\nبعد تسجيل بياناتهم لدى السلطة، انتقلت عائلة حموي إلى هنانو، ليجدوا أن المباني تحولت إلى أكوام من الركام، وأن كل شيء لم يعد كما كان في السابق، بعد الغارات الجوية، والقاء براميل المتفجرة من المروحيات على المنطقة.\nبقى منزل حموي المكون من طابق واحد سليما، إلا أن جهاز التليفزيون، والكابلات والأسلاك الكهربائية، ومولدات الكهرباء، سُرقت، ولا يعلمون من استولى عليها هل هم المتمردين، أم اللصوص، أم قوات الرئيس السوري بشار الأسد.\nوترك اللصوص في منزل حامد مالاجي، زوج حموي ، ثلاجة قديمة، وغسالة ملابس، ويقول "إذا كانت أجهزتي جديدة، وتعمل أتوماتيكيا، كانوا سرقوها بكل تأكيد، ويضيف "تعب سنوات ضاع في بضع ساعات".\nكان من الممكن أن يصبح الوضع أسوأ كثيرا، فعندما ينظر الزوجان إلى أن عائلتهما نجت من الأحداث الطاحنة التي مرت بها حلب، فهم استطاعوا النزوح من حيّهم ثم العودة إليه مرة أخرى، وعثروا على قطتهم، التي أوشكت على الموت من الجوع، ولكن لم يمسسها سوء، يحمدون الله ويتوقفون عن لعن حظهم.\nتقول المجلة إن عدد قليل جدا من سكان حلب حالفهم الحظ مثل عائلة حموي، إذ أن المدينة التي كانت ذات مرة مركزا للتجارة والثقافة، أصبحت عاصمة الدمار، ومركزا للحرب الأهلية، بداية من صيف 2012.\nأصبحت الأمور في حلب أكثر سوءً بعد استهداف القوات الجوية للمستشفيات، ومواقع المدنيين التي لا يوجد فيها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أو قوات المعارضة السورية، فزاد عدد القتلى المدنيين، ولم توجد مساحات كافية لدفنهم.\nوتشير المجلة إلى أن خسارة المعارضة لشرق حلب، يعتبر أكبر انتصار لقوات الأسد، وحلفائه روسيا وإيران منذ بداية الصراع عام 2011.\nوتسببت الغارات الجوية على حلب الشهر الماضي، في نزوح حوالي 30 ألف شخص، لينضموا إلى أكثر من 10 مليون سوري، أي ما يعادل نصف تعداد السكان، غادروا بلادهم بعد بدء الحرب. \nوبحسب عبد الغني كسّاب، أحد كبار المسئولين في محافظة حلب، فإن حوالي 750 عائلة عادوا إلى حي هنانو، الذي عاش فيه عشرات الآلاف قبل بدء الحرب، ويقول إن 40 % تقريبا من مباني المنطقة انهار بالكامل، ولا يستطيعوا إعادة تعميرها.\nتعمل الحكومة السورية والمنظمات الحقوقية والإغاثة، بحسب المجلة، على توفير المساعدات للعائلات التي عادت للمدينة، فور نزولهم من حافلات الحكومة الخضراء، وقدم لهم متطوعون في الهلال الأحمر السوري، أوراق بلاستيكية كبيرة يمكن استخدامها لتغطية النوافذ، والأبواب، ووقفت سيارات الإسعاف في الشوارع لتشخيص حالات المرضى.

الخبر من المصدر