عبد السلام عليلي يكتب: مجموعة لصوص بثوب نواب الشعب | ساسة بوست

عبد السلام عليلي يكتب: مجموعة لصوص بثوب نواب الشعب | ساسة بوست

منذ 7 سنوات

عبد السلام عليلي يكتب: مجموعة لصوص بثوب نواب الشعب | ساسة بوست

منذ 11 دقيقة، 6 ديسمبر,2016\nهذا العنوان صار حديث العام والخاص في الجزائر، لامتيازات نواب البرلمان غير المسبوقة خلال العامين الماضيين، أزمة الثقة التي تعصف بين أعلى سلطة تشريعية ورقابية في الجزائر، وبين باقي طبقات المجتمع الجزائري.\nلا يتعلق الأمر هنا «بالرواتب والمخصصات الفاحشة التي شرّعها البرلمان لنفسه، بنفسه»، بل يتعلق بأن حرص البرلمان على التمسك بمكاسبه، و«تورّطه بالدخول في أوسع منظومة فساد جعلت من الجزائر في مقدمة بلدان العالم من حيث حجم الفساد والرشوة»، وفقـًا لمنظمة الشفافية العالمية في تقريرها الأخير.\nيكشف هذا التقرير من خلال الوثائق والأرقام التي يحلّلها رجال مختصون، واعترافات برلمانيين ودفاعاتهم، أن كلفة وجود سلطة تشريعية ورقابية في الجزائر والبالغة نحو 4 مليار دولار لكل دورة برلمانية من خمس سنوات، كانت السبب الرئيسي في عجز البرلمان عن الحد من الفساد في البلاد، أو مساءلة حكومة تدير قرابة 700 مليار دولار هي مجموع موازنات الدولة الجزائرية كل 5 سنوات تقريبًا.\nالامتيازات الكبيرة التي يحظى بها أعضاء البرلمان والمقدرة بـ7 مليار دينار للنائب الواحد لدورة من 5 سنوات بضمنها الرواتب والمخصصات والعديد من المزايا الشخصية، شلّت قدرتهم على محاسبة المتورطين بملفات فساد كبرى أنهكت موارد البلاد، وتسببت بانخفاض مستوى الخدمات، وفقدان الثقة بالاقتصاد الوطني.\nبـرلمان الجزائر الحالي والذي لم يتمكن من تجريم فاسد واحد، أو إيقاف هدر مالي في أي مفصل من مفاصل الدولة الجزائرية.\nأنا أرى أن البرلمان الحالي ليس أكثر من «أكذوبة»، وأنه فقد قدرته على محاسبة الفاسدين، ليس فقط لأنه يطمح للحفاظ على مكتسباته الضخمة، بل أيضًا لأن قرارته كانت مرهونة منذ البداية برغبة زعماء الأحزاب الذين سلموا القرار السيادي للجزائر إلى دول أجنبية.\nهؤلاء نواب العار يدمرون الجزائر ويدمرون أطفالها وشبابها وزادوا من هموم المواطنين وأوضاعهم المعيشية الصعبة، بعد المصادقة على قانون المالية 2017، هذا الفارق الكبير تسبب في «أزمة ثقة مزمنة بين البرلماني الجزائري وناخبيه، وأنتج فجوة طبقية لا يمكن ردمها بوجود برلمان يناور للحفاظ على امتيازاته».\nشعب الجزائر الحبيب، دعني أهمس في أذنيك، عسى أن أجد مجيبًا، بعد أن وضح جليًا أن نواب العار وقادتهم كل أفعالهم تصب في تدمير البلاد وتخريبها والعبث بالمستقبل، ألا يدعوك كل ذلك إلي التفكير، لماذا يفعلون ذلك، ولصالح من يفعلونه؟\nألا يدعوك كل ذلك إلى الانتفاضة في وجه هذه الأحزاب الورقية والتمثيل الزائف مستعينين بالإعلام المنافق الكذاب، لتمرير مآربهم، لم يكتفوا بذلك كله، وما زالوا يصرون على سرقة أموال هذا الشعب المسكين وأحلامه ومستقبله، لك الله يا جزائر.\nإن ما يجري مع 80% من أبناء الشعب الجزائري يفوق كل معقول ويتجاوز كل مقبول والنواب لا حس ولا خبر.\nأيها الشعب الجزائري، البرلمان المقبل إذا لم تقف وتتصدى لأطماع البارونات وبعض الأحزاب التي تدعي الأغلبية وهي فاقدة للشرعية، وتضع حدًّا لجشع الطماعين وتدلي بصوتك لمن هو مؤهل بتمثيلك، سيكون مماثلاً لبرلمانات سابقة، سيُسمح فيها بمعارضة شكلية ومرسومة، فلا حياة برلمانية بلا ديمقراطية، ولا ديمقراطية بلا حرية، ولا حرية بلا عدل، والجزائر الآن تفتقد كل هذه المقومات.\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر