النظام السوري يواصل تقدمه في حلب

النظام السوري يواصل تقدمه في حلب

منذ 7 سنوات

النظام السوري يواصل تقدمه في حلب

مئات المدنيين يفرون من شرق حلب مع تقدم قوات النظام\nمعركة حلب قد تفتح الطريق امام حسم الحرب\nحلب: واصلت قوات النظام السوري الاثنين تقدمها داخل شرق حلب وسيطرت على حي قاضي عسكر، تزامنًا مع اعلان روسيا، أبرز حلفاء دمشق، عن محادثات ستجريها مع الولايات المتحدة لاخراج مقاتلي المعارضة من المدينة. \nوفيما يستعد مجلس الامن الدولي لعقد اجتماع بعد ساعات يصوت فيه على مشروع قرار لوقف اطلاق النار في المدينة المدمرة في شمال سوريا، وصفت موسكو مشروع الهدنة بأنه "استفزازي".\nميدانيًا، اورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام وحلفاءها تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على احياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.\nوبحسب المرصد، بات قرابة ثلثي احياء حلب الشرقية تحت سيطرة قوات النظام، بعدما كانت الفصائل المعارضة تسيطر منذ العام 2012 على الاحياء الشرقية فيما تسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية من المدينة.\nوقال مراسل لوكالة فرانس برس في شرق حلب إن السكان عاشوا ليلة مرعبة تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، وانتشرت رائحة البارود في الاجواء. واشار الى ان السكان اقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم ليلا وامتنعوا عن تشغيل المولدات الكهربائية خشية من استهدافهم بالقصف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الارضية ومداخل الابنية مع ارتفاع حدة القصف.\nوبدأت قوات النظام هجومًا في 15 نوفمبر لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وأحرزت تقدمًا ثابتًا خلال الايام العشرة الاخيرة.\nوقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "قوات النظام تخوض الاثنين معارك في حي الشعار تمهيدًا للسيطرة عليه"، موضحاً انها "باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممرًا لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الاحياء الجنوبية".\nوقالت مراسلة لفرانس برس في غرب حلب إن دوي القصف والغارات في الجزء الشرقي من المدينة كان يسمع بوضوح من مكان وجودها الاثنين تزامنًا مع تصاعد اعمدة الدخان من الاحياء الشرقية. \nوبحسب عبد الرحمن، فإن استكمال السيطرة على حي الشعار "يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الاحياء الشرقية"، متوقعًا أن "تبدأ بعدها قوات النظام عملية قضم تدريجي للاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل".\nوبحسب عبد الرحمن، تخوض قوات النظام "عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح اكثر من جبهة في الوقت ذاته، في حي الشعار حاليًا مثلا في وقت تستمر المعارك في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب الاحياء الشرقية، تزامنًا مع هجمات من داخل الاحياء الغربية على حيي بستان القصر وصلاح الدين".\nومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة، وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية.\nودفعت المعارك اكثر من خمسين الف مدني وفق المرصد السوري الى الفرار الى احياء اخرى في المدينة، بعضها تحت سيطرة النظام. وافاد المرصد الاثنين بفرار مئات العائلات منذ يوم امس.\nوأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل 324 مدنيًا بينهم 44 طفلاً جراء قصف قوات النظام على شرق حلب، في حين قتل 73 مواطناً بينهم 29 طفلاً جراء قذائف اطلقتها الفصائل على غرب حلب.\nوافاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل الاثنين بمقتل شخصين واصابة خمسة آخرين جراء قذائف على حي في غرب حلب.\nفي نيويورك، من المقرر ان يصوت مجلس الأمن الدولي بعد ظهر الإثنين على مشروع قرار يدعو إلى هدنة لا تقل عن سبعة أيام في حلب وإلى وصول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين من قوات النظام في أحيائها الشرقية، وفق ما افاد دبلوماسيون الأحد.\nوعملت على نص المشروع كل من مصر ونيوزيلندا وإسبانيا بعد مفاوضات طويلة مع روسيا التي أبدت ترددًا كبيرًا.  \nوعلى الرغم من التنازلات التي قدمتها الدول المدافعة عن مشروع القرار، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سارع الاثنين في مؤتمر صحافي عقده في موسكو الى اعتبار ان "مشروع القرار هو في جزء كبير منه عبارة عن استفزاز ينسف الجهود الروسية الاميركية".\nوكشف عن محادثات قريبة بين الروس والاميركيين حول خروج "كل مقاتلي" المعارضة من حلب.\nوقال "كنا على استعداد للاجتماع في جنيف اعتبارًا من اليوم، لكنّ الاميركيين طلبوا ارجاء المشاورات"، مضيفًا "من المرجح جدا ان تبدأ غدا مساء او صباح الاربعاء بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب".\nوعلى الرغم من عدم مشاركة روسيا في القصف على حلب منذ بدء الهجوم الاخير في منتصف نوفمبر، الا انها شاركت خلال الاشهر الماضية في حملة قصف جوي مكثف الى جانب طيران النظام على الاحياء الشرقية في حلب تسببت بدمار هائل وبسقوط مئات القتلى وبتدمير عدد من المستشفيات، ما اثار تنديدًا دوليًا.\nوقتل 72 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين الاحد جراء غارات روسية "على الارجح"، بحسب المرصد السوري، استهدفت مناطق في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.\nواستخدمت موسكو حق النقض (فيتو) مرات عدة خلال تصويت مجلس الامن على نصوص لوقف القتال في سوريا.\nوينص مشروع القرار الحالي على أن "يضع جميع أطراف النزاع السوري حدًا لهجماتهم في مدينة حلب" خلال فترة أولى مدتها سبعة أيام قابلة للتجديد، وعلى "تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة" للسكان المحاصرين.\nويشير مشروع القرار إلى أن هذه الهدنة الموقتة ستشكل مقدمة لوقف الأعمال القتالية في كل أنحاء سوريا.

الخبر من المصدر