صحف ألمانية: إيطاليا والنمسا ـ شعبوية أكثر أم أقل في أوروبا؟

صحف ألمانية: إيطاليا والنمسا ـ شعبوية أكثر أم أقل في أوروبا؟

منذ 7 سنوات

صحف ألمانية: إيطاليا والنمسا ـ شعبوية أكثر أم أقل في أوروبا؟

اعتبر الكثيرون الاستفتاء على إصلاحات دستورية في إيطاليا استفتاء على شعبية رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وقد صوت 59 في المائة من مجموع الإيطاليين ضد الإصلاحات المقترحة، فيما أيدها أقل من 41 في المائة. وقد بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 65.5 في المائة. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "دي فيلت" المحافظة قائلة:\n"أسقط الإيطاليون ماتيو رينزي، لقد تخلوا عن أكبر فرصة لهم لضمان مستقبل أفضل. لكن المسؤول عن ذلك أيضا هم الأوروبيون ـ هم تخلوا عن رينزي.\nإنها الصدمة القوية الثالثة بالنسبة إلى أوروبا في غضون نصف سنة. بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد، وفوز ترامب يأتي الآن سقوط رينزي. يمكن قراءة خسارة رئيس الوزراء الإيطالي كثالث انتفاضة شعبية ضد المؤسسة السياسية القائمة. وكضربة ثالثة قوية ضد الفكرة الأوروبية، فكرة الديمقراطية الغربية المعتدلة. لكن المسألة معقدة أكثر. إعلان "لا" في إيطاليا له على الأقل دلالتين. إنه يندرج من جهة ضمن نموذج الانتفاضات ضد المؤسسة القائمة. كما أن له دلالة إيطالية غير عقلانية".\nورغم أن مرشح حزب الخضر ألكسندر فان دير بيلين، السياسي المؤيد للاتحاد الأوروبي فاز على منافسه اليميني المتشدد نوربرت هوفر في انتخابات الرئاسة النمساوية أمس الأحد، إلا أن صحفا حذرت من التمادي في الفرحة، لأن اليمينيين الشعبويين فازوا بنسبة كبيرة نسبيا، وكتبت صحيفة "تاغس تسايتونغ" بهذا المعني:\n"مشاعر الفرح ليس لها مكان، لأن عددا كافيا من الناخبات والناخبين اختاروا رجلا وبذلك حزبه الذين اجتاحوا البلاد بموجة من الأكاذيب والكراهية والإهانة الشخصية لكافة الخصوم، ووضعوا الصحفيين في قفص الاتهام. سياسة زرع الفرقة المستمرة لم تفز بالغالبية، لكن لا يحق لنا أن ننسى بأن اليمينيين من حزب الحرية فازوا بنسبة انتخابية كانوا يحلمون بها إلى حد الآن.\nديمقراطيات التعددية، إذا كانت لا تريد الانهيار في مستنقع العنف المستمر الذي يحدثه التيار الشعبوي اليميني مطالبة بإيجاد سبل لمحاربة هذا الأسلوب وحرمانه من الوجود. في كل الأحوال ـ بداية تمت الآن في النمسا. الأحد الانتخابي كان أيضا نوعا من الانتفاضة الصامتة ضد هذا الأسلوب، انتفاضة صامتة لناخبات وناخبين قالوا بصوت العقلانية الخافت لا."\nصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" اعتبرت هي الأخرى أن نتيجة انتخابات الرئاسة النمساوية جنبت أوروبا صدمة إضافية، بفوز مرشح حزب الخضر ألكسندر فان دير بيلين، المؤيد للاتحاد الأوروبي، وذو الميول اليسارية، على منافسه اليميني الشعبوي نوربرت هوفر في انتخابات الرئاسة النمساوية أمس الأحد، وقالت إن ذلك يسمح بتنفس الصعداء، لكن ليس للاسترخاء، معللة ذلك بالقول:\n"الاتحاد الأوروبي يتجنب للوهلة الأولى محنة إضافية، لأن ألكسندر فان دير بيلين بخلاف هوفر أوروبي بقناعة. وبنهجه الليبرالي والمعتدل هو يبني على التوازن ـ وليس على المواجهة. لكن المشاكل الأوروبية تظل رغم ذلك قائمة، لأنه حتى لو أن هوفر لم ينجح في وصول البرج العالي في فيينا، فإن النتيجة التي أحرزها تعكس إشارة. مفادها أن أنصار "حزب الحرية" برهنوا على أنه يجب وضعهم في الحسبان حتى عندما يتعلق الأمر بشغل مناصب عليا".\nأمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.\nتحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.\nمن بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.\nأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.\nأظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.\nالنمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.\nومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".\nوصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.\nأثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.\nشهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.\nرفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.\nأقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة

الخبر من المصدر