آخرها وفاة مشجع «واتفورد».. 3 حكايات عن «متعة» تورث «الحزن»

آخرها وفاة مشجع «واتفورد».. 3 حكايات عن «متعة» تورث «الحزن»

منذ 7 سنوات

آخرها وفاة مشجع «واتفورد».. 3 حكايات عن «متعة» تورث «الحزن»

أي متعة تلك التي يطاردها الناس ويدفعون من جيوبهم ووقتهم وأعصابهم لأجلها، لكنها تصدمهم كثيرا ولا ترد المقابل، بل تورث في بعض الأحيان حزنا وألما؟ إنها كرة القدم.\nاللعبة الشعبية الأولى على مستوى الكرة الأرضية لطالما يذهب وراءها العجائز والصغار في أي مكان وبأي مقابل، حتى إذا قلنا إن ذلك يكلفهم أحيانا حياتهم لن نكون مبالغين.\nبالأمس، توفي مشجع إنجليزي كان يتابع مباراة فريقه في الإستاد، إذ لم يتحمل أن يرى ناديه مهزوما، وسقط متأثرا بالخسارة.\nهنا ثلاث حكايات عن لحظات أليمة لثلاث مشجعين ماتوا وهم يتابعون فرقهم وهي تلعب، تكشف إلى أي مدى تكون كرة القدم اختراعا جميلا وقاسيا في آن واحد.\nوسط نحو 2750 مشجعا لفريق واتفورد الإنجليزي، جلس العجوز الثمانيني راى باتشيلور، في إستاد "هاوثورنس" لمؤازرة فريقه الذي حل ضيفا على ويست بروميتش في الجولة الرابعة عشر من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، لكنه لم يكن يعرف أنه سيخرج من الملعب إلى المستشفى، حيث سيلفظ أنفاسه الأخيرة.\n"راي" البالغ من العمر 83 عاما، ظل طوال حياته مشجعا لواتفورد، النادي الإنجليزي الذي تأسس سنة، وفي المباراة الأخيرة التي أقيمت مساء أمس السبت، لم يتحمل عمره وصحته خسارة فريقه بثلاثة أهداف لهدف.\nتعرض "راي" لسكته قلبية بعد أن شاهد فريقه وهو يتلقى هدفين من ويست بروميتش في الشوط الأول، إذ شعر بتعب شديد، وحاول رجال الشرطة المكلفين بتأمين المباراة إنقاذه، إذ نُقل فورا إلى مستشفى قريب.\nبعد قليل من وصوله هناك لإسعافه، لفظ الرجل العجوز أنفاسه الأخيرة، ليكتب قصة جديدة في قصة الكرة والبشر، والمعاناة التي تأتي بدلا من المتعة، والمتعة التي تأتي من رحم المعاناة.\nوتعهد مشجعو واتفورد بالوقوف دقيقة حداد على روح "راي" في مباراة فريقهم المقبلة أمام إيفرتون، أما النادي فنعى الرجل بعبارات حزينة، معلنا أنهم سيصلون من أجل المشجع الراحل.\nهذه الحكاية معاكسة تماما لما حدث لمشجع "واتفورد" الإنجليزي، إذ أن سبب الوفاة هنا كان "الفرحة" بالانتصار وليس الحزن بالخسارة.\nفي منتصف سبتمبر الماضي، التقى فريق ريال مدريد الإسباني فريق لشبونة البرتغالي في الجولة الأولى من مرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا.\nاللقاء كان صعبا على الريال، برغم أن المباراة أقيمت في معقله "سانتياجو برنابيو"، إذ تقدم الفريق الضيف في الدقيقة 48 من عمر المباراة، وكاد قلب جماهير "الملكي" أن يتوقف لولا أن كريستيانو رونالدو أنقذ فريقه بالتعادل في مرمى فريقه القديم لتصبح النتجية هدفا لآخر، ثم انفجر الإستاد صخبا عندما تمكن ألفارو موراتا من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.\nمنح موراتا ريال مدريد قبلة الحياة، لكن هدفه كان سببا في إنهاء حياة أحد مشجعي النادي ممن احتشدوا أمام المقاهي لمشاهدة المباراة.\nفعندما سجل موراتا هدفه الحاسم، انتفض جماهير ريال مدريد فرحة، وهي في مقهى بضاحية سان فيثينتي ديل راسبيج بمدينة "أليكانتي" الإسبانية، وعندما هموا بالجلوس على مقاعدهم مرة أخرى كان أحدهم قد سقط منهارا من الفرحة.\nالمشجع تعرض لأزمة قلبية بسبب انفعاله الزائد بعد هدف الفوز، وسارع رفقاؤه في عشق "الملكي" لإحضار سيارة إسعاف لإنقاذ حياته، لكن الوقت لم يسعفهم ولم يسعفه.\nليلة السادس عشر من سبتمبر الماضي كانت حزينة وقاسية على نادي الوداد المغربي ومشجعيه، ليس فقط بسبب هزيمة الفريق المغربي من الزمالك المصري برباعية نظيفة في ملعب إستاد برج العرب بالإسكندرية في الدور نصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا، ولكن أيضا لأن هذه الخسارة الموجعة تسبب في وفاة أحد مشجعي الفريق المغربي.\nشاب اسمه "عبد الهادي" كان يشاهد المباراة تليفزيونيا من المغرب، رأى شباك فريقه وهي تستقبل الأهداف البيضاء بلا أي إرادة واضحة من لاعبي فريقه على الرد أو الصمود، فلم يحتمل.\nانفجرت عروق "عبد الهادي" في رأسه، ليكتب الوداد ليلة حزينة للغاية في تاريخه، وإن كان عوضها بعد هذه المباراة بأسبوع عندما خرج بشرف أمام الزمالك وودع البطولة رغم فوزه بخمسة أهداف لهدفين في المغرب، فإن ذلك لم يعيد الحياة لـ"عبد الهادي"، وإن كان بمثابة العزاء لروحه ولمحبي الفريق المغربي.

الخبر من المصدر