تونسية تروي تفاصيل تجربة الموت مع داعش

تونسية تروي تفاصيل تجربة الموت مع داعش

منذ 7 سنوات

تونسية تروي تفاصيل تجربة الموت مع داعش

استطاع "داعش" منذ نشأته استقطاب مقاتلين من مختلف الجنسيات، ليكونوا قربانا لتنظيم اقترن بمشاهد الموت والعنف، في ظل عجز أسرهم عن ردع أبنائهم عن الالتحاق بمعسكرات الإرهاب.\nعائلة سامي السايح هي عائلة فرنسية من أصول تونسية، وهم ضحايا إرهاب "داعش" بعد فقدهم ابنهم الوحيد الذي التحق بالتنظيم في سوريا منذ 28 أبريل 2014، لتتغير حياة تلك العائلة بين ليلة وضحاها.\nتحدثت عزيزة السايح لـRT عن خفايا التجربة الصعبة التي عصفت بعائلتها منذ انضمام ابنها سامي إلى "داعش"، وصولا إلى تسلُّم شهادة وفاته وشريط فيديو يوثق لجنازته.\n"لم أعتقد يوما أنني سأعيش مثل هذه التجربة القاسية"، بهذه الكلمات استهلت عزيزة السايح حديثها، لتستحضر على أثرها تلك اللحظة الفارقة، التي قلبت حياة أسرتها الصغيرة رأسا على عقب، عندما أعلن سامي، الذي لم يتجاوز عمره 21 عاما آنذاك، عزمه على أداء العمرة.\nولم تمانع عزيزة رغبة ابنها في أداء العمرة، بل رافقته إلى إحدى وكالات السفر في منطقة سان دونيس، واشترت له تذكرة سفر إلى السعودية يوم 3 مايو ، لكن لم يدر بخلدها أن تلك التذكرة كانت في الحقيقة غطاء لإخفاء وجهة سفره.\nبيد أن سفره المفاجئ في 28 أبريل عزز مخاوف الأم من التحاقه بتنظيم "داعش"، لتتصل على الفور بالسفارة الفرنسية في تركيا وتبلغها بتوجه ابنها إلى سوريا، لكن السفارة لم تحرك ساكنا، على حد قولها.\nتستكمل والدة سامي حديثها بالقول إن العائلة ظلت على اتصال مع ابنها بعد التحاقه بالتنظيم عن طريق السكايب، وردا على سؤال عما إذا كان سامي أبدى ندما أو رغبة في العودة إلى حضن عائلته، أكدت محدثتنا أنه كان يخبرها أن المشكلة ليست في عدم رغبته بالعودة وإنما في عدم قدرته على ذلك.\n وبعد فترة، بلغهم نبأ موته في حادث سير في منطقة الشدادي بسوريا عن طريق زوجته التي تواصلت معهم وأعلمتهم أيضا بحملها، وكانت الصدمة شديدة الوطأة على الوالدة المكلومة وبناتها الثلاث.\nوبطلب من الوالدة، أرسلت أرملة سامي شهادة الوفاة وشريط فيديو يوثق جنازته، لكن الدوائر الرسمية الفرنسية لم تعترف بوفاته.\nوتوضح عزيزة أنها حاولت الاتصال بالجهات المعنية في فرنسا وزودتهم بجميع الوثائق، التي تثبت وفاة ابنها في سوريا؛ لكن السلطات الفرنسية لم تعترف بوثائق وختم ما يسمى بـ "داعش"، فبقي ابنها حيا في فرنسا رغم موته.\nتسترجع عزيزة السايح أحداث الماضي القريب، عندما ظهرت علامات التطرف على ابنها بعد أن كان مولعا بالغناء، ويعشق كغيره من الشباب رياضة كرة القدم، وحدث ذلك بعد التحاقه بوظيفته الجديدة؛ حيث كان يعمل حارس عمارة وانتقل للعيش في شقته الجديدة بمنطقة "سافران" منحتها له المؤسسة التي يعمل لديها.\nعن تلك الفترة، تروي الوالدة أن ابنها بدأ يتغير شيئا فشيئا إلى حد امتناعه من حضور زفاف شقيقته، فحذرته من المجموعات المتطرفة التي تستغل الشبان بذريعة الدين والشريعة الإسلامية، لكنه طمأنها باستهزائه من هذه الجماعات التي تقاتل في بؤر الصراع بقوله إنهم مجرد مرضى.\n بيد أن هواجس الأم تحولت إلى كابوس عندما علمت بالتحاق ابنها بمعسكرات الإرهاب في سوريا، بعد أن استطاع أحد العاملين معه، والذي يحمل جنسية مالي، غسل دماغه وحثه على الذهاب للقتال.\nوتكشف عزيزة السايح أن منطقة سافران، التي كان يقطنها ابنها، تعدُّ من أكثر المناطق التي ينطلق منها الشباب نحو بؤر الصراع؛ مضيفة أن شبكة كبيرة من الأشخاص تعمل في مجال تجنيد الشباب، ويتقاضون على كل مقاتل 15 ألف يورو.\nلم تعتقد الأم الثكلى أن موت ابنها سيمنحها قوة جديدة لكسب معركتها ضد التطرف، الذي دمر حياة ألوف الشبان والشابات، وأنها ستناضل من أجل توعية الشباب من مخاطر الفكر الإرهابي الذي أصبح ظاهرة عالمية لا يستثني غنيا أو فقيرا، مثقفا أو جاهلا، بل أصبح الجميع مهدد في عقر داره.\n وبعد حادثة وفاة ابنها، انضمت عزيزة إلى جمعية "كتيبة الأمهات" بفرنسا، لتوصل صوتها وتعمم تجربتها كأم مكلومة فقدت ابنها في مناطق النزاع، ولتبرهن أن ما حدث لها ليس وصمة عار عليها؛ لأن عائلات المقاتلين هم أيضا ضحايا الفكر المتطرف والإرهاب العالمي.\nكما أنها ستحارب اليوم من أجل استعادة حفيدتها، التي ولدت في معقل داعش في سوريا، وستسعى بشتى الطرق لجلبها إلى فرنسا وإخراجها من أتون "داعش"؛ لأن الطفلة هي مجرد ضحية ولا ذنب لها في وجودها هناك.\nقدمت عزيزة إلى تونس في زيارة خاطفة، لتتحدث عن تجربتها الشخصية لعل البعض يتعظ من الدرس، ويحول دون توجه الشبان التونسيين إلى مناطق النزاع سواء في سوريا والعراق وليبيا.

الخبر من المصدر