محمود درويش رغم رحيله.. ما زال قادرًا على إزعاج أعدائه

محمود درويش رغم رحيله.. ما زال قادرًا على إزعاج أعدائه

منذ 7 سنوات

محمود درويش رغم رحيله.. ما زال قادرًا على إزعاج أعدائه

منذ شهرين، غادرت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميرى ريغيف حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائى جنوب إسرائيل، احتجاجاً على أداء مغنى الراب العربى تامر نفار أغنية مستمدة من قصيدة شهيرة للشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، قال فيها: «ولكننى إذا ما جعت... آكل لحم مغتصبى... حذار حذار من جوعى... ومن غضبى... سجل أنا عربى»، واعتبرت الوزيرة الإسرائيلية أن هذا المقطع يحرض على اليهود، وقالت: «نعم، تركت المنصة خلال أغنية قصيدة محمود درويش، لأن لدى احتراماً وصبراً كبيرين على الآخر، ولكن لا أملك ذرة صبر على محمود درويش، وعلى كل من يريد تدمير شعب ودولة إسرائيل».\nالشعراء لا يموتون.. فما زال شاعر الحرية محمود درويش قادرًا على إزعاج أعدائه، كما أنه ما زال يمتلك القدرة على إدهاش محبيه، فقد صدر للشاعر منذ أيام كتاب يحتوى مائة قصيدة تحت عنوان «عاشق من فلسطين» باللغة الصينية، وهذه هى الترجمة الأولى لأعمال درويش إلى اللغة الصينية، وأقامت الجامعة التى عملت على ترجمة الكتاب فى الصين، حفلاً بهذه المناسبة حضره عدد كبير من الكتاب والأدباء الصينيين والفلسطينيين، تقدمهم صديق محمود درويش الشاعر الصينى الشهير «بيى داو»، والأديب الفلسطينى محمد على طه، ومسئولون من مؤسسة محمود درويش، وبدأ الحفل بإلقاء قصيدة مغناة للشاعر الراحل بصوت مجموعة من الطلبة الصينيين، تلاه عرض فيلم قصير عن مسيرة محمود درويش الشعرية، كما قرأ أدباء صينيون قصائد بلغتهم الأم كتبوها عن رام الله وفلسطين.\nومحمود درويش صوت الحرية، وصاحب القصيدة المقاتلة يعد من أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب، عرف كأحد أدباء المقاومة والتحمت قصائده بالقضية الفلسطينية، حتى سماه البعض بشاعر الجرح الفلسطينى، له ما يزيد على 30 ديواناً من الشعر والنثر، بالإضافة إلى ثمانية كتب.\nولد محمود درويش عام 1941 فى قرية البروة فى الجليل بفلسطين، ونزح مع عائلته إلى لبنان فى نكبة 1948، وعاد إلى فلسطين متخفياً ليجد قريته قد دمرت، فاستقر فى قريته الجديدة شمالى غربى قريته البروة، أتم تعليمه الابتدائى فى قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوى فى قرية كفر ياسيف.\nانضم درويش إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى فلسطين، وعمل محرراً ومترجماً فى صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفاً على تحرير المجلة، كما اشترك فى تحرير جريدة الفجر.\nاعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفى عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان، حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية.\nشغل منصب رئيس تحرير مجلة شئون فلسطينية، كما ترأس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية فى بيروت، انتخب عضواً فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم مستشاراً للرئيس الراحل ياسر عرفات، كتب إعلان الاستقلال الفلسطينى الذى أعلن فى الجزائر عام 1988، واستقال من اللجنة التنفيذية بعد خمس سنوات احتجاجاً على توقيع اتفاق أوسلو، عاد درويش عام 1994 إلى فلسطين، ليقيم فى رام الله، بعد أن تنقل فى عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس.\nبدأ كتابة الشعر فى المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، ووقد نشر آخر قصائده بعنوان «أنت منذ الآن غيرك» فى 2007، وقد انتقد فيها التقاتل الفلسطينى.\nومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائى لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت فى الجليل، مديح الظل العالى، حالة حصار.\nحصل على عدة جوائز، منها جائزة لوتس، جائزة البحر المتوسط، دروع الثورة الفلسطينية، لوحة أوروبا للشعر، جائزة ابن سينا فى الاتحاد السوفيتى، جائزة لينين فى الاتحاد السوفيتى جائزة الأمير كلاوس فى هولندا، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السورى أدونيس عام 2004.\nتوفى درويش بالولايات المتحدة إثر خضوعه لعملية جراحية للقلب بمركز تكساس الطبى فى هيوستن عام 2008، ودفن بمدينة رام الله فى قصر رام الله الثقافى.

الخبر من المصدر