هل من مُصالحة قريبة مع الإخوان؟.. 5 مؤشرات تسيل لعاب الجماعة وتدفعها للتعلق بـ"قشة ‏التسوية".. ومراقبون: "هناك محاولات للتهدئة.. وعودتهم للنسيج الوطني مستحيل"‏

هل من مُصالحة قريبة مع الإخوان؟.. 5 مؤشرات تسيل لعاب الجماعة وتدفعها للتعلق بـ"قشة ‏التسوية".. ومراقبون: "هناك محاولات للتهدئة.. وعودتهم للنسيج الوطني مستحيل"‏

منذ 7 سنوات

هل من مُصالحة قريبة مع الإخوان؟.. 5 مؤشرات تسيل لعاب الجماعة وتدفعها للتعلق بـ"قشة ‏التسوية".. ومراقبون: "هناك محاولات للتهدئة.. وعودتهم للنسيج الوطني مستحيل"‏

في آواخر عام 2013، كانت مصر أول دولة عربية وربما عالمية تدرج جماعة الإخوان ضمن قائمة ‏المنظمات الإرهابية، بل وتحظر أنشطتها داخليًا وتحدد عقوبات قاسية على كل من ينتمى لها، وتلا ذلك ‏ملاحقات قضائية للكثير من رؤوس وقيادات الجماعة، وصدور أحكام عدة ضدهم ما بين المؤبد والإعدام.\nوبالرغم من كل ذلك، عاشت الجماعة ولازالت على أمل المُصالحة، وجددت كل فترة مبادراتها للعودة مرة ‏أخرى في النسيج الوطني، الذي لفظها بعد ثورة 30 يونيو، وذاق مرارة الإرهاب على إيديها، إلا أن الواقع ‏الحالي يشهد بوجود مؤشرات عدة دفعت هذا الأمل للتجدد بين الفينة والأخرى لاسيما خلال الفترة الأخيرة.‏\nقضية شائكة، ظلت متداولة في المحاكم المختلفة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حتى وضع لها القضاء ‏المصري، أمس الثلاثاء، حدًا ربما يكون مؤقتًا، هي قضية التخابرمع حماس، المتهم فيها الرئيس المعزول ‏و21 قيادي آخر، التي سبق وقضت محكمة النقض فيها بالإعدام والمؤبد عليهم.‏\nإلا أنها قررت إلغاء تلك الأحكام، وإعادة المحاكمة مرة أخرى، وأنقذت رقبة كلًا من المعزول وخيرت ‏الشاطر، ومحمد البلتاجي، وأحمد عبد العاطي، من حبل المشنقة الذي كان ملفوفًا عليهم، بسبب اتهامهم ‏بارتكاب جرائم التخابر مع التنظيم الدولي، وحركة حماس، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله.‏\nوالتقطت الجماعة وتوابعها أنفاسها عقب ذلك القرار، ورحبت حماس به معتبرة أنه تأكيد على أصالة ‏القضية الفلسطينية لدى مصر، ووقوفها على مسافات متساوية من مختلف الأطراف الفلسطينية لتحقيق ‏السلام القريب.‏\nالقرار أعطى أملًا زائفًا للجماعة في المصالحة، لاسيما أنه الثاني على المعزول "مرسي"، فخلال الأسبوع ‏الماضي، قضت محكمة النقض بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق الأخير في قضية سجن وادي النطرون، ‏التي اتهم فيها باقتحام السجون والاعتداء على المنشآت الأمنية والشرطية وقتل ضباط شرطة.‏\nوتضم القضية 129 متهمًا، من بينهم 93 متهمًا هاربًا من عناصر حماس وحزب الله والجماعات ‏التكفيرية وجماعة الإخوان، وكانت المحكمة قد أصدرت في وقت سابق حكمًا بالإعدام على "مرسي" ومن ‏معه من متهمين.‏\nعقب تلك الإلغاءات التي صدرت عن محكمة النقض تباعًا، فجرت صحيفة "الشروق" الجزائرية ‏مفاجأة كبرى، نقلًا عن ما أسمته مصادر قيادية بجماعة الإخوان مقيمة في السعودية، زعمت فيها أن هناك مساع منذ ‏فترة لحلحلة الوضع القائم الأن بين الحكومة في مصر والجماعة.‏\nوأوضحت المصادر بأن الإخوان طرحوا ما أسموه بـ"اتفاق تسوية" وليس اتفاق تصالح، يقتضي تجميدهم للعمل ‏السياسي لمدة 5 أعوام، بحيث لا يشاركون خلالها في أي عمل سياسي حتى الإدلاء بأصواتهم في ‏الاستحقاقات الإنتخابية، ولا يقومون بأي عمل مناهض للسلطة الحالية.‏\nكما ينص الاتفاق وفقًا للصحيفة على أن يتم الإفراج عن القيادات الصغرى وعودة المطاردين إلى ‏منازلهم وأعمالهم السابقة، وسيكون برعاية وضمانات سعودية وعبر أحد رجال الفريق الرئاسي السابق ‏لـ"مرسي"، بحسب تعبيرها.\nوكشفت الصحيفة أن الإتفاق يحمل مزايا للطرفين، أهمها تحسين الوضع الاقتصادي للدولة بعد توجيه ‏جزء كبير من ميزانيتها للقضاء على الإخوان، وإعادة هيكلة الجماعة والقيام بإصلاحات جذرية لن تتم إلا ‏بحالة التجميد لفترة كافية.‏\nوكانت وقائع الإفراج العديدة التي شهدها العام الحالي على بعض قيادات التيار الإسلامي أحد المؤشرات التي ‏دفعتها للتعلق بـ"قشة العودة والمصالحة"، فقد تم إخلاء سبيل الكثير منهم مع اختلاف انتماءاتهم و التهم الموجهة إليهم، ‏كان أبرزهم "حسن الغرباوي" القيادي البارز بالجماعة ‏الإسلامية، وأمير منطقة عين شمس، والمفاجأة الكبرى ‏كانت مع "محمد الظواهري" الذي أفرج عنه خلال 24 نوفمبر الماضي، وأيضًا محمد أبو سمرة، القيادي ‏بتحالف دعم الشرعية، كذلك تم الإفراج عن "مجدي قرقر"، أمين حزب العمل الإسلامي.‏\nوفي مارس الماضي، خرجت محكمة جنايات القاهرة، بقرار مفاجىء، بإخلاء سبيل المتهمين في قضية ما ‏يعرف بـ"تحالف دعم الشرعية"، المنتمي لجماعة الإخوان، ومن بينهم حسام خلف، ‏وفوزي السعيد، وعبدالحميد جاد، ونصر عبد السلام، وحسام عيد، ومحمد الطاهر‎.‎\nالأمر اختلف في تفسيره كثيرون، فالصحف العالمية عولت على أنها محاولة من الدولة لتخفيف حدة ‏الانتقادات التي توجه لها خارجيًا وأنها ترمي الكرة في ملعب الجماعة، إلا أن الأكثر أكدوا على أن فكرة المصالحة ‏مع من تورط في الدماء باتت مستحيلة، كان منهم الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه.‏\nتلك الإجراءات المتتالية، اسالت لعاب الجماعة، ودفعتهم للتصعيد في فكرة مبادرات المصالحة، التي ‏جاءت آخرها على يد "إبراهيم منير"، نائب المرشد العام للجماعة، الذي دعا الأسبوع الماضي، حكماء ‏الشعب المصري و حكماء الدنيا لرسم صورة واضحة للمصالحة بين أطراف الأزمة المصرية.‏\nوزعم أن مبادرته جاءت من أجل تحقيق السلم والأمن لكل الأمة المصرية دون مداهنة أو خداع أو كذب ‏على الناس، مشددًا على أنهم جادون في هذا الأمر وعندها تكون ردود الفعل، وأن هناك شرفاء كثيرون قد ‏يؤدون دورًا مهما خلال الفترة المقبلة.‏\nعلى نفس النغمة، عزف "عماد عبد الغفور" مساعد الرئيس المعزول إبان حكمه، والذي دعا في أول ‏ظهور له بالأمس، للمصالحة الوطنية، وطالب بتقديم تنازلات ودعوة القوى الإقليمية لرعاية المصالحة، ‏ولابد من الوفاق الوطني، لأن الانطلاق إلى أي نهضة يحتاجه بشدة- وفقًا له.\nوعن تلك المؤشرات يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الحكم على فكرة وجود ‏المصالحة لا يتم من خلال أحكام القضاء، لأن الحيثيات التي تخرج ملاحقة لأي قرار قضائي توضح ‏مبرراته المنطقية، ولا يمكن التعويل عليها، لأن الستار لم ينزل إلى الآن في قضايا عدة لازالت منظورة.‏\nويشير في تصريحات خاصة، إلى أن فكرة المصالحة بشكل عام مع الجماعة لن تحدث، لكن قرارات ‏إخلاء السبيل لذلك العام، خصت بعض الأحزاب المتحالفة معها، وليس القيادات التاريخية التي يعد ‏الإفراج عنهم مستحيل وكارثي، لأنهم يشبهون رؤوس الأفاعي التي لا آمان لها، وهو ما تعلمه الدولة ‏جيدًا.‏\nوفرق سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، بين المصالحة ومحاولات التهدئة وتسوية الوضع بشكل ‏عام، لأن الأولى تعني عودة الجماعة للعمل السياسي والدخول في مجلس الشعب وانتخابات المحليات ‏وإقامة مؤتمراتهم ومكاتب الإرشاد، وهو أمر لن تقبل به الدولة ولا النظام الحالي بأي شكل بعد تورط ‏الجماعة في العنف.‏\nويضيف: "لكن مساعي التهدئة مختلفة إلى حد كبير، لاسيما أن المنطقة تعتبر على فوه بركان، وربما ‏تحتاج بعض دول الخليج الجماعة في صد النفوذ الإيراني الشيعي، ورغبة مصر في عدم التصعيد ضد ‏حماس من أجل القضية الفلسطينية فقط"، مشيرًا إلى أن تلك المساعي تتمثل في تهدئة الملاحقات الأمنية، ‏والإفراج عن بعض مؤيدي ومتعاطفي الجماعة ممن لم يتورطوا في العنف.‏\nويوضح في تصريحات خاصة، أن إعادة المحاكمات خير دليلًا على أن القضاء المصري غير مُسيس، بل ‏أنه يأخذ أقصى عقوبة في أول درجة، ويترك المساحة للجميع للاستئناف والنقض وإعادة المحاكمة، وهو ‏نفس الأمر الذي حدث مع رجال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وليس "المعزول" فقط.‏

الخبر من المصدر