تنظيم الدولة الإسلامية: كيف يحصل على أسلحته من الغرب؟

تنظيم الدولة الإسلامية: كيف يحصل على أسلحته من الغرب؟

منذ 7 سنوات

تنظيم الدولة الإسلامية: كيف يحصل على أسلحته من الغرب؟

"رائحة الحرب تفوح" من الفلوجة بعد تنظيم الدولة الإسلامية\nالإندبندنت: تنظيم الدولة الإسلامية ينشر فرق الإعدام في الفلوجة\nالدانمارك تدين صانع بيتزا بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية\nالصراع في سوريا: ضربات جوية على بلدة العشارة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"\nالغارديان: النتائج السلبية لسقوط تنظيم " الدولة الإسلامية" السريع\nالفلوجة: كيس الطحين بـ 850 دولارا تحت تنظيم "الدولة الإسلامية"\nتغير ملامح جامعة الموصل تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية\nتنظيم الدولة الإسلامية يحقق تقدما على المعارضة السورية بالقرب من حدود تركيا\nمقاومة "شرسة" من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الفلوجة...في 15 ثانية\nهجوم مباغت لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة هيت غربي العراق\nتحمل الذخيرة علامات تشير إلى مصدرها\nترسل الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية أسلحة ينتهي المطاف بها إلى الوقوع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق المجاور، فكيف يحصل التنظيم عليها؟\nذهب جيمس بافين وفريق صحفي صغير بحرص شديد إلى أحد المساكن في بلدة قره قوش، التي لا تبعد كثيرا عن الموصل في العراق.\nوعبر الفريق دربا طويلا ملطخا بالدماء عند مدخل المسكن ثم عثروا في الداخل على سترات ناسفة شبه جاهزة للاستخدام تؤكد ما تقوله جماعة مسلحة محلية أن هذا المكان كان يستخدمه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.\nويتبع فريق التحقيق منظمة "بحوث تسليح الصراعات"، وهي منظمة مستقلة مقرها بريطانيا تهدف إلى تعقب حركة الأسلحة والذخيرة على مستوى العالم.\nولا يحمل المحققون سوى مدونة وكاميرات خلال مهمة التحقيق والتعقب.\nولا تزال توجد ملابس وبقايا حياة خلفتها أسرة كانت تسكن المنزل يوم ما. لكنهم (الفريق) وجدوا في غرفة خلفية ما كانوا يبحثون عنه، إنها صناديق ذخيرة فارغة.\nودوّن الفريق ملاحظات إلى جانب التقاط الصور لتسجيل تفاصيل المشهد خلال مهمتهم التي تركز على معرفة كيف تقع الأسلحة في اليد الخطأ.\nويفسر بافين قائلا : "لايزال المجتمع الدولي يغض الطرف عن حقيقة تغيير مسار الأسلحة إلى المناطق المتضررة بالصراع".\nويمكن فحص مؤن الذخيرة لمعرفة طريقة استخدامها، لكن الصناديق الفارغة كانت أكثر نفعا من حيث أنها تحمل أرقاما مسلسلة وأرقام شحن.\nويسجل الفريق هذه المعلومات في قاعدة بيانات على نحو يفضي إلى تتبع كيفية نقل هذه المواد من المصنع الذي صنعت فيه حتى وصولها إلى بؤرة منطقة الصراع.\nتعتبر بلدة قره قوش، التي تقطنها غالبية مسيحية، مسرحا لدمار كبير، فالأبنية تهدمت فضلا عن خراب الطرقات وانهيار أبراج الكنائس.\nأصبحت الشوارع هادئة على نحو مخيف، وهجر جميع السكان منازلهم عندما جاء تنظيم الدولة الإسلامية. وخلال معركة استعادة الموصل الشهر الماضي طُرد التنظيم بالكامل من المنطقة.\nوتجوب في النهار دوريات محلية مؤلفة من عناصر مسلحة مسيحية في البلدة، لكن في الليل يقولون إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يعودون أحيانا.\nعثرت القوات العراقية على كمية كبيرة من الأسلحة بعد استعادة مواقع كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية\nوأثناء زيارتنا لكنيسة، وصل ثلاثة من المصلين في زيارة قصيرة، يتذكرون جيدا المرة الأخيرة التي حضروا فيها للمشاركة في آخر صلاة جمعتهم داخل المبنى في الساعة الرابعة عصرا يوم السادس من أغسطس/آب عام 2014.\nفبعد أن فروا إلى أربيل عادوا لفترة قصيرة ليقفوا على مشهد ما تبقى في البلدة.\nكانت الصور التي تحيط بمذبح الكنيسة قد تمزقت فضلا عن تصدع بناية المكان. وعثر الفريق داخل بهو الكنيسة على دليل يشير إلى أن المكان كان يستخدم كمصنع للأسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية.\nوشوهدت أجزاء صواريخ مبعثرة على أرضية المكان، وعلى مقربة من وعاء مواد كيمائية عثر الفريق على "وصفة" مكتوبة بخط اليد لعمل مزيج من المتفجرات.\nدأب تنظيم الدولة الإسلامية على صناعة كميات كبيرة من الأسلحة في المناطق التي سيطر عليها فضلا عن إنشاء مصانع لإنتاج قذائف الهاون اليدوية، لكن ثمة أدلة أخرى تشير إلى وجود مواد حصلوا عليها من الخارج.\nوجد الفريق أكياسا لمواد كيمائية صناعية حول مقاعد الكنيسة، وكان الفريق قد شاهدها من قبل، إنها تباع في السوق المحلية في تركيا، لكن ثمة أدلة تشير إلى وجود كميات كبيرة منها وقعت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.\nوقال بافين :"عندما ننظر إلى الأسلحة البدائية والمتفجرات يدوية الصنع، نعرف أنهم كانوا يشترونها بكميات كبيرة من السوق التركية بالأساس".\nوأضاف : "تصل شبكات الشراء إلى جنوبي تركيا، ويبدو أن ثمة شبكة علاقات قوية جدا تجمعهم بموزعين كبار".\nتدخل الأسلحة والذخيرة إلى سوريا عن طريق مسارات من تركيا\nوفي بعض الحالات عثر فريق التحقيق على أدلة شراء كميات تتراوح بين 3 آلاف و 5 آلاف لأكياس تحمل نفس الرقم.\nويقول :"أحدهم ذهب واشترى نصف كمية المخزون للمصنع".\nلم يكن تنظيم الدولة الإسلامية يعاني من مشكلة تتعلق بتسليح نفسه، ويشير عمل الفريق إلى أن ذلك ربما بفضل الأسلحة التي كانت ترسل إلى منطقة الصراع.\nتعتبر تجارة الأسلحة عالما غامضا، غير أن فريق بافين عثر على دليل يشير إلى مصدر ذخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية.\nخلال المرحلة الأولى من الصراع، كانت معظم الأسلحة تصادرها القوات العراقية والسورية في ميدان المعركة، لكن اعتبارا من نهاية عام 2015، بدأ الفريق يرصد مصدرا آخرا مهما.\nوتمكن الفريق من تتبع مصدر صناديق ذخيرة منتجة في مصانع في دول أوروبا الشرقية.\nواتصل الفريق بالدول المصنعة وطلب معلومات تفيد في معرفة إلى أي جهة بيعت هذه المواد.\nوتبين أن المواد بيعت بشكل قانوني إلى حكومتي الولايات المتحدة والسعودية، ثم جرى شحنها إلى تركيا.\nوكان مقصدها شمالي سوريا والجماعات المعارضة (التي تدعمها الولايات المتحدة والسعودية) التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.\nيحصل تنظيم الدولة الإسلامية على أسلحته بمصادرتها من قوات المعارضة التي تقاتل بشار الأسد\nولم يكن الغرض الأساسي أن تصل هذه الذخيرة إلى أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، لكن شيئا ما يحدث أثناء طريقها ويغير مسارها.\nعثر على هذه الذخيرة في تكريت والرمادي والفلوجة وحاليا الموصل، وجميع هذه المناطق استخدمت لمحاربة القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة.\nوكانت السرعة التي يحصل بها تنظيم الدولة الإسلامية على هذه المواد مذهلة، بحيث كانت المدة الفاصلة بين خروجها من المصنع وحصول اتنظيم المتشدد عليها لا تزيد عن شهرين فقط في بعض الأحيان.\nولعل أكثر حالات التشابه لمشكلات تحويل طرق إمدادات الأسلحة ونقلها هو الدعم الذي كانت تقدمه الولايات المتحدة ودول أخرى للمجاهدين خلال قتالهم الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي.\nوكانت الأسلحة ترسل إلى جماعات معينة توافق عليها الاستخبارات الأمريكية وتخضع لتنظيم من جانب الاستخبارات الباكستانية، وأحيانا كانت تجد طريقها إلى أيدي جماعات أخرى تحارب الاتحاد السوفيتي تتبني نهجا أكثر تشددا، كان من بينهم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق.\nأما الوضع الراهن فهو يتسم بالتعقد ويثير الحيرة مقارنة بالوضع في أفغانستان، حيث يتداخل الصراع في العراق وسوريا، كما تداخل الأمور بالنسبة للجماعات التي تقاتل بالوكالة.\nويعتقد بافين أن تحديد طريق الأسلحة يمثل مقدمة لمنع تحويل مسارها.\nوأضاف :"بإمكاننا الرجوع إلى الجهة المصنعة وأن نقول لهم هذه أسلحتكم ونعرف أنها بيعت بشكل قانوني، غير أن العميل المستورد منكم غيّر مسارها بدون إذن. لذا لديكم مشكلة ويتعين عليكم أن تفعلوا شيئا".\nوتوجد أدلة على الدمار الناتج من استخدام الاسلحة في كل مكان في العراق وسوريا. ولن يكون السعي للحد من تدفقها أمرا سهلا طالما تدعم دول في الخارج جماعات تقاتل بالوكالة.\nوفي خضم فوضى هذا الصراع لا يوجد ما يضمن معرفة أي طرف ستقع هذه الأسلحة في يده وكيف سيستخدمها.

الخبر من المصدر