من احتلال الحرم المكي إلى احتلال الموصل!

من احتلال الحرم المكي إلى احتلال الموصل!

منذ 7 سنوات

من احتلال الحرم المكي إلى احتلال الموصل!

اهتز العالم الإسلامي في 20 نوفمبر قبل 37 عاما بحادثة مأساوية تمثلت في استيلاء جهيمان العتيبي مع عدد كبير من أتباعه المسلحين على الحرم المكي، ما تسبب في مقتل الكثيرين.\nالسعودية.. مقتل عسكري بنيران شخص مجهول في تبوك\nويمكن القول إن ظاهرة التطرف، والفتنة في تجلياتها الدموية العنيفة، هي أبعد من "داعش" وأقدم من "القاعدة" ومن جميع التنظيمات المشابهة المعاصرة. إنها بركان ينفث حممه بين الحين والآخر، محيلا عالم الإسلام الأخضر إلى الأحمر القاني.\nبدأت تلك الواقعة الغريبة والخارجة عن أي سياق ديني أو أخلاقي فجر يوم 20 نوفمبر 1979، حين اقتحم أكثر من 200 شخص مدجج بالسلاح الحرم المكي، ناشرين الرعب والموت، تقودهم أوهام ما أنزل الله بها من سلطان عن ظهور مزعوم للمهدي المنتظر.\nجهمان العتيبي، رأى أن صهره ويدعى "محمد بن عبد الله" تجسيدا لما ورد عن الإمام المهدي، فحمل واشياعه السلاح عام 1400 هجرية، مع بداية قرن هجري.\nتلك المصادفات، تحولت إلى مخطط كبير، هُرب السلاح إلى المسجد في توابيت، ثم انقض هؤلاء ودخلوا الحرم المكي معلنين مبايعتهم لمحمد بن عبد الله القحطاني باعتباره المهدي المنتظر والآمر الناهي.\nسارع المسلحون إلى إغلاق الأبواب خلفهم، وسدوا منافذ الحرم المكي وقتلوا الحراس وتحصنوا في أرجاء المسجد، واعتلى بعضهم مآذن الحرم وأطلقوا النار على القوات التي جاءت لإخراجهم منه، وأصبح المصلون والعاكفون رهائن بداخله.\nبقي المسلحون مسيطرين على الحرم المكي، محاصرين من خارجه لأسبوعين، وفي صباح 4 ديسمبر بدأت قوات الحرس الوطني السعودي، بحسب البيانات الرسمية، عملية واسعة لتحرير الحرم المكي، تواصلت ساعات طوال، وبحلول المساء تمكنت من القضاء على القناصة وتحرير الرهائن وتطهير الحرم من المسلحين.\nوأسفرت المعركة، بحسب البيانات الرسمية، عن مقتل 28 من المسلحين، بما فيهم المهدي المزعوم محمد القحطاني، وإصابة 17 من قوات الأمن والمصلين، ووقع باقي المسلحين في قبضة السلطات، ومن بينهم جهيمان العتيبي.\nجهيمان ومن تبقى من عصابته نفذ في مجاميعهم حكم الإعدام في أربع ساحات بمدن مختلفة بالبلاد، لتنطفئ تلك الفتنة التي اشتعلت في غفلة من الزمن، ثم دارت الأيام وظهر ما يشبهها في بقاع أخرى متعددة، وكل طور زاد عما قبله ضلالا وعنفا.

الخبر من المصدر