«شجَّرها».. حلم «عمر» لزراعة 90 مليون شجرة فاكهة تقدم مجانًا للمارة

«شجَّرها».. حلم «عمر» لزراعة 90 مليون شجرة فاكهة تقدم مجانًا للمارة

منذ 7 سنوات

«شجَّرها».. حلم «عمر» لزراعة 90 مليون شجرة فاكهة تقدم مجانًا للمارة

بلغ التوت أشده وباتت ثماره تجذب المارة والأطفال، يجتمعون حول الشجرة يحاولون نيل نصيبهم من بهجتها وظلها، فتظلهم بأوراقها من حرارة الشمس، ويتلذذون بمذاقه الطازج وحباته الناعمة، مشهد وقف أمامه المهندس عمر الديب متسائلًا: "لما لا تكون جميع أشجار الزينة أشجار ًا مثمرة تنعم على المارة بثمارها فتروي جوعهم وتحميهم من حرارة الشمس؟"، فكرة بدأت بتساؤل حتى نجح في جعلها مبادرة تضم مئات الشباب من مختلف المناطق في محاولة لتشجير مصر تحت هدف واحد وجعل "الأشجار ذات فائدة مزدوجة ظل وطعام".\n17 أبريل 2016 بدأت المبادرة ورحلة طويلة قادها "عمر" مهندس البترول الذي حول شجرة عابرة على الطريق إلى مطعم مجاني للمارة، ويمكننا الوقوف على مراحل المبادرة وما وصلت له فى التقرير التالي..\nيقول "عمر": بحكم تخصصي في مجال البيئة وحصولي على دبلومة هندسة البيئة من جامعة القاهرة عام 2014، وبحثي الدائم عن العمل التطوعي، كان نفسي دايمًا أفيد الناس بالذات الغلابة اللي مش معاها فلوس، وفكرت بشكل فعلي فى استغلال المساحات الكبيرة الفاضية في شوارع مدينة العبور عن طريق زراعة أشجار مثمرة الناس تاكل منها، وإن الناس هم اللي يزرعوا بإيدهم معايا ونكون إيد واحدة علشان يحسوا بقيمة اللى بيعملوه وتكون صدقة جارية.\nويضيف: فكرة إنهم يزرعوا بإيدهم بجانب إنها صدقة هيحافظوا على الأشجار وهيبقى عندهم حافز كبير لزراعة أشجار كتير، والاطفال هيتعلموا مننا ونغرس فيهم حب الزراعة والحفاظ على البيئة من التلوث.\nوعد أهداف المبادرة قال "عمر" إن زراعة شجر مثمر في جميع مدن ومحافظات مصر مثل البرتقال والليمون والتوت والنبق والنخيل والمورينجا، تعد صدقة جارية تعود بالنفع علي كل من يشارك في هذه المبادرة، بجانب تنمية الوعي البيئي لدي جميع فئات المجتمع المصري، والمساهمة بقوة في حل ظاهرة التغيرات المناخية، توحيد الهدف البيئي عن طريق مشاركة جميع الخبراء والشباب المؤمن بقضايا البيئة.\nوصل عدد الأشجار الذي نجحت المبادرة في تنفيذها إلى الآن لما يزيد على 3700 شجرة، إلا أن فريق المبادرة يطمح إلى  زراعة 90 مليون شجرة مثمرة حتي عام 2030، وإقامة 27 مجمعًا بيئيًّا متكاملًا في محافظات مصر بجانب مشاركة الحكومة في تنفيذ سياسة التنمية المستدامة مصر 2030.\nمن ضمن النباتات التى حرصت المبادرة على زراعتها نبات مورينجا نظرًا لفوائده المتعددة في علاج العديد من الأمراض، وذلك لاحتوائها على العديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، حتى إنه تم عمل بروتوكول تعاون مشترك بين مبادرة شجرها والجمعية العلمية المصرية للمورينجا (بالمركز القومي للبحوث) للاستفادة من زراعة هذا النبات.\nلم يتوقف حلم المبادرة عند هذا الحد، حيث تم تنظيم أول إيفنت من نوعه في مصر والشرق الأوسط يتم للتوعية الصحية، عن طريق عمل آيس كريم صحي مفيد يحتوى على نبات المورينجا الذي له العديد من الفوائد، وكذلك تمت زراعة حوالي 15 شجرة مورينجا وتوزيع بذوره على المشاركين فى الإيفنت لزراعته أمام منازلهم. \nالزراعة المائية الحديثة (هيدروبونيك) في البلكونة\nويتابع "عمر" الحديث عن مبادرته قائلًا: "أتيت بنموذج الهيدروبونيك - زراعة مائية بدون تربة - ووضعته في بلكونتي الخاصة لكي تكون نموذجًا للزراعة في البلكونات، وقد أثبت هذا النموذج نجاحه حيث تمت زراعة العديد من أصناف النباتات فيه مثل الملوخية والجرجير والبقدونس والشبت والكرفس والريحان والمورينجا".\nبدأت الفكرة مع المهندس عمر بشجرة واحدة وتطورت إلى أن وصلت للبحر الأحمر والشيخ زايد وكفر الشيخ وتزداد النباتات والأشجار ويزداد معها الخير، فتصبح كل شجرة رزقًا لكل جائع وصدقة جارية لزارعها.

الخبر من المصدر