دونالد ترامب.. هل سيلعب معنا..؟ أم سيلعب بنا..؟ (2/1)

دونالد ترامب.. هل سيلعب معنا..؟ أم سيلعب بنا..؟ (2/1)

منذ 7 سنوات

دونالد ترامب.. هل سيلعب معنا..؟ أم سيلعب بنا..؟ (2/1)

اقرأ أيضا: مصر المحروسة بين حجر رشيد.. وسائق التوكتك (٢/٢) مصر المحروسة بين حجر رشيد.. وسائق التوك توك(١/٢) فهمي الإمام .....الفارس الذي فقدناه إنقلاب تركيا وبنك الأهداف المختلفة الشعوب حين تقاوم السقوط\nالنجاح الساحق الذي حققه دونالد ترامب  ليس إلا اعتذارا  ورد اعتبار لخطيئة الديموقراطية التي جاءت من قبل برجل أسود من أصول إفريقية  ليسكن البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة ولو كان متوشحا بوشاح الحزب الديموقراطي , ولعل تصريحات  "ترامب " أثناء الحملة الانتخابية وبعدها تؤخذ مأخذ الجد في عواصمنا العربية بعدما كشف الوجه الصبوح للسيدة "أمريكا " الذي ظل العرب مدة طويلة يتغزلون في جماله ويغضون النظر عما فيه من بثور وتجاعيد وبشاعة \nعلى مستوى التاريخ وهو الذاكرة الحية للأمم ومحتوى أسرارها تعلمنا دروسه  القريبة التي لا تنسي  أنه لا أحد في المنطقة كلها قدم للولايات المتحدة الولاء  المطلق والذي كان بغير سقف أو حدود,  قدر ما فعل شاه إيران,  غير أنه في مقابل هذا الولاء  لم يأخذ في مقابله غير الهوان بغير حدود لدرجة أنهم ضنوا عليه بفرصة للعلاج في آخر أيامه ومنعوه من دخول الولايات المتحدة ,  وزادوا في إهانته وهوانه حتى رفضوا أن يمنحوه قبرا يدفن فيه بعد الممات,  وكذلك يفعلون دائما مع كل من خدمهم وضيع أهله ووطنه وضحي بكل شيء ، بينما في المقابل لا يوجد بلد قدم الولاء لإسرائيل, وبغير حدود ولم يأخذ في مقابله غير الهوان بغير حدود مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث الاختراق الإسرائيلي لكل مؤسسات الدولة الحاسة منها وغير الحساسة بما في ذلك الهواتف الخاصة في البيت الأبيض حتى قيل: إن الولايات المتحدة تأخذ قراراتها من تل أبيب, \nومن دروس التاريخ الحديث والتي لا تنسي  أن  الرئيس الأمريكي بيل كلينتون  عندما أراد أن يضغط على نتنياهو لقبول بعض الشروط في محادثاته مع الفلسطينيين ورفض نيتياهو هدده كلينتون وقال له سأطلق عليك العرب,  فرد نيتنياهو قائلا وأنا سأحرق واشنطون , وبعدها كان حفل تأديب بيل كلينتون بفضيحة مونيكا لوينسكي . \nدرس آخر كان هذه المرة لباراك أوباما فعندما جاء إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية كان يرى أن كل الرؤساء الذين سبقوه في البيت الأبيض لم يبذلوا جهدا خالصا وكافيا لحل الصراع  الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وتبنى أوباما بذل جهد كبير في سبيل حل القضية على هذا أساس  , غير أن نيتنياهو أيضا كان له بالمرصاد وأفشل مسعاه.  ثم كانت عقوبة الحزب الديموقراطي كله بفوز دونالد ترامب الساحق وسيطرة الجمهورين على البيت الأبيض والمجلسين ,   وبرغم كل هذا ننسي نحن التاريخ ودروسه, البعيد منها والقريب , ونسيان التاريخ بدروسه وعبره خطير لأنه فقدان للذاكرة في الماضي وجنون يضيع  معه وبسببه الحدود الجغرافية للوطن في الحاضر . ثم هو في الوقت ذاته يجعل صاحبه في حالة غياب عن الواقع يتم بموجبها الفصل في حاضره ومستقبله دون أن يستشار أو يكون له رأي وهذه حالة غياب معنوي صورها جرير في هجائه لقبيلة "تيم" في عصور سالفة حتى نعاها وهي لا زالت حية بقوله: \nويقضى الأمر حين تغيب تيم .....ولا يستأمرون وهم شهود. \nوبعيدا عن سيطرة فكرة المؤامرة على العقل العربي المسلم، والتي تشكل هاجسا ودافعا لتأويل كل حدث , نؤكد أولا: أنه لا مؤامرة، لأن المؤامرة لا تكون إلا في خفاء,  وما حدث ويحدث في منطقتنا ليس في الخفاء ، وإنما هو في العلن , وكما يقولون في المثل العربي "على عينك يا تاجر" وهو مثل يضرب للممارسات الفاجرة التي يمارسها أصحابها بوقاحة وفي غير خجل أو تستر, ودون اعتبار لأحد. , \nثانيا: أن التوصيف الحقيقي لما يحدث إنما هو عدوان واضح، ومن السذاجة السياسية أن نسميه مؤامرة , لأن وصفه بأنه مؤامرة يرفع عنه يقين الوصف بالعدوان السافر ليدخل به في منطقة الخفاء , والخفاء منطقة ضبابية يسود فيها الشك,  ومن الصعب وصف ما يحدث فيها علي سبيل اليقين بغير دليل.      \nثالثا: الكوارث الكامنة هي المخططات التي يعدها لك أعداؤك ويضعونها في الخزائن المغلقة إلي أن يأتي وقت تفعيلها وتطبيقها على الأرض، ولقد كانت خطة شارون في الثمانيات من القرن الماضي ـــ وهي خطة تهدف إلى تقسيم المنطقة وإعادة ترسيم حدودها من جديد- واحدة من هذه الكوارث, ولكن تأجل تنفيذها لأن السادة الزعماء الذين يعيشون تحت وصاية الكبار قد حققوا المطلوب وقاموا بالواجب وزيادة، ولذلك كان من العبث طرح الخطة للتنفيذ.\nرابعا: تعودت الدول الكبرى وبخاصة أمريكا أن يلعبوا معنا شعوبا، وحكاما، وحكومات، ويبدو أننا كأنظمة نستمتع بهذا اللعب حتى أدمناه , فوضعنا أنفسنا تحت وصايتهم حتى لا نحرم من بركات توجيهاتهم ,  وبداية اللعب معنا ليست جديدة ,وإنما بدأت بعد سقوط الخلافة العثمانية بثلاثة أنواع من الإقصاء: السياسي ,والتشريعي , والثقافي.   \nالإقصاء السياسي بفصل الدين عن الدولة وإبعاد الإسلام عن منصة الحكم والتوجيه, وحتى يتم هذا الفصل ويبرر ويستكمل تم اختطاف بعض المصطلحات العظيمة وإهانتها وتحقير معناها وتنفير الناس من مجرد ذكرها كنموذج (مصطلح الدولة الإسلامية) و(مصطلح الجهاد) و(مصطلح الشريعة). \nوالإقصاء التشريعي بإقصاء الشريعة عن منصات التشريع والقضاء واستبدالها بالقوانين الوضعية.\nوالإقصاء الثقافي بدأ بإبعاد اللغة العربية الفصحى واستبدالها بالعامية في كل وسائل الثقافة والإعلام صحفا ومجلات وإذاعات وفضائيات وتوسيع دوائرها في كل مجالات الأدب , الشعر والنثر والرواية والقصة,  والتشجيع عليها ورصد الجوائز لمن يكتبون بها.\n أدوات الكبار في اللعب معنا كثيرة ومتنوعة , بعض هذه الأدوات تملكها الدول الكبرى وهي تحت يدها وفي قبضتها، ويمثلها معاهد أبحاث تعنى بالدراسات الاستشراقية ,  والسياسية , الاستراتيجية الخاصة بالشرق الأوسط , وهي معاهد تابعة لمراكز القرار وممولة من الجهات السيادية , وبعضها تشتريها من  داخل بلادنا وعمق أراضينا، وبعض هذه الأدوات يستأجرها الكبار ويدفعون إيجارها ، وهؤلاء يشكلون كتائب ثقافية تتكون من صحفيين وروائيين وفنانين وممثلين ومطربين وشعراء وأدباء وجميعهم يمثلون  الذراع الثقافي الذي يمهد الأرض لمشروعات الكبار ويخدم على توجهاتهم , وبعض هذه الأدوات  يقدم نفسه للآخرين هدية بلا ثمن، إما تزلفا بترخص، من باب التسويق للمؤهلات وعرض البضاعة وتقديم العينة تمهيدا وإغراء بالشراء، وإما بغباء وحماقة يدفعها حماس عشوائي أهوج  يتصرف من وحي اللحظة , ولا ينظر لمآلات الأمور. \nوكانت نتيجة هذا الإقصاء وجود أجيال من النخب الثقافية كارهة لكل ما يمت للإسلام بصلة, ومستعدة كل الاستعداد أن تتخلى عن أي مبادئ في سبيل إقصاء كل ما هو إسلامي , وقد سيطرت هذه النخب على كل مراكز القرار,  كما سيطرت على كل وسائل الإعلام وصياغة الرأي العام , فما حررت وطنا ولا حمت كرامة للبشر ,و لا استقلت في قرارها الاقتصادي, بل رهنت إرادة البلاد وشردت العباد فأفقرت الغني  وأماتت الفقير وسحقت الطبقة الاجتماعية الوسطى التي تعتبر رمانة الميزان الاجتماعي ومركز التوازن والاتزان وضاعت ثروات الأمة لحساب مصانع السلاح وعشقا في الولايات المتحدة , ثم تلاشت حدود الوطن بنظرية الفوضى الخلاقة التي استحدثتها الولايات المتحدة لتعيد من جديد ترتيب المنطقة وفق مصالحها هي دون اعتبار لمن أعطوها كل الثروة وكل الولاء وكل الثقة, وكانت النتيجة أنها قربت إيران وأبعدتهم , وتفاوضت معها وغابوا هم , ورفعت الحظر عن 80  مليار دولار كانت مصادرة  كأموال لدولة راعية للإرهاب, بينما شرعت لهم قانون جاستا وورطتهم  في حروب داخلية عبثية تأكل ما تبقي من قوة , وتستنفد ما تبقى من جهد, وتقطع بين الأخوة ما تبقي من أرحام ووشائج .\nولا يزال أبناء العم سام يلعبون معنا, ثم جاء ترامب بطموح أكبر , ويريد أيضا أن يلعب بنا,  ثم يلعب فينا ,  فما هي أدواتهم المستخدمة في اللعب معنا واللعب بنا , واللعب فينا إن استطاع إلى ذلك سبيلا.  ومن ثم وجب علينا أن نعرف وأن نستعد وأن نرد وأن نصد ....وإلا..... فعليكم السلام…. أيها العرب. 

الخبر من المصدر