أمين عام الفتوى لـ "محيط ": جهاد النفس أولى من إراقة الدماء(2ـ2)

أمين عام الفتوى لـ "محيط ": جهاد النفس أولى من إراقة الدماء(2ـ2)

منذ 7 سنوات

أمين عام الفتوى لـ "محيط ": جهاد النفس أولى من إراقة الدماء(2ـ2)

- الإفتاء تجهز لأول موسوعة فقهية لتفكيك أفكار المتطرفين\n- قضايا الأسرة والتعاملات تحتاج إلى جهد أكبر من علماء الدين\n- شيخ الأزهر لم يهاجم مؤسسة الإفتاء ويعاملنا جميعا كأولاده\n- نلتقي بوفود من فرنسا وأمريكا الجنوبية لتفعيل توصيات المؤتمر العالمي للإفتاء\n- نحن في مجتمع شديد التغير والتطور.. ومن لا يتجدد يتبدد\n- وحدة مكافحة الإرهاب تعمل منذ سنة لرصد أفكار المتطرفين\n- الجهاد ليس كله جهادا بالسيف وجهاد النفس أولى من إراقة الدماء\n يستكمل د. خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية في الجزء الثاني من حواره الذي أجراه مع شبكة الإعلام العربية ” محيط ” حديثه عن فوضي الإفتاء الديني وكيفية تطبيق توصيات مؤتمر الإفتاء الثاني الذي عقد مؤخرا.\nويفتح الشيح خالد صدره ليحدثنا عن موقف دار الإفتاء من كلمة شيخ الأزهر وكيف تقبلتها الدار ، والسياسيات الخاصة التي تخص صناعة الإفتاء وإلي التفاصيل :\nبدت كلمة شيخ الأزهر في مؤتمر الإفتاء الأخير وكأنها هجوم علي الإفتاء وبينت غصة في نفسه من بعض القضايا التي تصدت لها الدار منذ فترة.. فما هو تقيمك لكلمته ؟\nنحن نتعامل معه كوالد فهو أكبر مرجع فقهي للمسلمين بالعالم, فنحن سمعنا كلمة الإمام في المؤتمر الأخير من والد يحفز أبناءه, ليس بدار الإفتاء فقط و إنما في جميع مؤسسات الدولةً والهيئات المعنية بالإفتاء ونحن متفقين معه في ذلك.\nفهو أثار قضايا الأسرة وتعدد الزوجات وهذه القضية تحتاج إلى مناقشة ودراسة بطريقة علمية سليمة ونحن قمنا بعمل برنامج تدريبي للمتقدمين على الزواج سواء للأولاد أو البنات من أجل المساهمة في بناء أسرة بطريقة تربوية سليمة.\nألا تري أن كلمة فضيلته أثارت جدلا واسعا مثل مصطلح الأقليات المسلمة وقدرة المؤسسات الدينية علي الاجتهاد وقضية تقييد تعدد الزوجات ؟\nفضيلة الإمام كان يري في كلمته أن كلمة الأقلية فيها ما يسمى بfeedback)) وخصوصا أن لهم تجربة و للأزهر تجربة و كان هذا طرح من الوالد على أبناءة ليكون في مجال البحث العلمي, ولكن الرأي الأخر يري أن كلمة الأقلية كلمة مستقرة ومبنى عليها في القانون أحكام.\nثم كان موقف دار الإفتاء واضح بعد كلمة الإمام مباشرة اتخذ قرار واضح بأن تكون الكلمة خارطة طريق لعمل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء و أن يكون هناك عناية بالأسرة.\nأما قضية تعدد الزوجات فهي واحدة من قضايا الأسرة في العالم, وبالطبع سوء الخلط في استعمال الحق و كان رد الإمام و كلامه أن هناك من يستخدم ما يظنه حق له في أن يتزوج على المرأة في جرح شعورها, خصوصاً و أن كثيراً جداً لايوجد هناك حاجة للزواج مرة أخرى.\nثم لاحظنا أن كثيراً منهم لا يحتاج وانه عنده أولاد, وهذا الاحتياج يكون نوع من حب إظهار الذكورة فقط وهذا الفهم بعيد جداً عن الشريعة, ونحن المشايخ نقول أنه جبر الخواطر ومراعاة المشاعر من دين الله سبحانه وتعالى فالرجولة الحقيقية في أن تراعى المسئولية التي عليك.\nألا يكون تعدد الزوجات محرما شرعا عندما يتسبب في إيذاء الزوجة ؟\nفضيلة الإمام طرح الرأي فقط ولم يحرم ولكن الأصل في الموضوع أنه لا يجوز إذا كان هناك أذي لأي طرف, وإذا وجد سببا للتعدد يجب أن يكون مقنعا ، إذاً نحن أمام “ميزان المسئولية والمصلحة العامة” فما هي المصلحة المتحققة وما الذي يدعم الأسرة ويحافظ على الفضيلة والعفة, فكل هذه قيم ومصالح نضعها أمام أعيننا عند الفتوى و أيضاً عند طرح القوانين وهذا الموضوع هو مجال لنقاش الأئمة والقانونيين.\nوما رؤيتكم لتنفيذ كافة توصيات و مخططات مؤتمر الإفتاء العام؟\nمنذ اليوم التالي لانعقاد المؤتمر وقد تم تكوين اللجان الخاصة بتنفيذ توصيات المؤتمر, وكان من ثمرات هذه اللجان لجنة خاصة لعمل مرصد لشئون الأقليات الإسلامية في العالم وبدأ فعليا في مباشرة عمله لرصد مشاكل الأقليات المسلمة الموجودة في العالم, معتمدا على نتائج مراكز الأبحاث العالمية لرصد المشاكل و تقديم الحلول.\nهناك أيضاً مركز بحثي أخر من المقرر إنشاؤه و الإعداد له وهو خاص بفتاوى الأقليات في العالم وسيأخذ المركز على عاتقه مهمة تفكيك أفكار المتطرفين, وسكون موسوعة فقهية لها برنامج زمني وسيتم استكتاب العلماء في العالم وخصوصاً علماء الأمانة و المستشارين للرد على الفكر المتطرف ومن المقرر أن يتم ترجمته إلي عدد من اللغات الحية في العالم وبالأخص الإنجليزية لأنها الأكثر انتشاراً وأيضاً الصينية لارتفاع نسبة المسلمين الصينيين\nكما أن لدينا خطة لتفعيل إعلان القاهرة، ففضيلة المفتي سوف يسافر الي فرنسا لتفعيل دور المؤتمر وبحث كيفية تطبيق أهدافه.\nكم من الوقت سيستغرق تنفيذ هذه البنود؟\nحوالي عام وربما أقل من ذلك سوف تظهر الموسوعة الفقهية العالمية إلى النور وقد نحتفل بتدشينها في ميعاد المؤتمر السنوي مثل كل عام, وبقية البرامج التدريبية تبدأ إن شاء الله من الشهر القادم, وسوف يأتي وفود من فرنسا و من أمريكا الجنوبية لتفعيل التوصيات فهي مهمة ممتدة ولها خطط زمنية قصيرة.\nمن توصيات المؤتمر دعم الأقليات المسلمة و تقديم الدعم للعلماء, فكيف سيتم ذلك؟\nأهم شيء التعليم والقراءة ومصر بلد الأزهر أعطت الكثير للعالم الإسلامي وقضايا المسلمين, والأقليات فنحن نبين الإسلام السمح الصحيح كما عرفناه وتعلمناه في بلد الأزهر\nالقضاء على الفكر الإرهابي, أحد توصيات المؤتمر فما دورك في مواجهة قضايا التطرف والإرهاب في الفترة الأخيرة والقادمة؟\nأشرف بالعمل مع زملائي داخل دار الإفتاء في وحدة مكافحة الأفكار المتطرفة والإرهاب وهي تعمل منذ سنه أو أكثر لرصد أفكار المتطرفين و الحمد لله نجحت نجاحا كبيرا .\nوعلى المستوى الشخصي عملت رحلات لبعض الدول فيما يخص الشباب وليس الدواعش فقط, فداعش جسم غريب في بلدنا و شمال سيناء لكن الشباب في العموم في حالة نفسية تحتاج إلى الدعم والرحلات الفكرية وأيضاً شاركت في أحد القوافل وعندي نشاطات كثيرة خارج مصر وداخلها.\nكيف تستطيع الأفكار المتطرفة النفاذ إلى عقول الشباب بهذه السهولة؟\nعند غياب التفكير الجاد والسليم يدخل التطرف إلى عقل الشاب بسهولة وهؤلاء يستغلون الشباب الساذج الواعد والذي يحلم بالتوحد وقيام دولة الخلافة, وهذه الأوهام تحتل عقولهم مالم يكونوا متحصنين بالمعلومات, و يجب أن تتعلم جيداً لكي تخدم بلدك وتقابل الله سبحانه وتعالى بقلب سليم.\nكيف قامت التيارات الدينية بتحويل فريضة الجهاد إلى إرهاب .. وما للجهاد المنصوص عليه شرعا؟\nفي نصوص الشريعة مفهوم الجهاد ليس فق إراقة دماء وليس كله جهادا بالسيف ولكن هناك جهاد بالأخلاق.\nأتذكر عندما جاء احد الرجال للرسول وقال له إن لي أبوين وأنا أرغب في الجهاد فقال رسول الله له لديك أبوين ؟ قال نعم فقال له فجاهد بهما, وعندما أتى عليه أفضل الصلاة والسلام من الحرب بعد القتال قال أنه بعد ذلك في الجهاد الأكبر.\nفهناك جهاد أكبر من القتال والجهاد منظومة كبيرة يستهدف ما في عقل المسلم فمنها عمارة الله في الأرض وعمارة المسلم , وآخر أوجهها ان تمسك بالسيف لتحارب الناس وهناك كثيرون يفهمون الجهاد فهما خاطئا فنحن نحتاج إلى جهاد القيم أكثر.\nفي تقديرك ما هي القضايا العصرية التي تحتاج أن يوليها العلماء وفقهاء الدين اهتمانا أكبر ؟\nالقضايا المطروحة كثيرة وخصوصاً أننا في مجتمع شديد التغير شديد, قضايا الأسرة مثلا فيها شقين وتختلف بحسب الظرف والمكان والزمان ونحن أمام أسئلة جديدة حول إنجاب الأطفال أخرها تجربة حدثت بالمكسيك حيث استطاعوا تجاوز مشكلات العيوب الوراثية للأطفال, وهذا يحتاج إلى دراسة طبية ودراسة الهندسة الوراثية فضلا عن الدراسة الفقهية بعد ظهور تلك المستجدات الحديثة ، كذلك التعاملات مع الشركات فهي قضايا تحتاج جهدا كبيرا جداً, ومضاعف لأن من لا يتجدد يتبدد.\nأمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية لــ”محيط “:”داعش” تستغل المسلمين الجدد(1ـ2)

الخبر من المصدر