بالفيديو والصور وشهادات الشهود.. القصة الكاملة لتعذيب وسحل وتعليق «قتيل الأميرية»: دماء ومشاهد مفزعة ونفي رسمي

بالفيديو والصور وشهادات الشهود.. القصة الكاملة لتعذيب وسحل وتعليق «قتيل الأميرية»: دماء ومشاهد مفزعة ونفي رسمي

منذ 7 سنوات

بالفيديو والصور وشهادات الشهود.. القصة الكاملة لتعذيب وسحل وتعليق «قتيل الأميرية»: دماء ومشاهد مفزعة ونفي رسمي

ابن شقيقه: السبب إن حصان الكارو خبط عربية الداخلية.. والمحبوسين معاه قالولنا إنهم قعدوا يدبَوا فيه في القسم\nقريب الضحية: جايب دم من مؤخرته وعينيه مزرقة وتجمعات دموية ورا ودانه\nوآخر: لقينا ضهره متجلط وفيه ضرب في وشه وخبطات بالطبنجة في دماغه ورجله كلها دم\nزوجته: راح في شربة مايه.. وشهود لأسرته: سحلوه لمسافة كبيرة ثم وضعوه في بوكس\nالداخلية: قبض عليه وبحوزته 2000 قرص ترامادول.. ووفاته بهبوط حاد بالدورة الدموية\nقريب الضحية: شغال على كارو يشتري منين 2000 قرص ترامادول.. يعني لو عذبوه وموتوه هيقولوا موتناه؟!\nالمحامي: تقرير النيابة أثبت تعرضه للتعذيب.. والشهود أقروا بضربه وتعليقه حتى الموت\nحادث قتل جديد اتهمت وزارة الداخلية بارتكابه، بعد نقل رجل خمسيني للمستشفى جثة هامدة بعد ليلة من القبض عليه بشارع السواح أمام بنزينة التعاون بدائرة الأميرية، علامات التعذيب على جثة الضحية، دفعت أسرته وأقاربه، لاتهام ضابط وأفراد شرطة بقسم الأميرية بتعذيبه حتى الموت.\nووثقت أسرة الضحية اتهاماتها، بصور ومقاطع فيديو لجثته في المشرحة، ظاهرًا عليها – وبوضوح- آثار للضرب والتعذيب في مناطق مختلفة بجسده، بدءًا من الرأس، والظهر، وحتى المؤخرة والخصيتين.\nتنشر«البداية» ملامح القصة الكاملة لواقعة «قتيل الأميرية»، بحسب ما تمكنت من الوصول إليه حتى اللحظة، وفقًا لشهادات أسرته ومحاميه، التي أكدت جميعها تعرضه لتعذيب وحشي أفضى إلى الموت على يد نقيب شرطة بقسم الأميرية، موثقة بما أمكن نشره من صور وفيديوهات التعذيب، احترامًا لخصوصية الضحية وكرامته، وحق الجمهور في عدم التعرض لمشاهد قاسية.\nكانت البداية بكشف المحامي علي الحلواني، عن جريمة تعذيب حتى الموت في القسم سيء السمعة، راح ضحيتها صاحب عربة كارو لنقل البضائع، مقيم بالقصيرين، الكائنة بمنطقة الزاوية الحمراء.\nوقال الحلواني لـ«البداية»، إن الضحية تم القبض عليه مساء الأحد الماضي، بعد مشادة مع نقيب شرطة بقسم الأميرية، موضحًا أن النقيب اعتدى عليه وقام باصطحابه إلى قسم الشرطة، حتى علمت أسرته صباح الاثنين بوجوده بمستشفى الزيتون جثة هامدة.\nبالصور.. تعذيب مواطن حتى الموت بقسم الأميرية: مشادة مع ضابط انتهت بوفاة صاحب «عربية كارو».. وآثار ضرب ودماء في كل جسده\nتمكنت «البداية» من الحصول على صور للضحية عقب وفاته، كشفت عن آثار لضرب وتعذيب على جسده، إلى جانب مقطع مصور من داخل مشرحة زينهم، يحوي مشاهد قاسية للتعذيب، وتوضح نزيف وآثار دماء على مؤخرته وخلف أذنه وزرقان قوي حول عينيه.\nفيديو مروّع.. آثار التعذيب على جسد قتيل قسم الأميرية: دماء على مؤخرته وخلف أذنه وزرقة حول عينه (تحذير: مشاهد مؤلمة)\nكما حصلت «البداية» على تصريح الدفن الخاص بالضحية مجدي مكين، والذي جاء فيه أنه: «تم إجراء العينة التشريحية، وجاري إعداد تقرير الطب الشرعي مفصّل».\nننشر تصريح دفن ضحية قسم الأميرية: تم إجراء العينة التشريحية وجاري إعداد تقرير الطب الشرعي\nذهبت محررة «البداية» إلى منزل الضحية بالزاوية الحمراء، وتحدثت مع زوجته، وأولاد أشقائه، وأولاد عمومته، الذين رووا لنا ما حدث معه، نقلًا عن شهود عيان تواجدوا في موقع الحادث، كما وصفوا لنا الحالة التي استلموا بها جثته، والتي تمكنوا من رؤيتها بعد محاولات من إدارة مستشفى الزيتون والقائمين على مشرحة زينهم لمنعهم، وأجمع أصحاب الشهادات على تعرض الضحية لتعذيب شديد.\n«جبتولي مجدي معاكوا».. بهذا السؤال استقبلتنا زوجته، متابعة بعبارات امتزج فيها الكلام بالدموع والنحيب: «موتوا جوزي يا آبا موتوه.. موتوه وراح في شربة مية».\nخرج الزوج صباح الأربعاء من منزله بشارع طلخا بالزاوية الحمراء مستقلًا عربته «الكارو» التي ينقل عليها الأسماك، وعندما تأخر عن موعد عودته تواصلت معه الزوجة، وجرى بينهم الحوار الآتي:\nمجدي: هرجع بعد شوية بس جتلي نقلة تراب هروح أرميها\nالزوجة: طب هسخنلك مية على بال ما تيجي عشان تتشطف\nمجدي: ساعة واحدة وهاجي، وهجيب «عليقة» للبهايم\nتقول الزوجة لـ«البداية»: «ماجاش وقلقت عليه طول الليل، ومعرفتش أكلمه، الساعة 10 الصبح قالولي إنه في المستشفى متعور، ومقالوليش إنه مات، رحت وعرفت اللي حصل، ومارضيوش يوروهوني بعدها وروني وشه بس».. وتكمل: «كان في حاله.. بيروح وبييجي في حاله».\nووصف أحد أقارب الضحية ما حدث لمجدي نقلًا عن شهود عيان تواجدوا في مكان القبض عليه- عامل في كشك وبائع على عربة فول-: «قالوليإنه كان بيجري والحكومة بتجري وراه،  لغاية ما الميكروباص زنقه وقلبه بالكارو، ونزل منه  بتاع 10 أمناء قعدوا يضربوا فيه بطريقة بشعة، وبعدها اتصلوا بالظابط ك.م اللي جه بموتوسيكل، وقعد يضرب فيه أكتر ما الأمناء ضربوه».\nوبحسب ما نقله له الشهود، تم سحل الضحية لمسافة كبيرة، ثم وضعوه في «بوكس» الشرطة، وأوضح: «واحد من الأمناء ركب الكارو بتاعته وخدها وداها على القسم».\nوصل الخبر إلى أقارب الضحية صباح الاثنين، عندما تلقى قريبهم مكالمة من العميد عصام العزب رئيس قطاع شرق سأله فيها: «تعرف حد اسمه مجدي مكين»،  وبمجرد التأكد من صلة القرابة طلب منه الحضور للقسم معللًا: «عايزينك شوية». بحسب ما روى قريب آخر للضحية، والذي أكد: «لما راح قالوا له أنهم لقوه ميت، وودوه المستشفى، ومع إن العربية الكارو قدام القسم لدلوقتي ماقالوش إنهم قبضوا عليه وكان معاه العربية». تواصلت «البداية» مع قريب الضحية الذي تلقى اتصال وفاته، لكنه رفض التحدث عن الأمر.\nوفيما نفى قسم شرطة الأميرية علاقته بقتل مجدي، جاءت شهادة مدير أمن مستشفى الزيتون لتشير إلى وصوله إلى المستشفى ميتًا، حيث قال لأقارب الضحية إنه استلم جثته من ضابط قسم الأميرية الثالثة والنصف صباح الاثنين». وأشار قريب آخر: «قال لنا الساعة 3 ونص الظابط وداه المستشفى، سأله هو مات من إيه وقاله إحنا ماسكينه ميت».\nرفضت المستشفى إطلاع أقارب مكين على جثته، واكتفوا بكشف وجهه فقط، ثم تم تحويله إلى مشرحة زينهم. يقول أحد أقاربه: «في المشرحة غسلوه وشرحوه، ومكانوش راضيين نشوفه، وبعد ما كفنوه رحنا مطلعينه لقينا ضهره كله متجلط، وفيه ضرب في وشه وخبطات بالطبنجة في دماغه، ورجله كلها دم، ومن ورا لحمه متسلخ ومدلدل فصممنا نصوره». وتابع آخر: « الإصابات كلها داخلية، في المقعدة والخصية وفتحة الشرج والعمود الفقري».\nوفيما تساءل ابن شقيقته: «هو عمل إيه عشان العذاب ده كله، حتى لو مجرم تعذبه وتموته ليه؟»، رد قريب آخر: «أي كان الجرم اللي عامله أعذبه وأقتله واموته ولا أحاسبه، ده لو في جرم أصلًا».\nرفضت مشرحة زينهم إبلاغ أسرة وأقارب الضحية بنتيجة تقرير الطب الشرعي، أو تصويره، واكتفوا بتسليمهم تصريح دفن كتب فيه في خانة سبب الوفاة: «تم إجراء العينة التشريحية، وجاري إعداد تقرير الطب الشرعي مفصَل»، وأبلغوهم أنه سيتم تسليمه إلى النيابة خلال خمسة عشر يومًا.\nفي الرابط التالي تقرير مصور لشهادات أسرة الضحية.\nبالفيديو.. عائلة قتيل الأميرية يروون تفاصيل تعذيبه: 10 أمناء وضابط ضربوه.. ولحمه كان متسلخ ومضروب في الخصية والمقعده\nوتقدم علي الحلواني، محامي أسرة «قتيل الأميرية»، صباح اليوم الأربعاء ببلاغ للمحامي العام لنيابات غرب القاهرة الكلية، للتحقيق في واقعة قتل مكين. حصلت «البداية» على نسخة من البلاغ المقدم، والذي جاء فيه أنه: «أثناء سير المواطن مجدي مكين خليل جرجس، 52 سنة، مسيحي الديانة، يعمل على عربية كارو، بشارع السواح بالقرب من معرض رسالة أمام بنزينة التعاون بدائرة الأميرية، بصحبة اثنين آخرين، أحدهما يدعي محمود محمد العربي- محبوس- ومحسن نبيل زكي- محبوس، تم استيقافهم من قبل دورية الشرطة برئاسة النقيب: ك.م، وقد دار مشادة كلامية بين المواطن سالف الذكر وبين مأمور الضبط القضائي، انتهت بقيام ممور الضبط القضائي بضرب وسحل المواطن مجدي مكين خليل واقتياده إلى قسم الأميرية».\nوتابع البلاغ، الذي حمل رقم 3008 لسنة 2016 جنح الأميرية: «في صباح الاثنين جاء اتصال إلى أهله أنه متواجد بمستشفى الزيتون التخصصية، وفور وصولهم وجدوه جثة هامدة وينزف دماء من كل الجوانب، وقد تم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم لاستخراج تقرير طبي بخصوص الواقعة ودفن الجثة».\nوطالب البلاغ بـ«اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بفتح التحقيق حول مقتل المواطن مجدي مكين خليل واستدعاء الضابط: ك. م، معاون مباحث قسم الأميرية وسؤاله عن الواقعة».\nننشر بلاغ أسرة قتيل الأميرية للمحامي العام: ضابط سحله في الشارع واقتاده للقسم وخرج من المستشفى جثة ملطخة بالدماء\nبدورها، حاولت «البداية» منذ صباح اليوم التواصل مع المركز الإعلامي لوزارة الداخلية، ولم تتلق رد. وفي النهاية تواصلنا مع اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية للإعلام، والذي أشار إلى أن  مكين توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، بعد القبض عليه واثنين آخرين وبحوزتهم 2000 قرص من مخدر الـ«ترامادول».\nوأكد عطية لـ«البداية» أن القضية الآن أمام النيابة العامة، التي باشرت التحقيق فيها عقب معاينة الجثة أمس الثلاثاء، في انتظار ورود تقرير الطب الشرعي، كما أشار إلى فتح وزارة الداخلية تحقيق داخلي للوقوف على ملابسات الحادث، مؤكدًا: «إحنا ككيان مش من مصلحتنا نبرأ الضابط لو مدان بجريمة، لأنه زيه زي أي مواطن تاني، ومافيش حد فوق القانون».\nالداخلية تعليقًا على حادث «قتيل الأميرية»: كان بحوزته 2000 قرص ترامادول.. ووفاته نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية\nوفي الوقت الذي نفت فيه الوزارة أن تكون وفاة مكين نتيجة التعذيب بقسم الأميرية، كذبت أسرته رواية الداخلية عن الواقعة، متسائلين: « وهو يعني لو عذبوه وموتوه هيقولوا إحنا موتناه؟!»، وأشاروا إلى أن علامات التعذيب على جسده- والتي ظهرت في الصور والفيديو- كفيلة بكشف كذب رواية الوزارة.\nوقال هاني مكين، ابن شقيق الضحية لـ«البداية»، إنه علم صباح اليوم بحقيقة ما حدث من محسن زكي ومحمود العربي – المقبوض عليهم مع القتيل- أثناء تواجدهم صباح اليوم بالنيابة للإدلاء بشهادتهم، وأوضح: «قالولي إنهم كانوا ماشيين بالكارو والحصان خبط في  التويوتا بتاعت الداخلية، زنقول عليهم و الأمنا والضابط قعدوا يضربوا فيهم بالجزم، بعدها عمي مجدي مستحملش فشتم الضابط راحوا كتفوهم وخدوهم على القسم وقعدوا يدبَوا فيه».\nوتابع: «لفقولهم قضية برشام، والضابط ك.م بعد ما عرف إن عمي مجدي مات قعد يقولهم يعترفوا إن الحاجة دي بتاعت عمي عشان يخليهم يمشوا بس هم رفضوا». وأضاف: «اللي حصل ده مايرضيش ربنا، ده افترا حرام عليهم، والعلامات اللي في جسمه بتقول إنه مضروب في دماغة وجسمه».\nوفي سياق متصل، نفى نشأت أحد أقارب الضحية ما ذكرته الداخلية، وعلق: «غلبان وعلى قد حاله وشغال على عربية كارو هيجيب منين فلوس يشتري بيهم 2000 قرص ترامادول، ده حتى الحصان بتاع الكارو بتاع واحد تاني مش بتاعه»،  متسائلًا: «حتى لو معاه برشام أعذبه وأموته كدة؟».\nأسرة قتيل الأميرية ترد على الداخلية: المحبوسون معه أكدوا تعذيبه.. والضابط قال لهم «قولوا إن البرشام بتاعه وأمشيكوا»\nتكذيب رواية الداخلية حول الواقعة لم يقتصر على أسرة وأقارب الضحية، حيث جاء تقرير النيابة العامة بمثابة دليل جديد على وفاة الضحية نتيجة التعذيب. حسبما أكد المحامي علي الحلواني.\nوقال الحلواني لـ«البداية» أنه تم إبلاغه  من قبل المحامي العام أن النيابة بدأت تحقيقاتها مساء أمس الثلاثاء، بعد إخطارها بمقتل مكين، وقامت بمعاينة الجثة. وبعد حضوره التحقيق اليوم الأربعاء، أكد الحلواني أن تقرير النيابة أثبت وجود علامات واضحة للضرب والتعذيب بجسد الضحية.\nوبعد الانتهاء من التحقيق، نفى الحلواني، ما نشر في عدة مواقع حول إثبات تقرير الطب الشرعي المبدأي أن الوفاة ناتجة عن هبوط في الدورة الدموية أو السكر، مؤكدًا أن التقرير لم يرد بعد، وأن النيابة بصدد  استعجاله، وأضاف أن النيابة استدعت محسن زكي ومحمود العربي، المقبوض عليهم مع الضحية، وأكدا تعرضه للضرب و«التعليق» داخل قسم شرطة الأميرية حتى وافته المنية، مشيرًا إلى أن ذلك تم إثباته في محضر رسمي.\nوتاب الحلواني أن النيابة استمعت لأقوال أسرة الضحية، الذين اتهموا بشكل رسمي معاون مباحث قسم الأميرية، النقيب ك.م، كما لفت إلى إنكار الضابط كافة ما وجه إليه من الاتهامات أثناء التحقيق معه، وذكر أن مكين توفي بـ«السكر».\nمحامي «قتيل الأميرية» يكشف تفاصيل تحقيقات اليوم: تقرير النيابة أثبت تعرضه للتعذيب.. والشهود أقروا بضربه وتعليقه حتى الموت\nوتبقى تفاصيل وشهادات ووقائع في القضية، محل تحقيق أمام النيابة العامة، في انتظار صدور القرار النهائي في التحقيقات.

الخبر من المصدر