الفيلم الكوميدي.. تجاهله النقاد واستخف به صنّاع السينما

الفيلم الكوميدي.. تجاهله النقاد واستخف به صنّاع السينما

منذ 7 سنوات

الفيلم الكوميدي.. تجاهله النقاد واستخف به صنّاع السينما

تشهد مدينة الغردقة منتصف العام المُقبل، إقامة الدورة الأولى من مهرجان الفيلم الكوميدي ، تلك النوعية من الأفلام التي غاب عنها اهتمام النقاد والباحثين، وتعاملوا معها وفقا لرأي المخرج محمد عبدالعزيز ، أحد أشهر وأهم مخرجي الكوميديا في السينما المصرية، كدراما من الدرجة الثانية.\nيقول الناقد نادر عدلي في كتابه " محمد عبدالعزيز .. فارس الكوميديا"، إن الفيلم الكوميدي أعطى للسينما المصرية خصوصية بين أفلام العالم كله، ومع ذلك فأن اهتمام النقاد والباحثين بهذه الأفلام ظل "معدوما"، بل ويتم التعامل معها كأفلام فارغة بلا مضمون، لا تحظى بالتقدير الواجب والتقييم الصحيح عند النقاد، ويتعاملون معها بخفة واضحة، حسب قوله.\n"الكوميديا من أصعب الفنون، والكوميديان عملة نادرة"، بهذه الجملة بدأ المخرج عمر عبدالعزيز رئيس مهرجان الفيلم الكوميدي حديثه، لافتا إلى تميز الشعب المصري بخفة الدم، مضيفا "حتى إذا كان هناك نظرة استخفاف بالفيلم الكوميدي، لا يمكن انكار أن أعلى إيرادات في مصر والعالم بأكمله حققتها الأفلام الكوميدية، واعتقد أن هذه النظرة بدأت تتغير، لأن أعلى الأجور حاليا يحصل عليها الممثل الكوميدي، مثل عادل إمام وأحمد حلمي".\nفي مقال كتبه الناقد الراحل رفيق الصبان ، في مجلة "الفنون" عن الأفلام الكوميدية في السبعينيات، رأى أن الكوميديا يسير خطها البياني بصورة مؤسفة نحو القاع، لافتا إلى أن السبعينيات شهدت فيها السينما المصرية أفلاما جادة، تدعو للاحترام، بينما عجزت الأفلام الكوميدية عن مواكبة الأنواع الأخرى.\nتقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله "الفيلم الجيد سيجد اهتمام إعلامي ونقدي، وكل الأفلام تتعرض للنقد ويهتم بها النقاد بنفس الدرجة، لكن الفرق أن مستوى الفيلم الكوميدي للأسف متدني في الآونة الأخيرة، وكان مستواه أقوى في السنوات السابقة"، مرجعة السبب في ذلك إلى استخفاف صنّاع السينما بالكوميديا، وأن المنتجين يعتبرون الفيلم الكوميدي دراما درجة ثانية، ويختارون نصوص ضعيفة، تناقش موضوعات سطحية، فبعد فيلم "فبراير الأسود"، الذي قدم كوميديا مختلفة، لم نرى فيلم كوميدي ذات قيمة، وفقا لرأيها.\nويعتبر السيناريست فيصل ندا أن صناع الفيلم الكوميدي هم المسئولون عن الاستخفاف به، لابتعادهم عن تقديم كوميديا الموقف، ومناقشة القضايا الاجتماعية المهمة بشكل كوميدي راق، واتجاههم لكوميديا الألفاظ المسيئة و"الأفيهات"، والمعتمدة على مدى خفة دم الممثل، مؤكدا أن الاستمرار بهذه الطريقة سيؤدي لمزيد من الإسفاف، وبالتالي مزيد من التجاهل للفيلم الكوميدي.\nيسعى المهرجان ، لزيادة اهتمام النقاد بالفيلم الكوميدي، والتأكيد على أنه سلاح مهم، وحث صنّاع السينما على تقديم أفلام كوميدية تعيش، ومناقشة موضوعات جادة بمعالجة كوميدية، اقتداءا بما شهدته السينما من أفلام باقية حتى يومنا هذا، مثل أفلام نجيب الريحاني ، التي رغم قلتها، إلا أننا تكتشف في كل مرة نشاهدها جوانب جديدة فيها، بحسب قول رئيس المهرجان.\nجدير بالذكر أن من بين ستة أفلام عُرضت في الموسم السينمائي السابق "عيد الأضحى"، تم تقديم خمسة أفلام كوميدية، هي "لف ودوران، كلب بلدي، حملة فريزر، عشان خارجين، وتحت الترابيزة".

الخبر من المصدر