ريتشارد وولف يكتب: تحقيقات «إف.بى.آى» فى مراسلات «هيلارى» نهاية منطقية للانتخابات المشتعلة | المصري اليوم

ريتشارد وولف يكتب: تحقيقات «إف.بى.آى» فى مراسلات «هيلارى» نهاية منطقية للانتخابات المشتعلة | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

ريتشارد وولف يكتب: تحقيقات «إف.بى.آى» فى مراسلات «هيلارى» نهاية منطقية للانتخابات المشتعلة | المصري اليوم

إذا كان هناك أمر يبدو كأنه فضيحة.. فهل هو حقا فضيحة؟، فأحدث تسريب للبريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون يملك كل مقومات الفضيحة، بسبب الإجابات المراوغة والشخصيات المشبوهة وتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى.آي»، يجب أن يكون هناك شىء ما يحدث،\nمثل أسلحة صدام حسين للدمار الشامل، فنحن قد لا نعرف ما الذى تخفيه أو أين، ولكنه يبدو كأن كلينتون قد تخفى شيئا.\nللأسف، هذا منطق معظم الناخبين الجمهوريين وجزء كبير من المستقلين، وقد يكون كافيا لتراجع دعم الديمقراطيين، فى الوقت الذى يحتاج فيه الحزب إلى إقبال واسع بين الناخبين.\nوكما أنه ليس من الواضح على الإطلاق ما الذى يفكر فيه مكتب التحقيقات الفيدرالى بشأن رسائل البريد الإلكترونى لكلينتون، وتشير بعض التقارير إلى أنه ليس مهتما بكلينتون نفسها، مما يعنى أننا أضعنا وقتنا نظرا لأننا نعلم بالفعل أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ليس لديه فكرة عما إذا كانت رسائل البريد الإلكترونى قد تصل إلى أى شىء ذى معنى.\nهذا يثير تساؤلا واضحا: ماذا كان يدور فى رأس مدير مكتب التحقيقات الاتحادى عندما ألمح إلى أنه لا يعرف شيئا؟ وكقاعدة عامة، فإن وكالات إنفاذ القانون عموما لا تنشر حقيقة أنها لا تملك أدنى فكرة عما يحدث.\nوهناك أسئلة منطقية كثيرة حول «آل كلينتون»، منها: لماذا يجتذبون الفضائح المصطنعة: من مؤسسة كلينتون، لخادم البريد الإلكترونى الخاص، من بنغازى إلى وينر، من «وايت ووتر» إلى «مونيكا»، والقائمة على طولها؟، فإنها فضائح زائفة تماما.. وأيا كانت المخالفات، فإنها لا تصل لتصنع «ووترجيت» جديدة، فسلوك مشكوك فيه ليس نفسه سلوكا إجراميا أو حتى اتهاما.\nولعل الفضائح الزائفة تخبرنا بأعداء كلينتون أكثر من كلينتون نفسها، ولكن يبقى أن هناك تباينا ملحوظا بين المشاكل التى تخيم على كلينتون وتلك التى تخيم على الرئيس باراك أوباما.\nوالرئيس أوباما لم تخل مدته، خلال 8 سنوات فى السياسة، من الكراهية، فكرّس أعداؤه قصارى جهدهم للتشكيك فى جنسيته، واتهامه بالتعاطف السرى مع تنظيم «داعش»، حتى إنهم اتهموه بأنه يريد قتل المسنين.\nومع ذلك لم تُثَر أى شبهة للفضائح حول حياته الشخصية أو أصدقائه والجهات المانحة، وكمرشح، اتهم بالتسكع مع الإرهابيين وتضييع فرص جيدة على ولايته، وتأديته دور الواعظ المناهض للولايات المتحدة.. لكن بعد دخول البيت الأبيض، اختفت تلك الملاحقات، فالنزاهة والانضباط على مدى الـ8 سنوات الماضية أفلسا الباحثين ومروجى الفضائح.\nوالخبر السار لمروجى الفضائح هو إدارة كلينتون القادمة، التى على ما يبدو أنها باتت قاب قوسين أو أدنى، بينما الجمهوريون فى مجلس النواب يستعدون بالفعل بطلبات الإحاطة لإطلاق عشرات التحقيقات حول «الرئيسة كلينتون» المنتخبة حديثا.\nوليس مهماً مسألة ما إذا كانت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالى حول رسائل البريد الإلكترونى لكلينتون ستصل إلى أى شىء أكثر من النميمة السياسية، فرحلة تحطيم هيلارى فى بدايتها فقط.\nوما يهم هو التأثير على الناخبين فى هذه الأيام المشتعلة لانتخابات 2016، ويشير استطلاع الرأى الأخير إلى أن معظم الناخبين حددوا بالفعل قرارهم حول ما إذا كانت كلينتون صادقة وجديرة بالثقة، موضحين أنهم لا يؤمنون بها، وللتأكيد، فنفس الشىء يعانى منه دونالد ترامب، وإن كان بأعداد أقل قليلا.\nومعنى نتائج هذا الاستطلاع أن فضيحة البريد الإلكترونى الزائفة من غير المرجح أن تغير ذهن أحد عن المرشح، وبنفس الطريقة، فإنه من المستبعد جدا أن مخططات بيل كلينتون للحصول على المال من خلال مؤسسة كلينتون ستؤثر على معدلات ثقة الناس بزوجته.\nبالنسبة لكثير من الناخبين، أتت قصة البريد الإلكترونى متأخرة جدا، تم بالفعل تلقى 12 مليون صوت فى جميع أنحاء البلاد فى التصويت المبكر، وهو ما يمثل حوالى 10٪ من مجموع الأصوات المرجحة فى هذه الانتخابات.\nعلى جميع الأحوال، تقاربت استطلاعات للرأى بشكل كبير، فيما يحشد الجمهوريون لمرشحهم، مهما كانت كارثية خطر إهانته لديموجرافية التصويت المرتبطة بـ«النساء»، فمن غير المرجح أن يصمد ارتفاع شعبية هيلارى بعد المناظرات. ففى الواقع، أظهرت العديد من الدراسات أن الانتخابات تميل للانتهاء، حيث تقف الاستطلاعات بعد أسبوعين من انتهاء مؤتمرات الحزبين- الجمهورى والديمقراطى- عولى الرغم من كل التقلبات، فهذا يوحى بأن هذه الانتخابات فى نهاية المطاف ستصل بنصر هامشى لصالح كلينتون.\nوبالطبع، نحن لا نعرف ما ستنتهى إليه تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالى حول رسائل البريد الإلكترونى، ولا نعرف شكل الإقبال يوم الانتخابات، ولكننا نعرف أن الأيام الأخيرة من الانتخابات الرئاسية أوقات مليئة بالتوتر، واسُتنفدت طاقة العاملين بالحملات الانتخابية بسبب الخوف من الفشل، ووسائل الإعلام يائسة لجرعة من الأدرينالين، وتطور آخر فى القصة بدوره يصل فى النهاية إلى النتيجة المحتملة، أنصار الجانبين أصبحوا مستهلكين، مهووسين بأى قصاصة من المعلومات التى قد تقلب الميزان.\nفى هذه الفترة الغارقة فى البنزين، نار القمامة مستعرة فى هذه الانتخابات الصادمة، وسيبقى الناخبون الذين يجدون المشهد مثيراً للاشمئزاز بعيداً، ناهيك عن رسائل البريد الإلكترونى، هذه الانتخابات تحترق بالفعل.\nنقلاً عن صحيفة «جارديان» البريطانية

الخبر من المصدر