دوري شمعون لـ «إيلاف»: كيف يأتون بمجنون رئيسًا

رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب اللبناني دوري شمعون\nالإنتخابات اللبنانيّة الرئاسيّة هل تسبق نظيرتها الأميركيّة؟\nجنبلاط يعلن تأييده ميشال عون لرئاسة لبنان\nحزب الله يعلن دعمه ترشح ميشال عون لرئاسة لبنان\nميشال سليمان: الرئاسة اللبنانية ورقة تفاوض بيد طهران\nيرفض رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب اللبناني دوري شمعون ما يجري حاليًا في لبنان من أجواء لانتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية يوم غد الاثنين، ويتساءل لـ«إيلاف» كيف يأتون بمجنون إلى سدة الرئاسة؟\nشمعون بدا عاتبًا كثيرًا على رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الذي ذهب الى خيار تبني ترشيح عون دون التنسيق المسبق مع كافة حلفائه في قوى الرابع عشر من آذار، هذه القوى التي يعترض شمعون على فرط عقدها.\n"إيلاف" اجرت حوارًا خاصًا مع شمعون، هذا نصه:\nكنت من المعلنين دائمًا ان الجنرال ميشال عون لن يرى يومًا القصر الجمهوري، هل خانتك قراءتك السياسية هذه المرة، وهل تشعر بخيبة حيال وصوله غدًا الى رئاسة الجمهورية؟\nنحن نعيش في لبنان وليس في بلاد تسير على الخط السليم، ففي لبنان كل شيء معقول، ولكن انا اعطيت رأيي أن هذا الرجل جربناه في السياسة، فكان فاشلاً، وجربناه عسكريًا كان افشل، ومن ثم الآن يبدو ان صحته ليست على خير ما يرام، اذن، لاجل ماذا يأتون به، هنا السؤال، ألا يوجد في لبنان إلا ميشال عون؟ ولكن هناك حزب الله، وعندما يؤثر هذا الحزب لسوء الحظ على العديد من الفئات، يصبح الامر تحصيل حاصل.\nولكن كل المعطيات كانت تشير خلال الفترة الماضيه ان حزب الله يماطل لانه لا يريد رئيسًا، بل يريد الفراغ، فهل تعتبر ان الرئيس سعد الحريري حشر الحزب فعلاً في الزاوية؟\nالحليف الطبيعي لحزب الله هو ميشال عون، فهو لديه كتلة من عشرين نائبًا، وهذا الامر غير متوفر عند المرشح الآخر سليمان فرنجية، كما ان بينهما اتفاقية.. وانا كنت اتمنى وصول شخص آخر بالتأكيد، لست فرحًا على الاطلاق بوصوله، وسأضع ورقة بيضاء، ورقة سوداء، ولكن لن اصوت له، فهذا غير وارد ابدًا.\nالزميلة نهلة صفا مع دوري شمعون\nالا يمكن ان تذهب الى خيار التصويت لفرنجية؟\nيشير شمعون الى المنزل الذي نحن متواجدون فيه، ويقول، هنا قتل داني، "في اشارة الى اخيه داني شمعون الذي تمت تصفيته وعائلته في العام 1990، ويتابع متسائلاً، ميشال عون؟ فلو لم تكن اخطاء ميشال عون آنذاك، لما قتل داني بالشكل الذي قتل فيه، وبالتالي لا يمكنني ان اصوت لسليمان فرنجية وهو الحليف المخلص للسوريين الذين كانوا وراء مجزرة اخي وعائلته، فأنا سأسقط الورقة البيضاء اذا قررت النزول الى الجلسة حتى.\nوهل تتوقع ان تكون كتلة الاوراق البيضاء كبيرة، هل يمكن أن نشهد مفاجآت كما يشاع؟\nحسب معلوماتي هناك عدد لا بأس من نواب كتلة المستقبل بالذات، لن يصوتوا ولكنهم لا يعلنون ذلك..\nألا تتفهم الدوافع والمبررات التي شرحها الرئيس سعد الحريري في خطابه الذي اعلن فيه تبني ترشيح عون؟\nانا لست قادراً على تفهمه، ولست قادراً على تغيير استدراكه والى أي مدى هو ينظر الى البعيد، ولكن ما الذي اوصله الى هذا الخيار؟ ربما قد تكون صداقته مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع..\nولكن الحريري اعلن انه افلس في محاولاته، ولم يعد قادرًا على ترك البلد يعيش في حالة الفراغ الرئاسي.\nعظيم، لم يعد قادرًا على ترك البلد في الفراغ، لكنّ ثمة اناسًا في البلد غيره لهم رأيهم ايضا، كان بامكانه ان يجمع قوى الرابع عشر من آذار وعندها ندخل في نقاش وحوار، ويتخذ القرار بالقليل من الديمقراطية مثلاً.\n انت تحمل اذن على الرئيس الحريري انه كان متفردًا في قراره؟\nنعم لقد تفرد في قراره، ويا ليته اتخذ القرار الصائب، فهو بالاساس كان على خلاف مع ميشال عون، ولقد سار بخيار سليمان فرنجية، وأتى في حينها وفد من قبل الاخير الى مكتبي لمفاوضتي على السير بخيار ترشيحه، ولكني رفضت وقلت لهم اسمحوا لي انا لن اصوت لفرنجية. \nوكيف تتوقع أن تسير جلسة الانتخاب يوم غد الاثنين؟\nلا اتوقع ان يفوز ميشال عون من الدورة الاولى، والجدل القائم حاليًا حول ما اذا كانت هناك دورة واحدة أو دورتان، هو جدل عقيم، فدستوريًا هناك دورتان، وجماعة عون يريدون اختصار الامر بدورة واحدة كي يصلوا بأقصر الطرق، وكما ترين الرئيس نبيه بري يصر على الدورتين، والدورة الاولى التي يقولون انها حصلت في الماضي لا يمكن احتسابها..\nكيف تقرأ سعادة النائب موقف الرئيس نبيه بري، هل مسألة الكيميا بينه وبين الجنرال عون هي فقط وراء رفضه له، ام وراء الاكمة ما وراءها؟ \nلست على علاقة جيدة بالرئيس بري كي اعرف، ولكنه اعلنها بوضوح ان ميشال عون ليس مرشحه، ولا اريد ان ادخل هنا في محاكمة النوايا، في حين من كان ينتظر ان تتم المصالحة بين ميشال عون وسمير جعجع؟ فهذه المصالحة ليست طبيعية، ولو اقدموا عليها في ما مضى، لكانوا وفروا علينا الكثير، في كل الاحوال، قلنا لهم مبروك ما فعلتموه، وربما الايجابية الوحيدة قد تكون في توفير المشاكل على الشباب في الجامعات المناصرين للطرفين كي يتفرغوا لدراستهم، تلك المشاكل التي تعود في الاساس الى قلة حكمتهم، ففي المبدأ ممنوع ان تدخل السياسة الى حرم الجامعات. \n ولكن هناك من يسأل لماذا هذه المعارضة لدوري شمعون في الوقت الذي يسير معظم حلفائه في ركب التسوية؟ \nاكرر ما قلته لك، لقد اختبرنا ميشال عون في الماضي، فنحن الذين وقفنا الى جانبه، وانا شخصيًا عملت على تشجيع الناس للصعود الى قصر بعبدا ايام حرب التحرير العظيمة ( بتهكم ) ضد السوريين، وشقيقي داني كان في خدمته دومًا، فهو من كان يجول على مواقع العسكر لتأمين حاجياتهم من ذخيرة وغيرها، وفي النهاية قام بترك الجميع وهرب، هو شخص مجنون.. \nوكيف كان يمكن تحريك الستاتيكو القائم في ظل هذا التحكم لحزب الله بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية، هل تفضل الفراغ في الرئاسة على وصول ميشال عون؟\nلماذا الفراغ؟ كان يمكن ان نأتي بشخصية لرئاسة الجمهورية كائنًا من تكون، نحن لسنا تحت إمرة حزب الله، فهم الذين كانوا يعطلون وليس نحن، لقد نزلنا الى المجلس النيابي لاكثر من اربع واربعين جلسة لانتخاب الرئيس، الآن استسلمنا لحزب الله، وانا لن أقبل بمرشحه، واذا كانت البلاد تسير بشكل أعرج في السابق، فهي الآن مع وصول عون ستصبح عرجاء اكثر. على كل، نحن سنكون بالمرصاد، ونتمنى ألا يقترف عون أي خطأ لأجل مصلحة البلد. \nلقد اثار اقتراحك بوجوب استحصال المرشح لرئاسة الجمهورية على شهادة طبية حفيظة التيار العوني، هل تتوقع ان يصار الى السير بهذا الاقتراح مستقبلاً؟\nهم غضبوا لانهم يعرفون أن ميشال عون سوف لن ينجح في الفحص الطبي، ففي لبنان أي شخص عمره فوق السبعين تلزمه شهادة صحية، اذا كان يريد ان يسجل لدى كاتب العدل قطعة ارض مثلاً، فكيف اذا كان يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية؟ \nوهل حسمت امرك انك لن تنزل الى المجلس النيابي يوم غد؟\nقد أنزل كي اتفرج على هذه الكوميديا كيف ستحصل.. وفي النهاية يجب ان اقوم بواجبي كنائب. \nكيف تقرأ الموقف السعودي في ظل حضور موفد عن المملكة الى بيروت في هذا التوقيت بالذات، هو وزير الدولة لشؤون الخليج، الا يعتبر ذلك نوعًا من التأييد لعون ولمبادرة الحريري؟ \nبالتأكيد يأتي الموفد السعودي في مهمة معينة، لكن انا لا ارى انه آتٍ لدعم عون، ويجب ان لا ننسى أن هناك مشكلة كبيرة بين حزب الله والمملكة العربية السعودية على خلفية الارهاب، ربما هو آتٍ لكي يرى ماذا يحدث في لبنان، فنحن نعرف ان المملكة ومنذ بداية الاحداث في لبنان، لطالما وقفت الى جانب اللبنانيين، فاكثر من ثلاثمئة الف لبناني يعملون في المملكة، وهي كانت دومًا متوازنة في تعاطيها مع الفئات اللبنانية، وانا اعرف الملك سلمان شخصيًا فمحبته للبنان محبة هائلة.\n يقال إن الوزير السعودي سيحضر جلسة الانتخاب؟\nربما لأن الديبلوماسيين عندما يحضرون، هم مجبورون بروتوكوليًا بحضور الجلسة الانتخابية، ولا اعتقد ان الامر يتعدى هذا التفسير .\nفي الحقيقة، لبنان هو بلد العجائب، ولكن الى الآن العجائب كلها عاطلة.\nهناك كلام كثير وتوقعات بحدث أمني قد يخربط الاجواء الانتخابية؟\nليس هناك ما يؤشر على ذلك على الارض.\n كيف تنظر الى مستقبل قوى الرابع عشر من آذار بعد عودة العلاقات بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية؟\nليست سهلة عودة قوى 14آذار، فالشكل الذي يتصرف فيه الرئيس سعد الحريري حاليًا لا يرضي الكثيرين، نحن لا يملكنا الحريري، ولكن انا من جهتي لست مع فرط قوى الرابع عشر من آذار، لاننا قمنا بانجازات كبيرة سويًا.\nبحسب الاتفاق الرئاسي الاخير، الحريري قد يتكلف برئاسة الحكومة، ألا يطمئنك ذلك؟\nكل ما يجري لا يطمئنني، فميشال عون كما سبق وقلت لك، رجل مجنون، وبالاضافة، زمرة "الزقيفة" التي تحيط به، هل احد منهم يستطيع أن يقف بوجهه او يرفع صوته بكلمة؟\nوحول تركيب الحكومة وموقف الرئيس نبيه بري المعارض؟ \nانا اتوقع ان يجاري حزب الله حليفه عون ويشارك في الحكومة حتى لو بقي بري غاضبًا، فهو لا يستطيع ان يقول لعون، لقد اتيت بك وسأقاطعك في منتصف الطريق، واغلب الظن ان الحزب سيعمل على اقناع الرئيس بري واشراكه في الحكومة. \nقلت خلال مناسبة لحزب الوطنيين الاحرار مؤخرًا اننا ذاهبون الى تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية، هل ترى ان لبنان سيبقى بمنأى عن هذا الجو التقسيمي؟ \nمخطط اسرائيل منذ العشرينات وقبل ان تكون هناك دولة اسرائيلية هو تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية، واسرائيل لا تفوت أي مرحلة إلا وتسعى الى استكمال هذا المخطط، ونحن كلبنانيين اذا كنا على قدر كافٍ من الذكاء نعرف كيف نستطيع ان نحيد انفسنا.\nاتفاق الحريري  - عون يقول بنأي لبنان عمّا يجري في سوريا والمنطقة..\nولكن الامين العام لحزب الله اجابهم في اليوم الثاني انه لن يعود من سوريا قبل ان ينتصر، وهذا الاتفاق بين الاثنين هو ثانوي بالنسبة لنصر الله. \nكيف ترى مآل الامور في سوريا؟\nرأينا بالامس كيف تم قصف احدى المدارس في حلب، فالروسي وحش، والاسد فاقد لأي حس بشري، ماذا سننتظر بعد، سيواصلون في حربهم حتى تدمير وتفتيت سوريا كليًا، واذا كان هناك من تسوية، يعتبر انجازًا اذا حصل الاسد على اكثر من المنطقة العلوية وجوارها. \nحول الانتخابات الاميركية، هل تتوقع ان يطرأ تغيير على السياسة الاميركية في المنطقة مع مجيء هيلاري كلينتون الى البيت الابيض نظرًا لحظوظها العالية؟ \nفي النهاية من يحكم حيال السياسات في المنطقة هي اسرائيل وليست اميركا، وهذا منذ زمن وليس جديدًا، فاذا عدنا بالذاكرة الى السبعينيات لا ننسى ان مستر بروان اتى في حينها ليقول لنا كمسيحيين، اركبوا البوابير وارحلوا، وآنذاك كانوا قد فشلوا في محاولة جعل الاردن كبديلة لفلسطين، لذا انا لا أرى ان كلينتون ستستطيع ان تحدث تغييرًا، فهي لا يمكنها ان تخرج عن الخط الاسرائيلي العام في المنطقة، وحتى لو اتى ترامب او أي اميركي آخر، كلهم لن يغيروا شيئًا.. \nوختم النائب دوري شمعون بالدعوة الى الصوم والصلاة حيال الوضع في لبنان، مشيرًا الى كتلة الاوراق البيضاء في جلسة الغد ستكون كتلة كبيرة، لا يستهان بها، وهذا يعني ان ميشال عون سوف لن يأتي بإجماع وطني كما كان يحلم.