انتهاكات الحشد الشعبي المروعة بحق سنة العراق

انتهاكات الحشد الشعبي المروعة بحق سنة العراق

منذ 7 سنوات

انتهاكات الحشد الشعبي المروعة بحق سنة العراق

يحفل سجل مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعي في العراق بانتهاكات ترقى إلى جرائم تطهير عرقي، بحق السنة في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.\nفقد اتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية على رأسها الأمم المتحدة الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016، تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها.\nولم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.\nوفيما يلي أبرز الانتهاكات في بعض المدن العراقية استنادا إلى تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية غربية ولشيوخ عشائر سنية وتقارير إعلامية.\nاتهمت منظمات حقوقية بينها "هيومن رايتس ووتش" مليشيا الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) عام 2016، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها، تراوحت بين التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل.\nوأجرت المنظمة سلسلة من اللقاءات تثبت ادعاءات قيام عناصر من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بإعدام نحو17 شخصا من الفارين من منطقة السجر (شمال شرق الفلوجة).\nوفي منطقة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة) أرفقت المنظمة تقارير تشير إلى أن بعض المدنيين تعرضوا للطعن حتى الموت وآخرين سحلوا بعد ربطهم بالسيارات في منطقة.\nوفي مطلع يونيو/حزيران 2016 دعت المنظمة الحقوقية الحكومة العراقية إلى التحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على المدينة.\nوأكدت الأمم المتحدة تعرض مدنيين عراقيين لانتهاكات تشمل القتل على أيدي مليشيات عراقية في محيط الفلوجة، وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد في بيان له يوم 7 يونيو/حزيران 2016 إن "لدى المنظمة تقارير محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي جماعات تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة.\nكما أصدر تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في العراق) يوم 9 يونيو/حزيران 2016 بيانا أكد فيه تورط مليشيا الحشد الشعبي في ارتكاب "مجزرة المحامدة" التي لقي فيها عشرات الأشخاص حتفهم، واختطاف أكثر من ستمئة شخص وإخفائهم قسرا.\nومن جهتهم، ذكر شهود عيان وأسرى حرروا من قبضة الحشد الشعبي أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة سجنوا في معتقلات مجهولة "إخفاء قسري"، وقتل العشرات منهم تحت وطأة التعذيب.\nولم تسلم المساجد من الانتهاكات، حيث قالت مصادر في الدفاع المدني بمحافظة الأنبار في يوليو/تموز 2016 إن مليشيا الحشد فجرت خمسة مساجد ونهبت مئات المنازل ثم أحرقتها في الفلوجة.\nالأمر نفسه أكده الشرطي قصي عبد العزيز الذي تحدث في يونيو/حزيران 2016 على قناة الجزيرة وقال إن مليشيا بدر التي تنتمي إلى الحشد الشعبي نفذت بعد دخولها الفلوجة عمليات حرق ونهب للعديد من منازل المدنيين في الأحياء التي كانت القوات العراقية قد استعادتها من تنظيم الدولة، مضيفا أن المليشيات سرقت الأدوية من مستشفى الفلوجة.\nوعلى خلفية تصريحاته، أمر قائد شرطة الأنبار هادي ارزيج بحبس الشرطي قصي.\nشجبت هيئة علماء المسلمين في العراق في مايو/أيار 2016 بشدة إحراق المليشيا لمسجدين في بلدة الكرمة، وقالت الهيئة في بيان إن هذه العملية "جاءت تنفيذا لتوجيهات طائفية بأمر مباشر من إيران".\nوكانت مصادر في الحشد العشائري وشهود عيان قد ذكروا أن مليشيات الحشد الشعبي فجرت جامع الكرمة الكبير، وأحرقت دائرة الجنسية والأحوال المدنية وسط الكرمة، كما أحرقت جامع إبراهيم الحسون في منطقة الرشاد شرقي البلدة.\nوقالت مصادر للجزيرة في يونيو/حزيران 2016 إن مختطفين من أهالي الكرمة والصقلاوية في محيط الفلوجة تعرضوا إلى تعذيب وانتهاكات على يد الشرطة الاتحادية ومليشيا الحشد الشعبي.\nأكد المركز الوطني للعدالة (غير حكومي) عام 2015 أنه يملك دلائل موثقة على أن ثمانية آلاف منزل داخل تكريت (160 كلم شمالي بغداد) تعرضت للنهب والسلب ثم التدمير بالعبوات الناسفة.\nواتهم الشيخ فلاح حسن الندى أحد شيوخ قبيلة البوناصر في تكريت مليشيا الحشد الشعبي بمنع أهالي تكريت من العودة إلى منازلهم.\nوقالت مصادر أمنية عراقية بمحافظة صلاح الدين (شمال العاصمة بغداد) في يوليو/تموز 2016 إن عناصر من مليشيا حزب الله التابعة للحشد الشعبي اختطفت ستين نازحا من أهالي الشرقاط (شمال تكريت).\nوأضافت المصادر أن قوة من مليشيا حزب الله داهمت مركزا للتحقيق مع النازحين من أهالي الشرقاط واقتادت ستين نازحا إلى جهة مجهولة، مبينة أن هذه الحادثة ليست الأولى.\nكما أظهر تسجيل مسرب حصلت عليه الجزيرة تفجير قوات أمنية ومليشيات طائفية جامع "حجي إبراهيم الحسن" في ناحية العوجة التابعة لقضاء تكريت في العراق.\nأوضح شهود عيان عام 2014 أن ميليشيات محسوبة على الحشد الشعبي ارتكبت جرائم كبيرة بإحراق منازل وإتلاف الحقول الزراعية ومنع أبناء الطائفة السنية من العودة إلى منازلهم.\nواتهم مؤتمر عشائر محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) عناصر الحشد الشعبي بتدمير مئة مسجد في المحافظة عام 2014.\nوفي أغسطس/آب 2014، قتلت مليشيات الحشد الشعبي نحو سبعين مصليا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى، وقبل ذلك جرت عمليات عنف عديدة لا سيما في بعقوبة والمقدادية.\nوفي نهاية فبراير/شباط 2016 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش هذه المليشيا بقتل عشرات العراقيين السُّنّة في قضاء المقدادية بديالى، عقب تفجير مزدوج تبناه تنظيم الدولة، كما اتهم سكان في سامراء بمحافظة صلاح الدين المليشيات بخطف مدنيين.\nوقال محافظ ديالى السابق عمر الحميري في أكتوبر/تشرين الأول 2016 إن أكثر من 250 من مساجد أهل السنة دُمرت كليا أو جزئيا في محافظة ديالى.\nواتهم الحميري -الذي فرّ من المحافظة في وقت سابق بعد أن أرغم على الاستقالة من منصبه من قبل قوى سياسية لديها أجنحة مسلحة- قوى وصفها بالمتطرفة بالوقوف وراء عمليات التدمير، وقال إنها تمثل سياسة الطائفيين الذين يسعون إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة، حسب وصفه.\nومنذ 2003 تتهم أطراف سنية في العراق المليشيات الشيعية بممارسة حملات تطهير طائفي ومحاولة تغيير سكاني لحساب المكون الشيعي في محافظة ديالى.\nلم تسلم الممتلكات المدنية من انتهاكات الحشد الشعبي في بلدة آمرلي التابعة لمدينة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين وفق منظمة هيومن رايتس ووتش التي دعت الحكومة إلى كبح جماح المليشيات.\nوقالت المنظمة في تقرير لها، إن لديها ما يثبت أن مليشيا الحشد الشعبي نهبت ممتلكات المدنيين السُنة الذين فروا بسبب القتال، وأحرقت منازلهم ومحالهم، ودمرت على الأقل قريتين تدميرا شاملا.\nوأشارت إلى أن المليشيا التي أمكن التعرف إليها عن طريق المركبات والشارات تضم "فيلق بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله العراقي"، و"سرايا طلائع الخراساني"، وكلها منضوية تحت لواء الحشد الشعبي.\nكما كشفت مصادر أمنية وعشائرية في آمرلي يوم 18 يونيو/حزيران 2016، أن مليشيا شيعية اقتحمت سجنا في المنطقة وأعدمت 12 سجينا جميعهم من العرب السُّنّة.

الخبر من المصدر