بوتين: أميركا ليست جمهورية موز لنتدخل بانتخاباتها

بوتين: أميركا ليست جمهورية موز لنتدخل بانتخاباتها

منذ 7 سنوات

بوتين: أميركا ليست جمهورية موز لنتدخل بانتخاباتها

بوتين خلال حديثه أمام نادي فالداي للحوار\n​​​​​​​ بوتين يحضر في المناظرة الثالثة بين كلينتون وترامب\nصديق بوتين يكشف هوية الرئيس الاميركي القادم!\nنصر المجالي: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات إطلاق عملية سياسية في سوريا تتعثر وأن اتفاقاته الشخصية مع نظيره الأميركي باراك أوباما بهذا الشأن لم تنجح. وقال إن تسليح الإرهابيين وتحريضهم ضد الرئيس السوري مازال مستمرا حتى الآن.\nوقال بوتين في كلمة ألقاها أثناء جلسة عامة لـ "نادي فالداي" للحوار المنعقد في مدينة سوتشي الروسية يوم الخميس إنه "سيتقاعد بنجاح" عندما "يأتي الوقت"، إلا أنه حاليا لا يزال يبقى "رئيسا عاملا لقوة كبرى".\nواعتبر الرئيس الروسي  الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية مجرد "هستيريا"، متسائلا عما إذا كانت الولايات المتحدة جمهورية موز.\nوأضاف بوتين خلال خطابه:" بين المشكلات الاسطورية والمتخيلة هناك الهستيريا، ولا أجد وصفا آخر، التي انتشرت في الولايات المتحدة عن التأثير المزعوم لروسيا على الانتخابات الرئاسية".\nوكانت الولايات المتحدة اتهمت الحكومة الروسية رسميا بمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عبر قرصنة مواقع مؤسسات سياسية أميركية وهو ما نفاه الكرملين مرارا.\nونفى بوتين بقوة الاتهامات، وقال إنها تهدف إلى تشتيت انتباه الناخبين الأميركيين عن المشاكل الداخلية. وتساءل الرئيس الروسي:" هل يعتقد أحد حقا أن روسيا تستطيع أن تؤثر بطريقة ما على خيار الشعب الأميركي؟ هل الولايات المتحدة جمهورية موز؟ الولايات المتحدة قوة عظمى".\nوقال الرئيس الروسي إن بلاده لا تعتزم التدخل العسكري في أي بلد آخر بالشرق الأوسط غير سوريا. وعندما سئل هل تنوي روسيا التدخل في العراق أو ليبيا بنفس الطريقة التي تدخلت بها في سوريا رد على الحضور في منتدى بجنوب روسيا قائلا "لا نحن لا نخطط لذلك بأي حال."\nوفي حديثه عن الحرب ضد الإرهاب، قال الرئيس الروسي: " كان يبدو أن جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب بدأت تتشكل بعد إجراء مفاوضات طويلة وبذل جهود هائلة وتحقيق حلول وسط معقدة، إلا أن ذلك لم يحدث. ولم تنجح اتفاقاتنا الشخصية مع رئيس الولايات المتحدة".\nونقل موقع (روسيا اليوم) عن الرئيس الروسي وله إن قوى معينة في واشنطن فعلت كل ما بوسعها لإفشال تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية، مشيرا إلى أن ذلك يعكس سعي الغرب غبر المبرر وغير المعقول إلى تكرار أخطائه.\nوأضاف في الحديث الذي تم بثه عبر مختلف الفضائيات العالمية: "من الصعب جدا بالنسبة لنا الحديث مع الإدارة الأمريكية الحالية، لأنها لا تنفذ شيئا تقريبا، لا تنفذ أي اتفاقات، بما في ذلك حول سوريا، على فكرة. إلا أننا سنكون مستعدين للحديث مع رئيس (أميركي) جديد وللبحث عن حل لأي مسائل معقدة".\nوقال بوتين إن جماعات إرهابية لا تزال تتلقى أسلحة ومساعدات من أجل استخدامها لتحقيق أهداف سياسية معينة. وحذر الرئيس الروسي هؤلاء الذين يريدون استغلال الإرهابيين، قائلا: "المتطرفون أذكى وأقوى منكم، وإنكم ستخسرون دائما في حال اللعب معهم".\nوتابع أنه لا يزال يجري تسليح الإرهابيين في سوريا وتحريضهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن هؤلاء الذين ينوون استغلال الإرهابيين في سوريا ويأملون في أنهم سيقضون عليهم فيما بعد، سيفشلون في تحقيق ذلك.\nواعتبر الموقف الغربي بشأن حلب غير منطقي، قائلا إن هناك خيارين فقط، يتمثل أحدهما في ترك وكر الإرهابيين بحلب، والثاني في تدمير هذا الوكر بعد اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.\nوذكّر الرئيس الروسي بأن تنامي الإرهاب لم يحدث بسبب ما يجري في حلب، داعيا إلى عدم نسيان الموصل والرقة عند الحديث عن سقوط ضحايا في حلب. وقال: "نسمع من شركائنا دائما أنه يجب التقدم نحو الرقة، ويجب تدمير هذا الوكر الإرهابي. لكن هناك أيضا مدنيون يعيشون في الرقة".\nودعا بوتين، إلى دق الأجراس ليس على القتلى في حلب فحسب، وإنما الموصل أيضا، قائلا: "أريد أن أشير إلى ما يحدث مثلا في فنلندا، حيث تدق أجراس الكنائس على القتلى في حلب. دعونا ندق الأجراس الآن على قتلى  الموصل. عملية الموصل تبدأ وقتل الإرهابيون قرابة 200 شخص أملا في وقف الهجوم. دعونا لا ننسى هذا". وأكد أنه لا يجوز التخلي عن قواعد ميثاق الأمم المتحدة، لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة خرقته من خلال استخدام القوة في يوغوسلافيا والعراق وسوريا.\nوفال الرئيس الروسي: "الحرب في سوريا بدأت قبل تدخلنا بكثير. لقد بدأوا بتزويدهم بالأسلحة وبدأوا بتربيتهم وتحريضهم ضد الأسد، وما إلى ذلك من إمكانيات أخرى، وهم الأكثر فاعلية. وهذا مستمر حتى الآن، لأن هذه الوحدات القتالية هي الأكثر فاعلية، ويمكن توجيهها كما يعتقد البعض، ثم التصرف معها. لن يتسنى ذلك".\nوأضاف بوتين أن الغرب تجاهل دعوات موسكو المتكررة إلى مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، مجددا دعوة الجانب الروسي إلى توحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر العالمي. وأضاف "أن الإرهاب تحول من خطر بعيد للعديد من المواطنين في العالم إلى خطر حقيقي على حياتهم".\nوقال الرئيس بوتين إن منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من نزاعات دموية بحاجة إلى وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية على غرار "خطة مارشال" لتنمية أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.\nوأكد بوتين أن الولايات المتحدة تخلت عن الحوار على أساس مبدأ المساواة مع غيرها من الدول، وقررت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أنه لدى اتخاذ القرارات لا ينبغي التوصل إلى اتفاق مع أحد.\nوأضاف الرئيس الروسي أن التعاون الروسي الأميركي في المجال الأمني ليس سيئا، لكنه كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير، موضحا أن موسكو وواشنطن تعاونتا بشكل جيد في ضمان أمن الألعاب الأولمبية في سوتشي، إلا أن الجانب الأمريكي امتنع عن التعاون في قضية الشقيقين تسارنايف اللذين نفذا تفجيرات بوسطن في عام 2013.\nوقال إن روسيا لا تسعى إلى المواجهة مع أي كان أو التوسع أو الهيمنة في العالم، مؤكدا: "تعلمنا أن نقيم هويتنا والحرية والاستقلال". وأضاف أن الدعاية الغربية تتحدث عن "خطر عسكري روسي" من أجل استغلال ذلك في توسيع حلف الناتو ونشر قوات تابعة للحلف بالقرب من حدود روسيا.\nوأضاف أن روسيا لا ترى أن حلف الناتو يتكيف بالفعل للظروف الجديدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، مشيرا إلى زيادة التناقضات بشأن إعادة توزيع القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي في العالم.\nوفي الختام، دعا الرئيس الروسي إلى الإلتزام بميثاق الأمم المتحدة، قائلا: "إذا تخلينا عنه الآن فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى الفوضى"، لأنه لا توجد في العالم منظمة عالمية أخرى مثل الأمم المتحدة. وفي ذات الوقت أكد بوتين أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاحات، "إلا أن ذلك يمكن تحقيقه فقط على أساس تحقيق توافق دولي واسع النطاق".

الخبر من المصدر