هل استقالة سعداني بداية لمرحلة جديدة بالجزائر؟

هل استقالة سعداني بداية لمرحلة جديدة بالجزائر؟

منذ 7 سنوات

هل استقالة سعداني بداية لمرحلة جديدة بالجزائر؟

شكلت استقالة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم في الجزائر عمار سعداني مفاجأة ليس للطبقة السياسية في البلاد فقط، بل حتى لأعضاء اللجنة المركزية الذين لم يكونوا ينتظرون أن يترك منصبه بهذه الطريقة الخاطفة.\nورغم أن سعداني (67 عاما) برر استقالته لدواعٍ صحية، فإنه لا أحد من المراقبين اقتنع بهذا السبب، بل راحوا يبحثون في الدوافع التي جعلت الرجل "البلدوزر" يعلن انسحابه بعد سنوات ثلاث قضاها في المنصب، وخاض فيها معارك شرسة ضد شخصيات نافذة حتى داخل النظام من بينها الفريق محمد مدين (الجنرال توفيق) الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات.\nوتجمع كل الآراء على أن جهات عليا بالدولة وتحديدا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو من قرر التخلي عن سعداني لأسباب تتعلق بترتيبات المرحلة المقبلة، كما يرى الكثير أن الرجل الذي أدى "مهام صعبة" قبيل فوز بوتفليقة بولاية رابعة عام 2014 قد تجاوز الخطوط الحمراء.\nويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر نور الدين بكيس لـالجزيرة نت إن أهم درس يستخلص من "إقالة" سعداني هو أن الترقيات داخل أحزاب الموالاة تخضع  لإرادة صاحب القرار "ومن لا يلتزم بخريطة طريق السلطة والأدوار التي تحدد ها له يتعرض للإقصاء النهائي".\nويرى بكيس أن هذه الإقالة تؤكد تحكم النظام في المشهد السياسي، وهو حاليا يقوم بإعادة ترتيب البيت الداخلي وإعادة الخطاب السياسي إلى سقفه المعتدل الذي يسمح للجميع بالاستفادة من توزيع ما تبقى من الريع بشرط دخول بيت الطاعة.\nمن جانبه يتحدث الكاتب الصحفي نور الدين ختال عن السهام التي أطلقها سعداني خلال الفترة الماضية ضد شخصيات نافذة في السلطة وفي المعارضة و"حتى بوتفليقة لم يسلم من سهامه عندما ادعى أنه استقال لسبب صحي، وهذا ما اعتبره المتابعون إشارة ضمنية إلى الرئيس المريض".\nويؤكد ختال للجزيرة نت أن أكثر السعداء بالاستقالة هم خصوم سعداني داخل حزب جبهة التحرير الحاكم وعلى رأسهم عبد العزيز بلخادم "بالإضافة إلى ضباط المخابرات من الموالين للرئيس السابق للجهاز الفريق محمد مدين" مضيفا أن التيار العلماني التغريبي أبدى ترحيبه بتنحي سعداني "لأنهم يعارضون كل من يدافع عن اللغة العربية".\nوباعتقاد ختال فإن سعداني تمكن خلال ثلاث سنوات قضاها في المنصب من "استرجاع الحزب ولم يعد بيدقا في يد العسكر أو الرئيس" وهذا ما لن يحصل مع خليفته.\nويؤكد الكاتب الصحفي أن الرجل فرض انضباطا "رهيبا" داخل الحزب ووقف في وجه "الديناصورات" مرجحا عدم قدرة الأمين العام الجديد جمال ولد عباس على الاستمرار في ذلك "فهو لا يحظى بالإجماع داخل المكتب السياسي، فما بالك باللجنة المركزية".\nكما توقع أن تتراجع نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة مطلع العام المقبل.\nويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر توفيق بوقاعدة إن سعداني لم يبرر صراحة استقالته بالمرض "وإنما ذلك فهم ضمنيا". ويضيف أن استقالته جاءت بعدما طلب رأي اللجنة المركزية بنزع الثقة، وهي إشارة واضحة إلى أن جهات عليا في البلاد كانت وراء استقالته أو إقالته.\nوباعتقاد بوقاعدة، فإن مغادرة سعداني معناها أن الرئاسة قد استعادت الحزب "الذى أراد سعداني ومن معه أن يشكلوا به قطبا موازيا للرئاسة استعدادا للانتخابات الرئاسية القادمة المقررة عام 2019".\nكما يؤكد أن المرحلة المقبلة تنذر بتحولات كبرى "فشخصيات كثيرة سوف تغادر المشهد السياسي والعسكري الأيام المقبلة".

الخبر من المصدر