المغرب - العودة لعضوية الإتحاد الإفريقي وتحديات نزاع الصحراء

المغرب - العودة لعضوية الإتحاد الإفريقي وتحديات نزاع الصحراء

منذ 7 سنوات

المغرب - العودة لعضوية الإتحاد الإفريقي وتحديات نزاع الصحراء

طلقات مدفعية واستعراض عسكري وعروض رقص تقليدية وجولة خاصة في المحمية الوطنية نغورونغورو. حكومة تنزانيا لا تريد ترك مجال الشك في أن ملك المغرب محمد السادس ضيف مرحب به في البلاد. تستغرق زيارة الملك في تنزانيا ثلاثة أيام وتأتي عقبت زيارة من نفس العيار في رواندا. الهدف الرسمي لهذه الجولة هو إنعاش العلاقات السياسية والاقتصادية بين المغرب ودول شرق إفريقيا. في رواندا وقع الملك والرئيس باول كغامي على 19 اتفاقية ثنائية، علما أن المنطقة لا تُعد شريكا وثيقا للمغرب.\nلكن محمد السادس له مخطط إضافي هام : فبعد أكثر من 30 عاما يعتزم المغرب العودة إلى عضوية الاتحاد الإفريقي. وهذا ما سبق أن أعلن عنه في رسالة في يوليو/تموز الماضي أمام الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي ـ وهو يواصل الآن حملته الترويجية لذلك، حيث إن هذا الملف يعتبر قضية مستعصية على الصعيد الدبلوماسيي. خلال فترة حكم والد محمد السادس، الملك الراحل الحسن الثاني انسحب المغرب عام 1984 من منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك، في خطوة احتجاجية على ضم ما يطلق عليها جمهورية الصحراء الغربية، والتي يعتبرها المغرب حتى اليوم واحدة من محافظاته الجنوبية.\nفما هي جذور هذا التحول في الرؤية المغربية الجديدة؟ ليزل لوف فودران، خبيرة الشؤون الإفريقية في جنوب إفريقيا لها جواب واضح على ذلك:"الدبلوماسيون المغاربة يقولون إن بلادهم أدركت أن ابتعادهم عن الاتحاد الإفريقي لا يخدم حملتها بشأن قضية الصحراء الغربية".\nنظرة إلى الوراء: قبل نحو أربعة عقود ضم المغرب المستعمرة الإسبانية "الصحراء الغربية" في تشرين الثاني/نوفمبر 1975 إلى ترابه. ومازال الشطر الكبير من تلك الأراضي تحت سيطرة مغربية، فيما تحتل جبهة البوريساريو الشطر الشرقي. وهناك خلافات منذ ذلك الوقت. وكان السؤال القائم، هل الصحراء الغربية دولة مستقلة أم أنها كانت فقط امتدادا للمملكة المغربية؟ الأمم المتحدة تطلعت إلى حسم هذه المسألة من خلال تنظيم استفتاء. والمغرب مستعد مبدئيا لذلك، طالما كان بقي الحديث عن مشروع استقلال وعن حكم ذاتي داخلي للصحراء الغربية. وتحول الخلاف إلى نزاع مسلح استمر حتى أيلول/سبتمبر1991 مع البوليساريو حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.  ويأمل المغرب من خلال العودة إلى الاتحاد الإفريقي الترويج بصفة أنجع لرؤيته في موضوع الصحراء، كما تقول الخبيرة ليزل لوف فودران.\nجنود بعثة "المينورسو" التابعة للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار\nرغبة في تمويل أفضل للإتحاد الافريقي\nالمغرب يبدي موقفا توافقيا ولا يربط هذه العضوية بأية شروط في موضوع الصحراء الغربية. ويأتي الدعم من شرق إفريقيا أيضا: "حان الوقت لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، كما تؤكد وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو. كما صرح نظيرها التنزاني أوغوستين ماهيغا متفائلا:"إذا التزموا بالإجراءات، فلن تكون هناك انتفاضة كبيرة، بل بالأحرى سيُقال انتبهوا، إلى هنا سيعود واحد منكم!"\nلكن يبدو أنه من الصعب تصور تعايش سلمي بين المغرب والآطراف الأخرى في الصحراء الغربية في حضن الاتحاد الإفريقي. وكانت 28 دولة قد وقعت فعلا قبل انعقاد الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي في 18الـ  تموز/يوليو في رواندا على التماس يطالب بطرد جبهة البوريساريو من الاتحاد الإفريقي.\nويملك المغرب هنا حجة قوية: فهو من بين الدول التي تتمتع برخاء في القارة، وبمقدوره مساعدة الاتحاد الإفريقي في ضمان تمويله الذاتي. وهذه ورقة قوية في وقت يطالب فيه زعماء أفارقة بضرورة تحقيق استقلالية أكبر عن الجهات  الدولية المانحة. كما إن الخبيرة لوف فودران تشير إلى أن نيجيريا وأنغولا والجزائر، وهي قوى ممولة للإتحاد تعاني من أسعار النفط المنهارة.\nقد يتم ضم المغرب في يناير/كانون الثاني المقبل إلى الاتحاد الإفريقي، وهو في حاجة لثلثي مجموع الأصوات داخل الجمعية العامة للأتحاد الإفريقي. وبالمقابل ليس هناك من خطط تود إقصاء دولة ما. ويعني ذلك أن المغرب سيكون مجبرا على كسب أصوات ثلثي مجموع أصوات دول الاتحاد الإفريقي حتى يمكن إجراء تعديلات على النظام الأساسي للإتحاد وباتالي إقصاء جبهة بوليساريو.\nوإضافة الى رواندا وتنزانيا وغيرهما من الدول سيكون المغرب بحاجة إلى جهد دبلوماسي أكبر لإلحاق الهزيمة بمعسكر مساندي الطرف الآخر في موضوع الصحراء الغربية، ومن بين تلك الأطراف إفريقيا الجنوبية والجزائر، وهما بلدان لهما قوة تأثير داخل الاتحاد الإفريقي.\nفي صحراء مرزوكة يستخدم السياح الجمال للقيام بجولات سياحية، وخاصة قبل غروب الشمس. ومن الأماكن التي يقصدونها هضبة قدم عرق الشبي، وهي أشهر هضبة رملية بالمنطقة وتمتد على مساحة يبلغ طولها 22 كيلومترا وعرضها 5 كيلومترات.\nتشهد الهضاب الرملية بمرزوكة توافد الراغبين في التداوي من آلام المفاصل والظهر والوزن الزائد، بواسطة حمام الرمال الساخنة وخاصة خلال الصيف. هذا السائح الإيطالي (67 عاما) في الصورة والقادم من مدينة ريميني على ساحل الأدرياتيكي يأخد حمام شمس فوق رمال مرزوكة الساخنة.\nقرية ميفيس التي كانت آهلة بالسكان سابقا، أصبحت مهجورة وشبه خالية من الحركة، إلا بعض الرجال الذين يعملون في ظروف صعبة في منجم صخري لاستخلاص مادة الكحل التي تستخدم في تجميل العيون.\nالجمال في صحراء مرزوكة قليلة، وأغلبها يستخدم لأغراض السياحة. إذ أن تربيتها أصبحت مكلفة جدا بالنسبة للفلاحين بسبب توالي سنوات الجفاف وقلة المراعي وارتفاع سعر الأعلاف.\nشجرة آثل من النباتات التي تقاوم الجفاف وتتأقلم مع مناخ الصحراء. وهي شجرة غير مثمرة، بيد أنها توفر الظل وتساعد في تثبيث الرمال المتنقلة. وهي تنمو في الصحارى والمستنقعات المالحة وعلى ضفاف الوديان.\nهذه الخيمة لعائلة من الرحل بوادي تلغمت في الصحراء الشرقية. يعتمد الرحل في معيشتهم على تربية الماعز وزراعة الواحات. غير أن ظروف الحياة القاسية وغياب المرافق الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات، يضطر هؤلاء للهجرة إلى المدن المجاورة مثل الريصاني ومرزوكة وأرفود.\nمرشد سياحي من أصول بربرية بالصحراء يحضر كأس الشاي، الذي يعتبر المشروب الأكثر شعبية لدى أهل الصحراء. وتحضير الشاي والاستمتاع بشربه يتطلب شروطا لابد من توفرها كي تكتمل ما يسمى باللمة حول الشاي، ومنها الجماعة والجمر والحديث الطويل.\nمنطقة مرزوكة معروفة بوفرة الفنادق ومراكز الإيواء للسياح. والزائر تصادفه علاماتها في أكثر من مكان على جنبات الطريق المؤدية إلى القرية. كثير من هذه الفنادق تتوفر فيها شروط الراحة والاستجمام.\nتنامي المنافسة جعل الأبينة السياحية تزحف وتقترب من الهضاب والكثبان الرملية أكثر. بعضها لا يراعي طبيعة الصحراء ويحدث تغييرا في بنيتها التقليدية، بل حتى أن بعضها بني قبل سنوات في الوديان في مجرى السيول التي جرفتها كما حدث عام 2006.\nقرية مرزوكة التي تبعد عن الحدود الجزائرية حوالي 50 كيلومترا، معروفة بنمط معمارها التقليدي. حيث يستخدم تراب المستنقعات أو مايعرف بالطين الذي يخلط بحشائش سنابل الزرع أو مايعرف بالتبن والماء، في بناء البيوت. وهذه البيوت الطينية توفر الدفء شتاء والبرودة صيفا.\nمعرض لمنتوجات محلية داخل خيمة بصحراء مرزوكة، يعرض على الزوار أعشابا طبية وخناجر معدنية وأساور ونعال جلدية وألبسة معروفة لدى سكان الصحراء مثل الدراعية الخاصة بالرجال والملحفة التي ترتديها النساء.\nشباب من فرقة أفريكا الموسيقية المنحدرة من مدينة الراشيدية المجاورة، تشارك في فعاليات مهرجان ثقافي تحتضنه مرزوكة. وتقدم أفريكا أساليب موسيقية متنوعة بين الريغي والفانك والبلوز، كما تمزج في أعمالها الفنية إيقاعات مغربية وأفريقية وغربية.

الخبر من المصدر