درسُ "سعداني" ومستقبلُ الصراع على السلطةِ في الجزائر

درسُ "سعداني" ومستقبلُ الصراع على السلطةِ في الجزائر

منذ 7 سنوات

درسُ "سعداني" ومستقبلُ الصراع على السلطةِ في الجزائر

قدم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم في الجزائر عمار سعداني استقالته من منصبه "لأسباب صحية"، مساء السبت الماضي (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، مشددا على أن قرار تنحيه من منصبه لا رجعة عنه. ورغم امتناع أعضاء اللجنة المركزية عن رفع أيديهم تأييدا لرحيله، فإن سعداني أصر على الاستقالة قائلا إنه "إما أن يكون صادقا وإما مارقا"، وإنه  اختار أن "يكون صادقا". في إشارة ضمنية بأنه لم يعد مرغوبا من طرف جهات داخل السلطة، لم تعجبها تصريحاته، وطريقته في إدارة الصراع مع خصومه.\nوحرص عمار سعداني على تأمين مخرج مشرف له، من على رأس الحزب عندما طالب أعضاء اللجنة المركزية الذين يؤيدونه بالصمت، حفاظا على مصلحة الحزب، وأقترح عضو مكتبه السياسي جمال ولد عباس (82 سنة) لتزكيته خلفا له، لينتخب الأخير بالإجماع، أميناً عاماً حتى العام 2020.\nوجاءت تصريحات الأمين العام الجديد "المعروف بقربه من عائلة بوتفليقة"، لتؤكد ولائه المطلق والمستمر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ونية الحزب ترشيحه لعهدة خامسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2019، نافيا وجود أي ضغوطات على سابقه للاستقالة.\nووصل سعداني لمنصب الأمانة العامة للحزب الحاكم في أغسطس/ آب 2013 خلفاً لعبد العزيز بلخادم ومنذ ذلك التاريخ،  خلفت تصريحات كان يدلي بها جدلاً واسعاً في الساحة السياسية والإعلامية بسبب مهاجمته لعدة مسؤولين سياسيين وعسكريين في الخدمة ومحالين على التقاعد.\nويرى متابعون لشؤون الحزب بأن سعداني "دُفع للاستقالة" من رئاسة الحزب، مشككين في ولائه لخيارات الرئاسة في مرحلة ما بعد بوتفليقة، مبررين ذلك بتصريحاته التي تجاوزت "الخطوط الحمراء" المتعلقة بالتوازنات بين عصب السلطة الحاكمة، وطريقتها في إدارة صراعاتها الداخلية والوصول إلى التوافقات، والتي عادة ما كانت تتم في الغرف المغلقة بعيدا عن وسائل الإعلام. ومن بينها الاتهامات الأخيرة بالعمالة لجهات أجنبية التي وجهها سعداني لمسؤولين سابقين في الحكومة والجيش، مثل القائد السابق لجهاز المخابرات، محمد مدين (الجنرال توفيق)، وأمين عام الحزب الأسبق، عبد العزيز بلخادم"، وفق تقديراتهم.\nوكان سعداني قد اتهم الجنرال "توفيق"  بتدبير أحداث عرقية وقعت خلال عامي 2011 و2012 بغرداية بين الطائفة الدينية "الشعابنة" المالكية الناطق باللغة العربية وطائفة "الميزاب" الناطقة بالأمازيغية نتج عنها مقتل العشرات. وهي تهمة من مجموعة تهم من بينها تهم بالفساد أيضاً، وجهها سعداني إلى الجنرال "توفيق".\nويؤكد الصحفي عثمان لحياني، بأن سعداني أقيل لسبب واحد وهو "التصريحات السياسية الطائشة للرجل تجاه أكثر من طرف داخل السلطة وخارجها، ولم تعد القوى الحاكمة تحتمل تلك الحماقات السياسية  لسعداني"، ويروي لحياني لـDW عربية، رواية غير مؤكدة تناقلتها مواقع تواصل اجتماعية، كيف أن مسؤول برئاسة الجمهورية سلم لسعداني صباح انعقاد اللجنة المركزية رسالة من بوتفليقة تدعوه للاستقالة، وأن مهمته على رأس الحزب انتهت، شاكرا جهوده التي قام بها طيلة رئاسته لحزب الرئيس. ولا يمكن التأكد من صحة هذه الرواية.\nوحول تداعيات الإقالة على الحزب الذي تفصله أشهر قليلة عن الانتخابات التشريعية يقول الدكتور سعيد قاسمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، إن أمام الأمين العام الجديد مهمة صعبة في إعادة ترميم بيت الحزب العتيد الذي عرف العديد من الانشقاقات والعداوات بين أبناء الحزب خلال تولي سعداني رئاسته، ويضيف قاسمي لـDW عربية، "من خلال تصريحات ولد عباس، نلمس اتجاه الرجل إلى لم شتات الحزب، ونهج "خطاب تصالحي" مع جميع الأطراف، وأن الانسجام الموجود بين قيادات الحزب داخل مؤسساته عامل مساعد من أجل تحقيق هدف بقاء الحزب القوة السياسية الأولى في البلاد"، وأضاف قاسمي "أن المعارضة التي لا تنخرط في المسعى التصالحي لن يكون لها تأثير بعد أن أزاحت نفسها عن الإطار التنظيمي بعد مقاطعة أشغال المؤتمر العاشر، فوجدوا أنفسهم تلقائيا خارج اللعبة".\nإلا أن عثمان لحياني، يرى بأن ولد عباس لا يملك شخصية "كاريزمية" تستطيع جمع فرقاء الجبهة داخل الحزب وخارجه، خاصة وأن" خمسة أشهر غير كافية للتحضير الجيد لأرضية مصالحة حقيقية، وأن قوائم الترشيحات كانت دائما محطة للصراعات والانشقاقات بين كوادر الحزب ومناضليه".\nأما فؤاد سبوته، عضو اللجنة المركزية للحزب فيؤكد أن الصراعات داخل حزب الجبهة، لن تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات التشريعية، وقال لـDW عربية، "بأن الحزب يملك وعاء انتخابي واسع قواعده الأسرة الثورية، ومنظمات المجتمع المدني، وهو وعاء أثبت التجربة بأنه ثابت ولا يتأثر بالأزمات التي عرفها الحزب سابقا، وأن القيادة ستلعب على محور الشباب من أجل استقطابه أكثر باستغلال شبكات التواصل الاجتماعي واللقاءات الجوارية"، حسب رأيه.\nالدكتور سعيد قاسمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر\nولم يخف قاسمي، الأثر الذي ستحدثه إقالة سعداني من على رأس حزب السلطة، وبأن "تغيرات عديدة سوف تمس رموز مرحلة سعداني في مؤسسات الحكم المدنية والعسكرية، وأن مرحلة سعداني التي طويت لابد أن يذهب معها من كان يقف ورائه، حتى يتسنى للرئاسة ترتيب البيت لمرحلة ما بعد بوتفليقة في هدوء".\nويعتقد الدكتور محمد بوضياف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة مسيلة، بأن رحيل سعداني فتح المجال لقراءات متناقضة، سعت السلطة من خلال إبعاده إلى خلط أوراق الطامحين للسلطة، وطمأنة الحلفاء. ويضيف بوضياف لـDW عربية، بأن "خروج سعداني المشرف، حطم أمال الكثير من المعارضين الراديكاليين في الداخل والخارج الذي توهموا أن الرجل طرفا في الصراع على السلطة، وكانوا يراهنون عليه لتطهير البلد وتحريرها من الوصاية الفرنسية. وكما أن ذهابه أعاد الأمل لأولئك المعاقبين والمغضوب عليهم، من سياسيين مرموقين ورؤساء أحزاب، ومسؤولين عسكريين، والذين سوف يصطفون من جديد حول الرئيس بوتفليقة". ويضيف بوضياف "يبدو أن هناك توافقا حصل لدى دوائر السلطة وانتهت معه المناوشات والصراعات، وقبل الجميع بقواعد اللعبة التي فرضها الرئيس، وأن الجميع حفظ درس سعداني".\nبمشاركة 22 دولة عربية احتفل في الجزائر الخميس 16 أبريل/ نيسان باختيار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015. وتم استعراض تاريخ المدينة من العهد الأمازيغي والروماني والتركي.\nوحضرت وفود عربية رسمية، كما حضرت أيضا فرق فنية من دول عربية شاركت أهل مدينة قسنطينة الفرحة من خلال رقصات شعبية والصورة هنا من أحد شوارع قسنطينة بالليل.\nوحتى دول الخليج أرسلت فرقا شعبية، كهذه الفرقة مثلا، للمشاركة في الاحتفال الذي حضره أيضا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.\nمن معالم قسنطينة كهف الدبدبة ، الذي يبلغ طوله 60 مترا و يقع بالصخرة الشمالية لقسنطينة، و يعتبر محطة أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.\nتشتهر قسنطينة بأنها "مدينة الجسور". هنا بقايا لجسر قديم يعود للعهد الروماني. وتنتشر مثل هذه الجسور في قسنطينة و تعد من بين أهم الأماكن التي يقصدها السياح للزيارة.\nجسر باب القنطرة، جسر قديم بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر الحالي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1863 ميلادية.\nجسر قنطرة لجبال، واحد من بين أهم جسور المدينة المعلقة، و يقصده عدد كبير من السياح و يعود لحقبة الاتراك.\nصورة للمسجد الكبير، الذي بني في عهد الدولة الزيرية سنة 1136 ميلادية. وقد أقيم على أنقاض معبد روماني و تم ترميمه و يتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه.\nصور لمنطقة تقع وسط قسنطينة يطلق عليها اسم الأهرامات، وتعود أصلا للعهد الروماني. ثم تحولت في العهد العثماني إلى الشكل الذي تظهر به حاليا بعد الترميمات.\nهذا سوق يطلق عليه "السويقة" و يقصده السياح. ويشتهر بأزقته القديمة الضيقة و كل زقاق منها يباع فيه نوع من المصنوعات اليدوية التي ينتجها الحرفيون في المدينة القديمة لقسنطينة.\nنصب الأموات يقع على أعلى صخرة بقسنطينة. بناه الفرنسيون سنة 1934 تخليدا لجنودهم الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى. على سطحه تمثال النصر لامرأة مجنحة تتأهب للتحليق.\nتمثال لعبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، المولود في قسنطينة سنة 1889. وقد أزيل التمثال بعد قليل من نصبه في المدينة بسبب اعتراض عائلته.\nبينما بقي جسر يحمل اسم ابن باديس و تم تدشينه خلال افتتاح عاصمة الثقافة العربية من طرف الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال. إعداد: نور الحياة الكبير- الجزائر

الخبر من المصدر