تعرف على حركة عدم الانحياز

تعرف على حركة عدم الانحياز

منذ 7 سنوات

تعرف على حركة عدم الانحياز

حركة عدم الانحياز، هي تجمع دولي يضم 120 عضوا من الدول النامية، ظهرت إبان الحرب الباردة، وقامت فكرتها على أساس عدم الانحياز لأي من المعسكرين الغربي، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، والشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي (سابقا). وتهدف حاليا إلى إنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.\nتعد حركة عدم الانحياز إحدى نتائج الحرب العالمية الثانية. وتعود فكرتها إلى مؤتمر باندونغ الذي انعقد في إندونيسيا في أبريل/نيسان 1955، لتؤسس الحركةَ عام 1961 في العاصمة اليوغسلافية بلغراد 29 دولة، وكان ذلك في أوج الحرب الباردة، وآنذاك دعا الرئيس اليوغسلافي الماريشال جوزيف تيتو الدول النامية إلى اتباع ما عرف وقتها بالطريق الثالث بعيدا عن استقطابات معسكري الحرب الباردة.\nوانضم زعماء آخرون أبرزهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو إلى رؤية تيتو، ثم انعقدت القمة الأولى للحركة في سبتمبر/ أيلول 1961 في بلغراد بحضور ممثلي 25 دولة أسيوية وأفريقية، ثم توالى عقد قممها. \nوتشير بعض المصادر إلى أن نهرو هو من أطلق اسم عدم الانحياز في خطاب له عام 1954 في كولومبو.\nوالحرب الباردة هي مواجهة سياسية وأيديولوجية وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين: شيوعي يتزعمه الاتحاد السوفياتي وليبرالي تتزعمه الولايات المتحدة.\nومع انهيار المعسكر الشرقي، دخل العالم مرحلة جديدة هي عصر الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة، وانهارت معه إحدى الركائز التي قامت عليها حركة عدم الانحياز التي كانت تسعى للنأي بعيدا عن الثنائية القطبيية.\nحدد أول تعريف لمفهوم سياسة عدم الانحياز في مؤتمر بلغراد عام 1961، إذ قرر أن الدولة التي تؤمن بتلك السياسة يجب أن تتبع المبادئ التالية:\nـ  يجب أن تنهج سياسة مستقلة قائمة على تعايش الدول ذات النظم السياسية والاجتماعية المختلفة، وألا تنحاز، أو تظهر اتجاها يؤيد هذه السياسة.\nـ  يجب أن تؤيد الدولة غير المنحازة حركات الاستقلال القومي.\nـ  يجب ألا تكون الدولة عضواً في حلف عسكري جماعي تم في نطاق صراع بين الدول الكبرى.\nـ  يجب ألا تكون الدولة طرفا في اتفاقية ثنائية مع دولة كبرى.\nـ يجب ألا تكون الدولة قد سمحت لدولة أجنبية بإقامة قواعد عسكرية في إقليمها بمحض إرادتها.\nيتمثل الهدف الرئيسي لحركة عدم الانحياز منذ تأسيسها في إقامة تحالف من الدول المستقلة، وإنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.\nوقد تبلورت أهداف الحركة في القمم التي عقدت تباعا منها:  \nـ مؤتمر بلغراد (1961) حضرته 25 دولة: أكد على حق تقرير المصير والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية.\nـ مؤتمر القاهرة (1964) حضرته 25 دولة: دعم حركات التحرر الوطني والتعاون الاقتصادي بين دول الحركة.\nـ مؤتمر لوساكا بزامبيا (1970) حضرته 45 دولة: شدد على السلم العالمي وتسريع التنمية الاقتصادية في دول الحرك.\nـ مؤتمر الجزائر (1973) حضرته 79 دولة: أيد الحركات التحررية وأوصى بدراسة التنمية الاقتصادية بدول العالم الثالث.\nـ مؤتمر هافانا (1979): شدد في بيانه على ما يلي: "تحقيق الاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي وأمن الدول غير المنحازة في كفاحها ضد الإمبريالية والاستعمار والاستعمار الجديد والفصل والتمييز العنصري وكل اشكال التدخل الأجنبي، الاستعمار السيطرة، والهيمنة من جانب القوى الكبرى أو الكتل، وتعزيز التضامن بين شعوب العالم الثالث". \nوتجدر الإشارة إلى المتغيرات التي حصلت لاحقا على الساحة الدولية، انعكست على توجهات الدول الأعضاء في الحركة، وظهر ذلك في تباين المواقف حول بعض القضايا الدولية. \nاتفقت دول حركة عدم الانحياز على عدم وضع دستور أو سكرتارية دائمة للحركة، بحجة أن الاختلاف في أيديولوجيات ومصالح الدول يحول دون إيجاد بنية إدارية يقبلها جميع الأعضاء. ومن ثم فالإدارة دورية وشاملة تضم جميع الدول الأعضاء.\nوتنتقل رئاسة الحركة إلى الدولة المضيفة للقمة، وتستمر في رئاستها التي تدوم ثلاث سنوات إلى أن يعقد مؤتمر القمة التالي، حيث تتولى الرئاسة من بعدها الدولة المضيفة له. وبذلك وضع عبء البنية الإدارية على عاتق الدولة التي تتولى الرئاسة، حيث يتحتم عليها إنشاء قسم كامل في وزارة الخارجية لمعالجة القضايا الخاصة بالحركة.\nواتفق في مؤتمر قمة الجزائر عام 1973 على أن يكون للحركة مكتب دائم للتنسيق (36 دولة) يسهر على حسن تنفيذ مقررات مؤتمرات الحركة. وبدأ المكتب أعماله منذ مارس/آذار 1974.\nوبما أن دول عدم الانحياز تجتمع بانتظام في الأمم المتحدة، فإن سفير الدولة التي تتولى الرئاسة في الأمم المتحدة يقوم بعمله "سفيرا لشؤون دول عدم الانحياز لدى المنظمة الدولية".\nتتكون حركة عدم الانحياز من 120 عضوا، يمثلون مصالح وأولويات البلدان النامية في عدة قارات، إضافة إلى فريق رقابة مكون من 17 دولة وعشر منظمات دولية.\nوقد بدأت منظمة التحرير الفلسطينية حضور مؤتمرات عدم الانحياز بصفة مراقب اعتبارا من قمة لوساكا عام 1970، ثم أصبحت عضوا كاملا في الحركة اعتبارا من مؤتمر وزراء خارجية دول الحركة المنعقد في ليما عام 1975.\nوتجدر الإشارة إلى أن الإقبال على قمم حركة عدم الانحياز يعرف تراجعا مقارنة مع السنوات الأولى لتأسيسها، وشارك في القمة التي عقدت في إيران عام 2012 نحو 35 رئيس دولة، وتناقص عدد الحضور في القمة التي عقدت في جزيرة مارغريتا بفنزويلا في سبتمبر/أيلول 2016.\nإلى حدود سبتمبر/أيلول 2016، عقدت حركة دول عدم الانحياز 17 قمة لرؤساء الدول أو الحكومات في مختلف البلدان والقارات وهي:\nالقمة الأولى: 1961، بلغراد، يوغسلافيا\nالقمة الثانية: 1964، القاهرة، مصر\nالقمة الثالثة: 1970، لوساكا، زامبيا\nالقمة الرابعة: 1973، الجزائر، الجزائر\nالقمة الخامسة: 1976، كولومبو، سري لانكا\nالقمة السادسة: 1979، هافانا، كوبا\nالقمة السابعة: 1983، نيودلهي، الهند\nالقمة الثامنة: 1986، هراري، زيمبابوي\nالقمة التاسعة: 1989، بلغراد، يوغسلافيا\nالقمة العاشرة: 1992، جاكرتا، إندونيسيا\nالقمة الحادية عشرة: 1995، قرطاجنة، كولومبيا\nالقمة الثانية عشرة: 1998، دوربان، جنوب أفريقيا\nالقمة الثالثة عشرة: 2003، كوالالمبور، ماليزيا\nالقمة الرابعة عشرة: 2006، هافانا، كوبا\nالقمة الخامسة عشرة: 2009، شرم الشيخ، مصر\nالقمة السادسة عشرة: 2012، طهران، إيران\nالقمة السابعة عشرة: 2016، مارغريتا، فنزويلا.

الخبر من المصدر