عقب انتهاء هدنة مهدورة ـ اشتباكات عنيفة وقصف في حلب

عقب انتهاء هدنة مهدورة ـ اشتباكات عنيفة وقصف في حلب

منذ 7 سنوات

عقب انتهاء هدنة مهدورة ـ اشتباكات عنيفة وقصف في حلب

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم تسجيل وقوع اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي مساء السبت (22 أكتوبر/تشرين الأول) في عدة أحياء من حلب على طول جبهة القتال في المدينة المقسمة منذ 2012 بين أحياء غربية تحت سيطرة النظام السوري وشرقية تحت سيطرة مسلحي المعارضة. وأكد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية لحلب سماع دوي القصف المدفعي.\nوقال المرصد، المقرب من المعارضة السورية والذي يتخذ من لندن مقرا له، أنه رصد "سقوط عدة قذائف أطلقتها قوات النظام السوري على مناطق في حيي المشهد وصلاح الدين بمدينة حلب، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص بجراح، ترافق ذلك مع تحليق لطائرات حربية في أجواء القسم الشرقي من مدينة حلب". وأضاف "بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محوري العامرية وصلاح الدين بمدينة حلب، وعدة محاور أخرى في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، عقب هجوم نفذته قوات النظام بالتزامن مع انتهاء الهدنة، في حين قصفت طائرات حربية أماكن في منطقة مشروع 1070 شقة بجنوب غرب مدينة حلب، ومناطق أخرى في حي الشيخ سعيد جنوب حلب".\nولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى.\nوبعد أن كانت روسيا قد كثفت قصفها على الأحياء الشرقية لحلب منذ الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر واتهامها بارتكاب جرائم حلب، عادت وأعلنت عن هدنة إنسانية من ثلاثة أيام انتهت في الساعة 19،00 بالتوقيت المحلي (16،00 تغ) من يوم السبت (22 تشرين أول/أكتوبر).\nيذكر أن الهدنة لم تحقق أي هدف من أهدافها المرجوة، بينها إجلاء الجرحى والمرضى من المناطق المحاصرة، حيث ينتظر مئات من الجرحى المدنيين في الأحياء الشرقية في حلب حتى الآن إجلائهم بعد إعلان الأمم المتحدة أن الظروف الأمنية غير متوفرة وذلك رغم تمديد روسيا الهدنة الإنسانية ليوم ثالث على التوالي.\nوذكرت مسؤولة بالصليب الأحمر في حلب أنه لم يتم إجلاء  المدنيين خلال الهدنة، وقالت إنجي صدقي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إن عمليات الإجلاء كانت مستحيلة بسبب سوء الأوضاع الأمنية في المدينة، مؤكدة أن فريق الصليب الأحمر لم يكن قادرا على دخول شرقي حلب، التي يسيطر عليهالمعارضون، مضيفة أنه كان هناك قصف بمدافع الهاون ونيران القناصة.\nقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن المرصد "لم يسجل حتى الآن، خروج أي شخص عبر المعابر، كذلك فشلت جهود لجان أهلية في مناطق النظام بإخراج جرحى من أحياء حلب الشرقية".\nوتتهم السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم. وقالت المعارضة السورية إنه لم تكن هناك ضمانات بأنه لن يتم القبض على الجرحى الذين تم إجلاؤهم من قبل القوات الحكومية ولا شرط ينص على إمداد الأشخاص المتبقيين في القطاع بالمساعدات الإنسانية.\n"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!\nحتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.\nوفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.\nفي غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.\nومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!\nحتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.\nوفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.\nوبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...\nوفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟\nفي الأثناء يواصل مجلس الأمن الدولي نقاشاته ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لم ينفك يتحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري - وخاصة المدنيين في حلب - ويناشد المجتمع الدولي وخاصة المنخرطين في الصراع السوري بعضا من "الشفقة"... والكل يدين ويكرر الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية. فهل من آذان صاغية؟\nإلى حين إيجاد حل للأزمة السورية... إن وجد أصلا، يبقى العديد من المدنيين في حلب يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت القصف المتواصل دون أن تلوح في الأفق بادرة عن نهاية معاناتهم. فهل من أمل في غد أفضل؟ شمس العياري

الخبر من المصدر