زاهر والمنيرى وسرطان كرة القدم | المصري اليوم

زاهر والمنيرى وسرطان كرة القدم | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

زاهر والمنيرى وسرطان كرة القدم | المصري اليوم

أحترم الدكتور مصطفى المنيرى كثيراً وجداً.. أحترمه سواء كطبيب له نجاحاته وحكاياته الكثيرة والجميلة مع الزمالك ومنتخب الشباب.. أو كإنسان شديد التهذيب والرقى فى تعامله مع الجميع فى أى مكان طول الوقت.. وأحترم أيضاً سيف زاهر سواء كعضو بمجلس إدارة اتحاد كرة القدم أو كإعلامى هادئ ووقور دون صراخ وانفعال ومعارك جانبية لتحقيق مصالح خاصة..\nلكن لن يمنعنى هذا الاحترام عن التوقف بكثير جداً من الاستغراب والاستياء والانزعاج أمام ما قاله المنيرى لسيف زاهر هذا الأسبوع على شاشة أون سبورت.. فقد قال المنيرى إن هناك تقارير أمريكية تؤكد أن ملاعب النجيل الصناعى تتسبب فى إصابة من يلعب عليها بالسرطان.. ولم أكن أتمنى أن يقال مثل هذا الكلام هكذا بشكل عابر وساذج وكأنه حديث عن إصابة لاعب أو قرار خاطئ لحكم أو تعليق على تصريح رسمى كاذب كالمعتاد..\nفربما لا يعرف المنيرى وزاهر عدد الذين يستخدمون ملاعب النجيل الصناعى فى مصر ويفاجئهم برنامج تليفزيونى بالتأكيد على أنهم أصبحوا فجأة مهددين بالإصابة بالسرطان، دون أى شرح أو تفسير أو حتى احترام للناس أو الطب والحقيقة أيضًا.. ومن الواضح أننا كلنا اعتدنا هذا الكلام السهل الذى نقوله ونسمعه وننفعل به ونفرح ونغضب ونهاجم وندافع دون أى دليل ومراجعة وتقصٍّ لأى حقيقة.. وأعجبتنا جداً فكرة ومبدأ أن كل شىء يمكن أن يقال وأى اتهام أيضاً دون أى مساءلة وحساب..\nولابد أن يحاول المنيرى ركوب قطار من القاهرة إلى الإسكندرية أو أسوان ويقف وراء نافذة القطار ويحاول إحصاء عدد ملاعب النجيل الصناعى التى انتثرت فى كل مكان وعدد الذين يستخدمونها من أجل لعب كرة القدم.. كما أن الدولة نفسها والجيش ووزارة الرياضة تنشئ هذه الملاعب فى كل مركز شباب ومدينة وجامعة فى مصر.. حتى أنديتنا الكبيرة تملك أيضاً ملاعب النجيل الصناعى التى يستخدمها الكثيرون..\nفهل يليق أن يأتى أحدنا فجأة ويقول بصوت هادئ إن كل هؤلاء مهددون بمرض السرطان.. أم أنه من المفترض أن تسبق هذا الكلام مراجعات كثيرة وتدقيق وبحث ثم يقال الكلام فى إطاره الصحيح ومعه شرح وتوضيح وتفاصيل وإجابات لكثير جداً من الأسئلة.. فالأمر ليس مجرد بحث أو مقال طبى تم نشره فى صحيفة أو مجلة أمريكية ليأتى أحدنا ويتعامل معه باعتباره ثورة طبية لابد أن نتوقف كلنا أمامها وننزعج أيضاً بسببها.. الأمر ليس مجرد كلام ينثره أصحابه فوق أوراقهم أو أمام كاميرات تليفزيونية لامعة ومضيئة..\nوأعتقد أننا لابد أن نتجاوز تلك المرحلة القديمة التى كان فيها الصحفى يقرأ خبراً أو نتيجة دراسة استطلاعية قامت بها جامعة أو مركز أوروبى أو أمريكى لتنشر صحافتنا فى الصفحة الثانية أو أسفل الصفحة الأولى والأخيرة أن أكل الكوسة يسبب الإصابة بالسرطان أو أن تناول الجرجير يمنع الإصابة بهذا المرض.. فقد انتهى وقت هذا التسطيح فى تناول قضايانا، سواء كانت قضية قومية سياسية واقتصادية.. أو كانت حكاية لعب الكرة فى ملاعب النجيل الصناعى.

الخبر من المصدر