المفتي: حربنا الفكرية على الإرهاب لا تقل عن الموجهات العسكرية

المفتي: حربنا الفكرية على الإرهاب لا تقل عن الموجهات العسكرية

منذ 7 سنوات

المفتي: حربنا الفكرية على الإرهاب لا تقل عن الموجهات العسكرية

قال الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية، إن الحرب الفكرية التي يخوضها رجال الدين الإسلامي لا تقل أهمية عن الموجهات العسكرية في ميادين القتال.\nوأضاف، خلال كلمته بمؤتمر التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة مساجد للأقليات المسلمة، الذى تنظمه دار الإفتاء المصرية، أن الإرهاب يريد الخراب والفناء والفوضى وعدم الاستقرار والشر والفساد والله لا، مشيرا في الوقت نفسه إلي أن وحدة الشعب المصري وتاريخه العظيم لن تهزمه يد الإرهاب لانها يد جبانه مهما ظهرت بمظهر القوة.\n وأوضح أن المؤتمر العالمي للإفتاء يأتي مَع أشباهه ونظائره مِن المُؤتمرات الكُبرى في الشَّرقِ والغَرب في وقت بالغ الأهمية والدقة والخطورة، فلا يخفي على أحد ما يمر به العالم العربي والإسلامي بل والعالمي من تحديات، بما يتطلب منا –نحن العلماء- أَنْ نكون جميعًا على مستوى هذا التحديات الكبرى.\n وتابع : "تكمن أهمية هذا المؤتمر في سياق زمانه ومكانه، فالتوقيت الآن يشهد موجة عنف لتيارات تبحث عن فتاوى تشرعن لها العنف وما الإحصائيات عنا ببعيد، فما يقدر بخمسين ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة فكان على المؤسسات الدينية العريقة وذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة.\nولفت إلى أن هذا مؤشر خطير للحالة الراهنة للجاليات المسلمة، ومن يحلل هذا الوضع بدقة يجد أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين وخاصة من تيارات التشدد والتطرف من أبناء هذه الجاليات وغيرهم تسبب اضطرابًا كبيرًا في مجتمعات هذه الجاليات كما نرى الآن في حالة داعش وأخواتها.\nوتابع : "أما المكان فقد كان من الضروري أن ينعقد هذا المؤتمر على الأرض التي حملت لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة بكعبة العلم المتمثلة في الأزهر الشريف الذي سيظل حصنًا حصينًا أمام موجات التطرف والعنف ودعوات التفريق والتشرذم بكل صورها، فانعقاد المؤتمر جاء تلبية واستجابة لنداء الحاجة بل الضرورة التي يصرخ بها الواقع المعاصر.\nوأكد أنه لهذا السبب تم اختيار موضوع هذا المؤتمر بدقة وعناية؛ إيمانًا منَّا بأن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم في الخارج، فموضوع المؤتمر ومحاوره خطوة غاية في الأهمية في منظومة تجديد الخطاب الديني، وسحب البساط من تيارات الإسلام السياسي المسيطرة على الجاليات المسلمة في الغرب، ومن الأهمية بمكان أن يتم تدريب الأئمة والدعاة وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات وأساليب الخطاب الديني الصحيح والوسطي البعيد عن التفريط والإفراط.\nوأشار إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعمل على إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها المسلم على العيش في وطنه وزمانه، كما ترسخ عنده قيم الوسطية والتعايش، وتعمل أيضًا الأمانة العامة على تأصيل الرباط بين الأئمة والدعاة وبين العلماء الثقات والمؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية.\nوأضاف : "وبناءً على ذلك وضعت الأمانة خريطة محاور المؤتمر وورش عمله، والتي بُنيت على دراسة ورصد لواقع الأقليات المسلمة وبحث تحدياتها المستقبلية للوقوف على قضاياها الحالية والمستقبلية ودعمها على بينة واستنارة علمية يتجلى فيها فقه الأولويات، ويتجلى فيها التركيز على الخروج من مجرد الرصد إلى المعالجة وتقديم الحلول، بل تقديم المبادرات الإفتائية التي تمثل عنصرًا مهمًّا من عناصر حل مشكلات الأقليات والتي على رأسها الخروج من مأزق الإسلاموفوبيا.\nوالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كلها ثقة في أن مشاركة السادة العلماء والمفتين والباحثين المشاركين في أعمال المؤتمر سيكون لها الأثر الكبير في إثراء الحراك العلمي أثناء المؤتمر وبعده بما يعود بالخير والتنمية والرقي على الأمة الإسلامية والإنسانية بأسرها.\nوفى ختام كلمته قدم الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذي يأتي استجابة للمبادرة الكريمة التي أطلقها سيادته بضرورة تجديد الخطاب الديني، ونشكر سيادته أيضًا على الدعم الكبير الذي يقدمه سيادته لدار الإفتاء المصرية وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

الخبر من المصدر