ناشونال إنترست: بالدبلوماسية الذكية تتحقق المصالح الاستراتيجية

ناشونال إنترست: بالدبلوماسية الذكية تتحقق المصالح الاستراتيجية

منذ 7 سنوات

ناشونال إنترست: بالدبلوماسية الذكية تتحقق المصالح الاستراتيجية

فقد نشرت ناشونال إنترست مقالا للكاتب إينيا جوزا أشار فيه إلى انهيار اتفاق الهدنة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا قبل أسابيع، رغم أنه سبق للولايات المتحدة تحقيق نجاحات دبلوماسية تاريخية عندما كانت تركز على المصالح الرئيسية.\nوقال إن واشنطن لم تفضل القوة العسكرية على الدبلوماسية إلا بعد هجمات سبتمبر، وإن هذه السياسة العسكرية انطوت على فشل ذريع.\nوأوضح أن الولايات المتحدة أبعد ما تكون اليوم عن الانتصار في كل من الحرب على أفغانستان وغزو العراق، وأن الحملات الجوية العادية أو عن طريق الطائرات من دون طيار على الإرهابيين في مناطق مثل اليمن وباكستان والعراق لم تمنع تمدد تنظيم القاعدة أو انتشار تنظيم الدولة الإسلامية.\nوأضاف جوزا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري واجه سخرية من بعض الأميركيين أنفسهم عندما هدد بقطع المفاوضات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إذا واصلت روسيا غاراتها الجوية على حلب.\nوأوضح أن عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام تحدثا ساخرين من تهديد كيري بالقول إنه يمثل خطوة قوة حقيقية في الدبلوماسية الأميركية.\nوقال الكاتب إن انتقادهما في محله رغم أن كيري بذل جهودا جبارة لإيجاد حل سياسي في سوريا.\nوأوضح أنه يصعب أن نرى كيف سيجبر انسحاب أميركا من المفاوضات روسيا على التنازل عما تعتبره موسكو استراتيجية ناجحة للحفاظ على مصالحها الجوهرية.\nوأضاف إينيا جوزا أن الولايات المتحدة ركزت على الجانب الأخلاقي وعلى جرائم الحرب التي يقترفها الرئيس السوري بشار الأسد بحق الشعب السوري، لكن الدبلوماسيين الأميركيين فشلوا في توضيح وبلورة المصالح الأميركية في سوريا، على خلاف ما فعلت روسيا.\nوقال إن الأمم عادة تتحدث من حيث المبدأ ولكنها تعمل على تحقيق المصالح، وإنه يمكن للدبلوماسية الأميركية أن تزدهر عندما تعترف بهذه الحقيقة.\nوأشار إلى اتفاق النووي مع إيران، وقال إنه يعبر عن دبلوماسية أميركية فريدة من نوعها في تاريخ البلاد مع عدو واضح، وذلك رغم أنها لم تحقق كل الآمال المرجوة.\nوقال الكاتب إن الولايات المتحدة تجاهلت دعم إيران للجماعات الإرهابية والمليشيات الشيعية في الشرق الأوسط، وذلك في سبيل تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في منع إيران من الحصول على القنبلة النووية.\nوأضاف أن الإيرانيين في المقابل أصروا منذ سنوات على أن لهم الحق الشرعي في السعي للحصول على الطاقة النووية.\nوعودة إلى سياسة أميركا في سوريا، فقد قال الكاتب إينيا جوزا إن الولايات المتحدة أصرت على رحيل الأسد، وأشار إلى أن هذا الشرط لم يكن مقبولا بالنسبه للأسد أو حلفائه.\nوأضاف أن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الجريئة بشأن الأسد وسوريا في 2011 أدت إلى:\n- تشجيع جماعات المعارضة السورية على حمل السلاح مع توقع خاطئ بأن أميركا ستساعدها مباشرة.\n- تصعيد حلفاء الأسد مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران لدعمهم له في تحد لأهداف أميركا المعلنة.\nوأضاف الكاتب أن تحالفا تقوده الولايات المتحدة تدخل في ليبيا في العام نفسه بتفويض من الأمم المتحدة لمنع حدوث مذبحة في بنغازي وكانت النتائج كالتالي:\n- الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ما أدى إلى نهاية كارثية في البلاد.\n- التقاتل بين مليشيات متمردة مختلفة حتى تحولت ليبيا إلى دولة فاشلة.\nوأشار إلى أنه يجب أخذ العبرة في ما يتعلق بالدبلوماسية أو استخدام القوة من عدمه بالشكل التالي:\n- من الحماقة توقع إعادة تشكيل الشرق الأوسط عن طريق مساعدة "الأخيار" للفوز بالصراعات الداخلية، كما في ليبيا.\n- يمكن انتزاع تنازلات من خصوم الولايات المتحدة وتحقيق الأهداف الرئيسية دون استخدام القوة العسكرية، كما هو الحال مع الاتفاق مع إيران.\n- يمكن فهم المعنى الضمني للقوة العسكرية على أنها هامة لإعطاء ثقل للجهود الدبلوماسية، وأنها تستخدم ملاذا أخيرا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.\n- لا يمكن للضربات العسكرية أن تكون الحل النهائي في مواجهة تنظيم الدولة أو الأنظمة المارقة مثل ما في كوريا الشمالية.\nواختتم بالقول إنه يمكن معالجة القضايا المختلفة بالحلول الدبلوماسية الذكية والواقعية التي تتفق مع مصالح الأطراف الإقليمية ومصالح الولايات المتحدة، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار الدائم.

الخبر من المصدر