بعد 215 عامًا.. كيف ساهم رفاعة الطهطاوي في نقل النهضة الغربية إلى مصر؟

بعد 215 عامًا.. كيف ساهم رفاعة الطهطاوي في نقل النهضة الغربية إلى مصر؟

منذ 7 سنوات

بعد 215 عامًا.. كيف ساهم رفاعة الطهطاوي في نقل النهضة الغربية إلى مصر؟

215 عامًا مرت على مولد رائد التنوير في العصر الحديث، العلامة رفاعة الطهطاوي، حيث ولد يوم 15 أكتوبر 1801، في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج جنوب مصر.\nرفاعة الطهطاوي ينتمي نسبه للأشرف، فأبوه ينتهي أصوله إلى الحسين بن على بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، وتنتمي لقبيلة الخزرج الأنصارية، كما أنه نشأ نشاة إسلامية، فحفظ القرآن الكريم ودرس يالأزهر الشريف، وتعلم الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف وغير ذلك.\nهذه النشأة الإسلامية لم تمنعه من السفر إلى فرنسا في بعثة أرسلها محمد علي عام 1826م، لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، ونقل الحضارة الغربية إلى مصر، وكام عمره حينها 24 عامًا.\nورغم أنه سافر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها، لكنه اجتهد ودرس اللغة الفرنسية هناك وبدأ بممارسة العلم، وبعد خمس سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".  \nنقل النهضة الغربية إلى مصر\nعاد رفاعة لمصر سنة 1831، محملًا بالعلم الغزير والخبرة المثقولة بالتجارب، التي تلقاه في فرنسا،  وكله أمل وشغف لنقلها وتطبيقها في بلده  مصر.\nفمجرد عودته  اشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية، وبعد أربع سنوات افتتح مدرسة الترجمة عام 1835م، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن، وعُيـِن مديرًا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها.\nكان يراود رفاعة حلم النهضة في مصر، فبدأ وضع الأساس لحركته النهضوية التي صارت في يومنا هذا، فترجم متون الفلسفة والتاريخ الغربي ونصوص العلم الأوروبى المتقدِّم، وبدأ في جمع الآثار المصرية القديمة واستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع.\nتزايدت جهود رفاعة الطهطاوي في نقل العلم الأوروبي إلى مصر بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة (الرياضيات - الطبيعيات - الإنسانيات) وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، كما استصدار قرارًا بتدريس العلوم والمعارف باللغة العربية (وهي العلوم والمعارف التي تدرَّس اليوم في بلادنا باللغات الأجنبية).\n وفي مجال الصحافة.. أصدر لرفاعة جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلاً من التركية، هذا إلى جانب عشرين كتاباً من ترجمته، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.\nلم يكتف رفاعة بهذه الأعمال العظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت. \nوفي عهد الخديو إسماعيل ترجم رفاعي القوانين الفرنسية إلى العربية، وكتبه في عدة مجلدات وطبع في مطبعة بولاق، وكانت مهمة صعبة حيث تطلبت إلمامًا واسعًا بالقوانين الفرنسية وبأحكام الشريعة الإسلامية، لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي.\nترجم تاريخ القدماء المصريين "عام 1838 ميلادياً"، و"تعريب قانون التجارة الفرنسى" عام 1868ميلادياً، و"تعريب القانون المدنى الفرنسى" عام 1866 ميلادياً، وكتاب "قائد الفلاسفة "عام 1836 ميلادياً، و"المنطق" عام 1838.\nكما ألف كتاب "الديوان النفيس بإيوان باريس" وهو الذي صور فيه رحلته إلى باريس، و "مناهج الألباب المصرية فى مباهج الآداب العصرية" وقد خصصه للكلام عن التمدن والعمران، و"أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل"، ويختص بتاريخ مصر القديمة حتى الفتح الأسلامي، و"المرشد الأمين فى تربية البنات والبنين" وخصصه لفكره في التربية والتعليم وآرائه في الوطن والوطنية.\nوبعد أعمال مديدة ساهمت في تنوير المصريين ونقل النهضة الأورورية إلى مصر، توفي رفاعة الطهطاوى سنة 1873م عن عمر ناهز الـ 72 عامًا

الخبر من المصدر