الندالة مذاهب | المصري اليوم

الندالة مذاهب | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

الندالة مذاهب | المصري اليوم

نعم الندالة مذاهب. ليست هذه هى المرة الأولى التى أستعين فيها بهذا العنوان. كتبت مقالاً تحت هذا العنوان. نُشر فى هذه الزاوية فى ديسمبر الماضى. اليوم أجدنى مدفوعاً للعودة إليه مجدداً. نعم أعود إليه بهذه السرعة. بعد أشهر قليلة من كثرة ما نراه ونعايشه فى حياتنا. يومها قلت ﺇذا نظرت حولك. فيما جرى. وما هو جارٍ فى مصر. لوجدت شيئا جديدا واضحا. يمارسه بعض الناس بسلاسة غريبة.\nهو الندالة. الندالة بأنواعها. يمارسها الكثير من الكبار مقاما ورتبة حتى نصل إلى الأدنى مرتبة. ندالة بتنويعاتها المختلفة. بأشكالها المتعددة. يمارسونها دون استحياء. الندالة مادة تحميك من وخز الضمير. تخلصك من مراجعاته المؤلمة.\nقبل وبعد الثورة مثالا. أحدهم كان يحتفى بك قبلها. يرحب بك بانفعال وحماسة. ينتظر منك نظرة. عطفا. لا يستطيع أحد أن يباريه أو ينافسه فى التودد إليك. ينقلب الحال بعدها حينما يتمكن. يحصل على سلطة. يعلو رتبة. يرتفع مقاما. يتغير لونه وطعمه. لم يعد يتمسكن. لم يعد يرد على هاتفك. يتهرب منك. لا يعتذر عن ذلك. يحاول أن ينسى ماضيه. يرى أن فى هذا شطارة. هو لا يعلم أنه يخسر. يخسر نفسه قبل أن يخسر الآخرين.\nكان فى الماضى يتقن دور الشهم. عندما كان ضعيفا. محتاجا. بعد أن ترقى أو تغير حاله اعتقد أنه لم يعد فى حاجة لأحد. أصبح يتقن دور الندل. بنفس الحماس الذى كان يتقن فيه دوره القديم. قد يكون عاد إلى سيرته الأولى. إلى سماته الأصيلة التى زرعتها بيئته التى نشأ فيها. لكنه تفوق على ندالته التى اكتسبها من هذه البيئة. أجاد على أداء الأدوار من قبل. فمارس طبيعته وتفوق عليها بحرفية عالية.\nقد لا ينقطع جرس هاتفك عن الرنين سنوات طويلة. فجأة يتوقف. يصاب بسكتة كلامية. زال المنصب. لم يعد أحد يتصل بك. هذه ندالة. وإن لم يستطع أحد أن ينفعك أو يضرك. فقد تكون محتاجاً إلى مجرد المؤانسة.\nلا أعرف كيف تتبدل الصفات. الشهامة والندالة نقيضان. لكن بينهما شىء مشترك. هو التوقيت. كلتاهما لا تظهر إلا فى الشدائد والمحن. فالدنيا مواقف. فى المواقف يظهر المعدن الحقيقى للإنسان. سبحان الله!\nهنا لا يظهر من الإنسان إلا قيمته الحضارية. وزيراً كان أم خفيراً. فيما غير الشدائد والمحن. قد يضلك المظهر على غير ذلك. يظهر فيه الثمن وتغيب كل قيمة.

الخبر من المصدر