رسايل القهر

رسايل القهر

منذ 7 سنوات

رسايل القهر

كأي ابنة لوالدين تطلقا.. فأنا أعرف عمَّ أتكلم.. حقًا أعرف.\nإلى أبناء السيدة التي تطلقت، أعرف أنكم كنتم تريدون حياة طبيعية وأسرة طبيعية زي ما كنت بحلم زمان، لكن صدقوني الطلاق أفضل كثيرًا من البقاء بين والدين لا يطيقا العيش معًا، وعدم "طيق" العيشة يبدأ من اللا مبالاة، وصولاً للعنف الأسري تجاه أمك وتجاهك أنت وإخوتك، مرورًا بالسب والشتائم ونظرات الكُره ودعوات كل طرف على الآخر وفُرجة الناس عليكم أثناء المشاجرات. والرحلات المنتظمة لأقسام الشرطة.\nفي حالة والديّ لم يتطور الأمر عن اللا مبالاة والمشاحنات، وقد كان هذا فقط كفيلاً بدفعي لكليهما إلى الطلاق. تعب الأعصاب على مر السنين خصوصًا أنني كبرت في هذه المعاناة حتى الـ18 سنة ولم يتطلقا كل هذة السنوات، كل هذه الأعياد مرت علينا في نكد، كل الأفلام المضحكة لم نجلس جميعًا نشاهدها، لم نخرج في نزهات معًا، لم نضحك كثيرًا إلا ونحن بعيدًا عنهما مع الأصدقاء أو مع أطفال العائلة، كل هذا الوجوم والتحفز استمر حتى 18 سنة من عمري، للأمانة كانت هناك أوقات حلوة تذكرني بها صور قديمة باهتة عندما كنا أطفال، آخر 10 سنوات كانت جحيمًا، صدقوني.\nلا تتهم أمك بأي ذنب لمجرد أنها طلبت الطلاق ولم تستمع لمحاولات الصلح، فهي وحدها تعلم، لا تحكم على أبيك أنه فرّط في جمع أسرته بسهولة، فهو بالتأكيد حاول، لا تحكم على قرار أي شخص، فأنت لا تعلم ما مر به وكم عانى ليحافظ على الأسرة، ولكنه لم يحتمل، هناك من يحتمل لشهور وهناك من يحتمل لسنوات وهناك من يظل يحتمل حتى نهاية عمره ولكنه يعيش حزينًا.\nكنت تحب تعيش بين أب وأم حزينين، خصوصًا أمك؟ فالأم فرصها في السعادة قليلة لو كان جوزها لا مبالي أو مدمن أو متحرش بصديقاتها أو عنيف، لا تغضب من أمك لأن قدرتها على الاحتمال نفدت، صدقني هي حاولت كثيرًا من أجلك ولكنها فشلت.. سامحها وسامحه ولا تُشعرهما بالذنب. ولأكن صادقة وموضوعية معك فقد نلومهما (أبي وأمي ووالديك أيضًا) على البداية، على سوء الاختيار، على الاستمرار في الإنجاب وهما يعرفان أن الحياة بينهما جافة.\nإلى ذاك الرجل الذي يحوم.\nلو عاوز علاقة جنسية روح دوّر على بائعات هوى، بلاش تلف وتدور حواليها وتقولها إنك بتحبها وعاوز تعوضها عن ليالي الحرمان مع جوزها الأولاني، وإنك إنت الصدر الحونين والقلب الرحيم ولازم تثق فيك. مفيش داعي والنبي تزوِّد ألمها وتخليها تكره جسمها وإنها غلطت أما اتطلقت عشان تشوف أشكال زي وجه حضرتك، لذا فأرجوك.. والنبي يا شيخ روح شوف سكة تانية.\nطبعًا حضرتك أما بتبقى عاوز تتجوز بتخاف تقرب من المطلقة لعدة أسباب، إن مامتك هتزعل قوي إنك مش هتاخدها بنت بنوت، وإنت نفسك بتبقى عاوز واحدة بورقتها لسه، مع إن الـ"ورقة" ممكن تتلف تاني على العلبة في أي عيادة، وغير إنك بتفضّل متبقاش مطلقة عشان تعرف تودِّكها على حياتك وتبقى بحطة إيدك.. متبقاش جرَّبِت وبقى عندها خبرة في الحياة والمشاركة ولا تعترض ولا تفكر، واحتمال كمان يكون معاها طفل ولا وراها مشاكل لسه من جوازها الأولاني.. فعلى إيه توجع دماغك؟ أنا أضحك عليها وأستغلها جسديًا وأروح أتجوز واحدة تانية لا عندها خبرة في الجواز ولا ف الجنس ولا فيه عندها مشاكل.\nالمطلقة دي معندهاش عيب جسدي أو اتمسكت في قضية آداب عشان تعاملها كأنها ست درجة تانية.\nخليك دوغري ومباشر.. عاوز جنس روح لبائعة هوى، عاوز جواز روح اتجوز بنت خالتك.\nإلى كل الطنطات (جمع طنط).\nإنتو ستات صح؟ بفكركم بس.. يعني أكيد فاهمة يا طنط إنه غصب عنها تهد حياتها، إنتي قدرتي تكملي وتستحملي عمو جوزك طول عمركم، وتستحملي جوازاته العرفي لبنات قد ولاده، أو إنتي يا طنط يا اللي فضلتي تتهزأي قدام ولادك وتنضربي لحد ما كبروا وقربوا يتجوزوا (الحالتين دول أعرفهم فعلاً)، هي مش هتقدر زيكم ولا تستحمل، يمكن عشان هي اتربت تحترم نفسها وإن أهم حاجة تعيش مبسوطة ومتستحملش حد أو ظروف عشان خايفة من كلام الناس اللي زيكم.\nحضرتك بقى عارفة كل اللي هي مرت بيه عشان إنتي كمان بتعاني منه، وعارفة إحساسها وخيبة أملها في الراجل اللي اتجوزته وكانت بترقص معاه يوم فرحهم ومسلِّماله وواثقة فيه، ولما لقت إنهم مش قادرين يكملوا مقدرتش تفضل تمثل وتخلف أطفال أكتر وتظلمهم، وتقضيها قهر في نفسها ونور وشها ينطفي وتعيش لعيالها وخلاص، زي ما حضرتك بتنصحيها وبتروحي تزوري مامتها وتقوليلها "ما كانت عاشت وربت العيل بينهم"، حضرتك مش فاهمة، هي لا كانت هتعيش ولا العيل هيتربى بينهم، كان هيتعذب بينهم.\nفاستهدي بالله يا حاجة وخليكي في حالك وفي عمو اللي مطلع جنزبيلك.

الخبر من المصدر