أبطال غابوا عن منصات التكريم.. "صائد الدبابات" الحاضر الغائب في عهد مبارك.. و"زكريا" شهيد في الظل.. "وباقي" تاريخ دون تقدير

أبطال غابوا عن منصات التكريم.. "صائد الدبابات" الحاضر الغائب في عهد مبارك.. و"زكريا" شهيد في الظل.. "وباقي" تاريخ دون تقدير

منذ 7 سنوات

أبطال غابوا عن منصات التكريم.. "صائد الدبابات" الحاضر الغائب في عهد مبارك.. و"زكريا" شهيد في الظل.. "وباقي" تاريخ دون تقدير

أبطال عاشوا تحت الظل ورحلوا دون أن يشعر بهم أحد، ضاقت بهم السبل نحو انتزاع تكريم يليق، يتناسب مع عظم مع ما قدموه من تضحيات وبطولات، لينتهي بهم المطاف بالخروج من تشكيل النصر، ووضعهم علي مقاعد البدلاء، أسري لحين إشعار آخر.\nوتعد فترة الرئيس المخلوع حسني مبارك، واحدة من أكثر الفترات، التي شهدت انقضاضًا على التاريخ العسكري، بعد محاولات النظام وأركانه تسويق واختزال النصر المجيد في شخص مبارك، ومحاولة إيهام الجميع بأن الحرب كانت عبارة عن الضربة الجوية فقط، التي نفذها الرئيس الأسبق.\nلكن المؤكد أن هناك من الأساطير الحية التي لعبت دورًا بارزا في ترجيح الكفة المصرية، لا يمكن أن يتم ذكر حرب أكتوبر دون المرور علي سيرتهم الحافلة بأسمي آيات ومعاني البطولة.\nوسيرة المجند "محمد عبدالعاطي عطية" الشهير بـ"عبدالعاطي" صائد الدبابات، خير مثال علي ذلك، خاصة وأنه من الشخصيات التي تم بخسها حقها، بعدما فارق الحياة دون أن يلقي أدنى درجة من درجات التكريم اللائق.\n"عبدالعاطي" الذي سطر ملحمة بطولية خلال حرب أكتوبر، بعدما تمكن من اصطياد 23 دبابة إسرائيلية، جعلته يدخل موسوعة الأرقام القياسية العسكرية من أوسع الأبواب.\nصائد الدبابات الذي قضي حياته يعيش علي هوامش التكريم، المتمثل في دعوته بعض الأحيان، لحضور احتفالات حرب أكتوبر، التي يشهدها الرئيس المخلوع حسني مبارك، يتقمص خلال الاحتفالية شخصية الحاضر الغائب، لا يتم تكريمه أو الإشارة إلي بطولاته.\nو المثير هي تلك الواقعة المؤسفة، التي كان بطلها الرئيس المخلوع مبارك، عندما قيام "عبد العاطي" بمد يده لمصافحته، لكن مبارك تعامل مع الواقعة بجفاء وتكبر شديد، بل الأدهي هو قراره بمعاقبة المسئول عن تنظيم الحفل، واقالته من منصبه.\nوفور علم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي بالواقعة، قرر أن يثأر للراحل "عبد العاطي"، عن طريق قصيدته الشهيرة "الإسم المشطوب"، والتي هاجم خلالها مبارك بضراوة، مرجعًا إلي صائد الدبابات اعتباره.\nومثلما عاش "عبدالعاطي" حياته في الظل، رحل عن الحياة في صمت أثر اصابته بفيروس الكبد الوبائي.\nالشهيد سيد زكريا أحد العلامات العسكرية المضيئة، إسم هو الآخر لم ينل حقه من التكريم الوافي، بطريقة تخلد ذكراه بما يعادل عظيم صُنعه.\nفدائية نادرة قام به "زكريا" حين اقتحم أحد الخنادق، التي تختبأ بها سرية من الجنود الإسرائيلة، عددهم يبلغ 24 جنديًا، تمكن من إصطيادهم جميعا بسلاحه، باستثناء واحدًا تظاهر بالموت، تمكن من الإيقاع ب" زكريا" شهيدًا، أثناء مغادرته، بعدما أطلق عليه الرصاص في ظهره.\nوبعد مرور ما يقرب من 22 عامًا علي حرب أكتوبر، روى الجندي الإسرائيلي القصة كاملة للصحف العبرية، مؤكدًا أنه بعد قيامه بقتل "زكريا"، أخذت حالة من الإعجاب بشجاعته وفدائيته النادرةـ التي لم يشاهد مثلها من قبل، فقام بتفتيشه وعثر بحوزته علي محفظة تحوي بطاقته وصورة شخصية، وجواب كان قد كتبه تمهيدًا لإرساله إلي والدته.\nوبمجرد نشر الصحف الإسرائيلية القصة كاملة، حتي أحدثت دويًا هائلا، جعلت كثيرين يتحدث بعظمة وإعجاب عن تلك المقاتل، بينما تجاهل نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك قصة البطل الشهيد، ولم يحرك ساكنًا في سبيل تكريم البطل الشهيد، من خلال إطلاق إسمه علي أحد الشوارع أو الميادين، أو عن طريق منحه أحد الأوسمة العسكرية تقديرًا لبطولاته، التي شهد لها الجميع.\nاللواء باقي زكي يوسف واحدًا من أيقونات النصر، التي كانت عاملًا مباشرًا في ترجيح جبهة القتال المصرية، وذلك بفكرته العبقرية، المتمثلة في هدم ساتر بارليف الترابي، باستخدام مضخات المياه.\nالفكرة التي عرضها الضابط في سلاح المهندسين آنذاك، مستلهما إياها من طريقة إزاحة الرمال أثناء بناء السد العالي، أدخلته التاريخ من أوسع أبوابه، وساهمت في تقليل حجم الخسائر المصرية المقدر بنحو 20% من حجم القوات المشاركة.\nوعلي غرار أقرانه من أبطال النصر العظيم، عاش "باقي" حياته بعيدًا عن منصات التكريم.

الخبر من المصدر