بطولات و ملاحم من حرب الاستنزاف.. راس العش تجسد بطولة رجال الصاعقة و رمانة الحزينة وسام شرف القوات البحرية والغواصة داكار فرحة لم تكتمل.. و بيت شيفع و بات يام " نهاية سفينتين"

بطولات و ملاحم من حرب الاستنزاف.. راس العش تجسد بطولة رجال الصاعقة و رمانة الحزينة وسام شرف القوات البحرية والغواصة داكار فرحة لم تكتمل.. و بيت شيفع و بات يام " نهاية سفينتين"

منذ 7 سنوات

بطولات و ملاحم من حرب الاستنزاف.. راس العش تجسد بطولة رجال الصاعقة و رمانة الحزينة وسام شرف القوات البحرية والغواصة داكار فرحة لم تكتمل.. و بيت شيفع و بات يام " نهاية سفينتين"

لم تأخذ حرب الاستنزاف حقها في صفحات التاريخ ، وعلي الرغم من كونها البداية و التمهيد لحرب اكتوبر ، وتسطيرها العديد من البطولات العظيمة و التضحيات الكبيرة التي تمت في تلك الفترة ، وان كانت انتصارات حرب أكتوبر قد طغت علي بعض العمليات النوعية الاخري التي حققتها القوات المسلحة المصرية قبيل الحرب ، فلم يكن لها النصيب الأوفر من الحديث عنها أو السرد التاريخي لها بالرغم من أنها تعج بالعديد من هذه البطولات و الملاحم التي حدثت بها، البعض منها يقارب ما و قع في حرب أكتوبر و ربما فاق في مواضع اخري.\nونستعرض معكم بعضا من هذه البطولات التي سطرت في صفحات التاريخ المصري بأحرف من نور..\n- معركة رأس العش :\nتقع قرية رأس العش شرق قناة السويس علي بعد 14 كيلو متر جنوب مدينة بور فؤاد ، ويمثل احتلال هذه القرية للجانب الإسرائيلي أهمية كبري حيث يمهد ذلك لهم احتلال مدينة بور فؤاد الجزء الشرق من بورسعيد .\nوفي يوم 30 يوليو عام 67 أي بعد 24 يوما من اله9زيمة رصدت قوات الاستطلاع المصرية طابورا إسرائيليا مدرعا يجري تجهيزه في مدينة القنطرة شرق للدفع به في اتجاه مدينة بور فؤاد ، وكان هناك كتيبتين مصريتين من أفراد الصاعقة للدفاع عن المدينة فتم الدفع بفصيلتين منهما تتكونان من حوالي ثلاثين ضابطا و جنديا تجاه قرية رأس العش لإيقاف التقدم الإسرائيلي ومنعه من الوصول إليها وإلحاق الخسائر بهم .\nوتقدم طابور المدرع الإسرائيلي مكونا من 12 دبابة و10 عربات مدرعة ، وكانت قوات الصاعقة المصرية قد أعدت عدة كمائن ربضوا فيها مسلحين بالقذائف المضادة للدروع وقد حبسوا أنفاسهم .\nوتقدمت الدبابات و المدرعات الإسرائيلية نحو رأس العش حتى إذا أصبحت الدبابة الأولي في وسط أول كمين انطلقت القذائف تدمرها و تحيلها إلي كتلة من النيران و الشظايا المتفجرة و تقضى علي طاقمها بالكامل وتبدأ بعدها واحدة من أشرس المعارك بين مقاتلين لا يحملون إلا الإيمان بالله و القذائف المضادة للدروع ، و أمام صلابة وشجاعة الجندي المصري انسحب العدو وسارع بالرجوع في ارتباك شديد وبلا نظام تاركا وراءه ثلاث دبابات مدمرة .\nوبعد ساعات عاد ليخوض جولة أخري كان الرجال في انتظارها استمرت طوال الليل و العدو عاجز علي التقدم خطوة واحدة و استمرت المعركة بين الرجال و المدرعات بين كر و فر و دفاع و هجوم وجاءت الإمدادات للعدو مرات ومرات و الرجال صامدون من مساء يوم 30 يونيو وحتى أخر النهار من يوم 4يوليو .\nوبعد أربعة أيام بلياليهن انفتحت أبواب الجحيم علي المدرعات الإسرائيلية و أصاب رجال الصاعقة فيه العدو بخسائر فادحة في الرجال و العتاد و انتهت المعركة بانسحاب العدو انسحابا نهائيا بعد أن دمرت له 15 دبابة و مدرعة و استولي المصريون علي عربة ذخيرة تم نقلها إلي غرب القناة ، وبقيت رأس العش في أيدي المصريين ولم يجرؤ الإسرائيليون علي تكرار المحاولة .\n- معركة رمانة الحزينة :\nوقعت هذه المعركة في مياه البحر المتوسط بالقرب من ميناء بورسعيد يوم 11 يوليو 1967 أمام منطقة رمانه علي بعد حوالي 12 ميلا شرق الميناء .\nوكانت القيادة البحرية الإسرائيلية التي لم تشارك في حرب 67 تحاول أن تسجل بعض الانتصارات في معارك تستدرج فيها زوارق الطوربيد المصرية إلي كمائن تنصبها لها في الوقت و المكان الذي تحدده .\nوتتركز الخطة الإسرائيلية في أن تقوم المدمرة ايلات بالسير في اتجاه بورسعيد في مدي الرادارات المصرية في الوقت الذي يتحرك فيه زورقا طوربيد إسرائيليان جنوبا بمحاذاة الساحل حتى لا يكتشفهم الرادار و عندما تكتشف زوارق الطوربيد المصرية المدمرة تنطلق في اتجاهها يفاجئها الزورقان الإسرائيليان من الخلف في كمين وتتعرض للقصف العنيف بنيران المدمرة من الأمام و الزوارق من الخلف\nو بالفعل كانت هناك دورية مصرية تبحر في مرور روتيني لتامين الميناء مكونة من زورقين الأول يقوده النقيب بحري عوني عاذر و الثاني يقوده النقيب ممدوح شمس ، وعلي بعد 16 ميلا بحريا شمال شرق بورسعيد اكتشفت الدورية المدمرة ايلات فتم إبلاغ القيادة عنها و انطلق الزورقان لمهاجمتها و عندها ظهر الزورقان الإسرائيليان الكامنان في الخلف وبدا في مهاجمة الدورية المصرية في معركة غير متكافئة بين زوقي الطوربيد المصرية و المدمرة ايلات و الزورقين الإسرائيليين من ناحية أخري.\nوعندما ابلغ النقيب عوني القيادة بالموقف تلقي تعليمات بتجنب الاشتباك بأي شكل ولكن الوقت قد فات فقد استحكم الكمين علي الزورقين المصريين و اشتعل البحر بالنيران و فجأة انفجر الزورق المصري الذي يقوده النقيب ممدوح وهنا اتخذ النقيب عوني قرارا بهجوم انتحاري علي المدمرة و أبي أن يموت دون أن يأخذها معه إلي الأعماق و انطلق الزورق باقصي سرعة في اتجاهها للاصطدام بها ومع وضوح هدف الضابط المصري أصاب الهلع طاقم المدمرة فازدادت كثافة النيران الموجهه نحوه من اجل إيقاف الزورق المتجه نحوها وبالفعل نجح ذلك الكم الرهيب من النيران في إحباط الهجوم فعلي بعد ثلاثين مترا فقط من المدمرة انفجر الزورق المصري بالكامل و استشهد كل من كان فيه من الشباب الأبطال الذين باعوا أرواحهم رخيصة فداءا لله و الوطن وكان عدد الشهداء من طاقمي الزورقين 38 شهيدا من الضباط و الجنود ، وقد سجلت الدوائر العسكرية الدولية هذه المعركة كواحدة من أشهر المعارك البحرية في العصر الحديث بين زوارق الطوربيد الصغيرة والوحدات البحرية الكبيرة وأشادت بالشجاعة النادرة و البسالة الفائقة لقادة الزورقين المصريين و من معهم من الجنود ، لدرجة أن قائد المدمرة ايلات قال في كتاب له واصفا تلك العملية بأنها شجاعة و صلت إلي حد الجنون و انه شعر بالخوف الشديد و الزورق في طريقه للمدمرة.\nالغواصة داكار وفرحة لم تكتمل :\nكانت إسرائيل قد تعاقدت مع البحرية البريطانية علي شراء غواصتين متطورتين وبالفعل تسلمت الغواصة الأولي داكار في 10 نوفمبر 67 وفي 15 يناير 68 أبحرت الغواصة من ميناء بورت سماوث الانجليزي في طريقها إلي ميناء حيف عبر البحر المتوسط .\nوعلي مقربة من الحدود المصرية وفي غمرة الشعور بالصلف و الغرور صدرت لها الأوامر بالانحراف عن مسارها تجاه ميناء الإسكندرية للتجسس علي قواعد زوارق الصواريخ المصرية التي أغرقت المدمرة ايلات و اتجهت الغواصة نحو الهدف ببطئ وعلي بعد عدة أميال قطعت جميع الاتصالات اللاسلكية داخل و خارج الغواصة ومنعت الرجال من الحديث بصوت مرتفع حتى يسود الصمت فلا تلتقط الرادارات المصرية إشاراتها ، ولكن ضباط الرادار المصريين كانوا علي يقظة عالية و انتباه شديد ، واخطر الرجال القيادة بوجود الهدف تحت سطح الماء داخل المياه الإقليمية المصرية و بسرعة تم اتخاذ القرار بمهاجمة الهدف المعادي و تدميره وبالسرعة نفسها خرجت زوارق الصواريخ من مخابئها و انطلقت الطرادات و المدمرات القريبة من المكان إلي الهدف ، وهنا أدرك قائد الغواصة الإسرائيلية أن أمره قد انكشف فقرر الرجوع إلي المياه الدولية باقصي سرعة وبدا صوت المحركات في الارتفاع وبدأت الفوضى و الخوف عمان الغواصة ، فتم تحديد المكان بدقة و محاصرتها وبدأت المدمرات المصرية في إلقاء قذائف الأعماق علي الهدف بكثافة شديدة و لم تجد الغواصة مفرا لها إلا الهروب في الأعماق باقصي سرعة ممكنة و هنا وقعت الكارثة فقد بدأت الانزلاق في الأعماق السحيقة كانت كفيلة بسحقها بمن فيها ، وبعد ساعات بدأت تطفو علي السطح بقايا الغواصة المدمرة ، ولم تهنا إسرائيل ولو ليوم واحد بها وظل الأمر في طي الكتمان حتى كشفت إسرائيل عام 89 عندما طلبت من مصر أن تبحث عن حطام الغواصة داكار وطاقمها المكون من 59 بحارا من الضباط و الجنود وبعد عشرين عاما كاملة عثرت إسرائيل علي حطام الغواصة المفقودة التي أغرقتها البحرية المصرية .\n- تدمير الحفار كينتنج :\nبعد أن احتلت إسرائيل سيناء بدأت في نهب ثرواتها وعلي رأسها البترول و من اجل ذلك قامت بشراء حفار بحري من كندا للتنقيب علي البترول في خليج السويس و في شهر فبراير 1970 صدرت الأوامر لقيادة القوات البحرية بمنع وصول ذلك الحفار إلي منطقة خليج السويس وان يتم تدميره قبل وصوله .\nوبالفعل قامت القوات المصرية بجمع المعلومات عن الحفار من خلال المخابرات العامة فتبين لها انه أبحر من كندا ووصل بالفعل إلي ميناء داكار بالسنغال علي الساحل الغربي لإفريقيا تمهيدا لدورانه عن طريق رأس الرجاء الصالح ثم إلي خليج السويس وأفادت الأخبار أن الحفار سيمكث في داكار ثلاثة أسابيع لبعض الإصلاحات .\nفاستدعي قائد القوات البحرية المصرية قائد العملية المكلفة بالمهمة و ابلغه الخطة التي تتلخص في تقسيم قوة الهجوم علي مجموعتين الأولي تتوجه إلي فرنسا و الثانية إلي زيورخ بألمانيا ويلتقي الجميع في السنغال حتى لا يلفتوا الأنظار ثم يتوجهون إلي ميناء داكار كل بطريقته الخاصة علي أن تتم العملية في اليوم التالي لوصولهم .\nوفي ظهر اليوم التالي بدأت المجموعة الأولي في تجهيز الألغام و المتفجرات وأدوات الغطس وفجأة وصلت الأنباء أن الحفار خرج من الميناء إلي جهة غير معلومة فتقرر تأجيل العملية لحين الحصول علي معلومات جديدة و عادوا إلي القاهرة .\nونشطت في هذه الفترة المخابرات المصرية في جمع المعلومات عن الحفار و بعد عشرة أيام جاءت الأخبار تفيد أن الحفار و صل إلي ميناء أبيدجان في ساحل العاج و في اليوم التالي كان أفراد الفريق قد توجهوا إلي أبيدجان بالطريقة السابقة ، وهنا تقرر أن تتم العملية مساء السابع من شهر مارس و في منتصف الليل تماما قام الفريق الغواص و اخذوا يسبحون تحت الماء حتى وصلوا إلي الحفار في الخامسة فجرا فثبتوا الألغام علي القوائم الأربعة ثم عادوا إلي الشاطئ ومن ثم إلي الفندق ثم إلي المطار مباشرة وفي العاشرة صباحا حملت إليهم الأخبار نبا انفجار الحفار و غرقه في ميناء أبيدجان .\n- "بيت شيفع و بات يام " نهاية سفينتين :\nكانت الضفادع البشرية المصرية قد أغارت علي ميناء ايلات يومي 15 ، 16 نوفمبر 69 و استطاعت تدمير رصيف الميناء الحربي مما أدي إلي إصابة الإسرائيليين بالذعر و الخوف من تكرار ذلك الهجوم لذا صدرت الأوامر للسفن الإسرائيلية وعلي رأسها ناقلة الجنود بيت شيفع و سفينة الحراسة بات يام بعد المبيت ليلا بالميناء حتى تتفادى اغارات الضفادع البشرية التي كانت تتم ليلا فكان علي السفينتين الإبحار بعيدا عن رصيف الميناء طوال فترة الليل ثم العودة مع بزوغ الشمس ، و أثناء تفريغ السفينة بيت شيفع لبعض المعدات و الأسلحة و الذخائر التي كانت تنقلها حدث بها انفجار أدي إلي إحداث عطل بها يتحتم إصلاحه حتى تتمكن من الإبحار مرة ثانية ، ووصلت المعلومات إلي القيادة المصرية أن السفينة سوف تمكث ما بين 5 – 7 أيام للإصلاح و معها سفينة الحراسة باغت يام و علي الفور تم التخطيط لعملية الإغارة عليهما في الميناء . تم إعداد مجموعة من الضفادع البشرية المصرية و في الموعد و المكان المحدد بدا التنفيذ و غاص الرجال تحت سطح الماء و اتجهت مجموعة من الضفادع البشرية نحو السفينتين وقامت بتثبيت الألغام و المتفجرات بقاع السفينة الخاصة بها ثم انسحب الجميع سريعا بعيدا عن الميناء إلي قواعدهم ، وفي الثانية صباحا من يوم السادس من فبراير 1970 انفجرت الألغام في السفينة بات يام فغرقت علي الفور أما السفينة بيت شيفع فنتيجة لانفجار بات يام وجدت فرصة لكي تتحرك بسرعة بعيدا عن الرصيف إلي منطقة ضحلة وغير عميقة فلما انفجرت الألغام التي بها شطحت إلي الرمال و لم تغرق تماما .

الخبر من المصدر